من المؤكد أنها ليست الأجمل علي الإطلاق بين عقارات التراث المعماري الأوروبي القائمة علي أرض مصر فهناك أجمل منها بالقاهرة والإسكندرية, وهي ليست الأقدم بين مثيلاتها فعمرها80 عاما فقط وسبقها مئات العمارات المقامة بالعاصمة الأولي والثانية بالقرنين السابع والثامن عشر. ولكنها تتميز علي كل العمارات القديمة والتراثية فخرا بموقعها الفريد الكائن علي نقطة التقاءقناة السويس بالبحر المتوسط وتحديدا علي ناصية قارة إفريقيا والركن الشمالي الشرقي لمصر وبورسعيد... وبالعودة للجمال تحديدا, هي تحفة معمارية لا مثيل لها في منطقة القناة بصفة عامه, وهي قبلة الفنانين التشكيليين والمصورين الهواة والمحترفين الذين انبهروا بهندستها وواجهاتها ومكوناتها فراحوا ينقلون بالريشة والفرشاة والكاميرات ما يخلدها علي طول الزمان.. اسمهاكلوفيتشنسبة لمالكها وبانيها لويس كلوفيتش شيلي الجنسية والذي اشتري أرضها الواقعة بأرقي مناطق بورسعيد السكنية علي الإطلاق الحي الإفرنجي أو الشرق حاليا يوم4 فبراير عام1932 ليشيد عليها رائعته المعمارية ويهبها لابنه جوان الأرجنتيني الجنسية وابنته فيرا المولودة بشيلي عام1926 قبل أن يقصر الهبة علي جوان فقط عام79, ويموت في عام80 وتحديدا في نفس يوم شرائه للأرض التي أقيمت عليها العمارة. ومساحة كلوفيتش الساكنة في وجدان البورسعيدية وأهالي منطقة القناة, وذاكرة كل من زارها علي مدار العقود الثمانية المنقضية600 متر فقط تضاف إليها مساحات البواكي أسفلها والمطلة علي شارع الجمهورية وتتكون من7 طوابق وتضم علي مساحتها الكبيرة10 شقق فقط و6 محلات.. وقد غادرها معظم قاطنيها الأصليين سواء بالوفاة أو السفر للخارج وآلت ملكيتها منذ سنوات للمرحوم حسن الجزار والذي حلم بدخولها وهو شاب صغير وصمم علي دخولها وهو مالك لها وأعانه الله علي تحقيق حلمه الأثير في يونية2012 ولا أحد في بورسعيد يعرف سر إصراره علي اقتنائها بالنظر لاستحالة هدمها وإقامة برج سكني مكانها لإدراجها في قائمة التراث المعماري ببورسعيد, ولا أحد يعرف أيضا سبب إهداره لمبلغ6 ملايين جنيه ثمن شرائها من الابن جوان ومازالت قائمة علي حالها. ويقول محمود الزيات محامي الملاك والعمارة إنكلوفيتشواحدة من أجمل ما سجلته الجامعات الأوروبية في قائمة التراث المعماري الفرنسي والإيطالي والإنجليزي ببورسعيدوقد جري استجلاب معظم مواد بنائها من إيطاليا وإسبانيا وفرنسا, ويوميا يتوافد عليها المتطلعون لرؤية شققها ونظامها الجميل والعجيب, والنادر بين كل عقارات التراث ببورسعيد ونظرة واحدة لمدخلها وزجاج شبابيك سلمها الملون ومصعدها القديم وخلفياتها التي تطل علي شارع23 يولية كافية للارتباط بجمالها الأخاذ ويضيف أن العمارة قد صمدت لطيران المحور في الحرب العالمية الثانية, والطيران الفرنسي والإنجليزي في حرب56 وإن تحطمت أجزاء زجاجية من برجها قبل الإنزال الأجنبي للمحتلين علي بعد خطوات منها وتحديدا بجوار رصيف ديلسبس باب رقم واحد كما أفلتت من القصف الجوي لطيران الكيان الصهيوني في حرب1967 وكانت شاهدا علي خروج آخر جندي محتل من المدينة يوم23 ديسمبر56, وإغلاق القناة في حرب67 وعلي إعادة افتتاح القناة في5 يونية1975 وقد فشلت جميع محاولات استنساخها هندسيا بالأبراج السكنية الحديثة المقامة في محيطها وظل الأصل هو الأجمل علي الإطلاق.. هي كلوفيتش المبهرة التي جعلت عيون المارين بها علي مدار80 عاما تنظر لأعلي.. عشقا وتقديرا.