مصطلح الذكاء أصبح مصطلحا متداولا بصورة تلقائية في كافة المناحي الحياتية, وخاصة فيما يتعلق بنظم الإدارة الحديثة, فتارة نسمع النظام المؤسسي الذكي. التطبيق الذكي. النظم الإدارية الذكية وغيرها الأمر الذي يؤكد علي الارتباط الحتمي بين فكرة الإدارة وفكرة الذكاء كدلالة واضحة علي أنه لا نجاح لأي نظام إداري في الوقت الحالي إلا إذا تم بناؤه علي أسس ومقومات الذكاء. وفكرة الذكاء تقودني دائما إلي طبيعة وفلسفة العالم الافتراضي الذي يجب أن يتخيله من يريد أن ينجح في تطوير العمل الإداري لأي قطاع من القطاعات, فإذا ضربنا مثالا بالقطاع الرياضي فإنه من الأهمية بمكان قبل وضع أي رؤية أو خطة لتطوير عمل ما أن يسبقها فكرة التخيل المتمثل فيما سوف يكون عليه المقصد من التطوير بعد عدد من السنوات وفقا لطبيعة كل مشروع. ولكي يحدث هذا كان لزاما علي من يسعي إلي التطوير والتقدم أن يكون ملما بكافة أبعاد التطور العالمي فيما يريد أن يطوره حتي يستطيع أن يكون في خياله عالما افتراضيا يستطيع أن يرسم من خلاله هدفه الذي ينشده حتي يستطيع أن يواكب التطور العالمي الكبير والمتسارع.. ومن هنا جاءت فلسفة النظم الذكية في إدارة المؤسسات الرياضية. ففكرة النظام الذكي في المجال الرياضي أو حتي أي مجال لاتتمثل في كونها فكرة تعتمد علي توفير الراحة والسهولة في التعامل الإداري سواء مع العاملين أو الجمهور أو توفير إنسيابية في أداء الخدمات.. بل تتخطي ذلك بكثير في كونها نظام يحمل لك صورة افتراضية لما سيحملة المستقبل من تطور وبما تستطيع أن تفعله وتتعامل به من خلال الواقع, وكثيرا ما أسأل إذا كانت لغة العالم وخاصة في المجال الرياضي الآن هي استخدام أحدث النظم الذكية وخاصة في التعامل مع المنشآت الرياضية أو تطبيق قوانين الألعاب الرياضية الأمر الذي أخذ بعض الآراء إلي الخوف من الدخول التكنولوجي بهذه القوة إلي الممارسة الرياضية الأمر الذي من الممكن أن يفقد الرياضة إثارتها وتشويقها.. فماذا نحن فاعلون بواقعنا الرياضي وماذا نحن بقارئين لمستقبلنا الرياضي, هل تتحول إدارة الرياضة من فكرة الأداء الوظيفي النمطي إلي فكرة المستحدثات الذكية التي تساعد العقل علي أداء الوظيفة الإدارية, هل نحن بقادرين علي نقل الطبيعة الإدارية من أسلوب وفلسفة الورق إلي أسلوب البار كود, الإيميل, الشاشات, التطبيق الذكي, الأجهزة والمنشآت التي تفكر معاك في ظل حجم إنفاق مالي ليس بالقليل ولكنه لايواكب العالم وغير قادر علي قراءة المستقبل.