الإدارة الناجحة لها عدة مقومات مهمة ومفيدة لتأدية مهامها بطريقة علمية وعلي أكمل وجه ومن عوامل الإدارة الناجحة التي اعتمدت عليها العديد من الدول لإدارة منظومة بلادها العمل الجماعي في البناء من خلال اختيار قائد تلك المجموعة لكفاءته وقدرته الإدارية فتتراجع أمام العمل الجماعي الأنانية وحب الذات والهدف الاسمي هو نجاح الفريق وتنفيذ المهام المطلوبة منه في الزمان والمكان المطلوبين. وان هذا النظام يقلل من الأنانية وتسفيه عمل الآخرين ومحاولة إفشال النجاحات التي حققها الآخر والذي دفعني الحديث عن ذلك ما نلاحظه جميعا من انتشار وباء محاربة النجاح والقضاء علي الشرفاء وإحلالهم بالملوثين ومن هم اقل منهم كفاءة خاصة في القيادات العليا بالوزارات, وأيضا انتشار القيادات العليا مهزوزة اليد والتي لا تمتلك قدرات اتخاذ القرار فتراجعت وانهارت إداراتهم, وأدي ذلك إلي انتشار الروتين وغابت الحلول للمشاكل التي تراكمت وأصبحت مرضا مزمنا أمام نظريات الحل وان مصر من أكثر الدول التي تعاني من تلك, المشكلة وادت الي انتشار الصراعات الداخلية للموظفين والتفرغ لنصب الافخاخ لبعضهم البعض دون النظر الي اعمالهم والمهام الموكولة لهم, واري ان السبب الحقيقي في ذلك مناهج التعليم العقيمة وأساليب التعلم التي تعتمد علي التلقين فتجمدت العقول وعجزت عن تطوير نفسها وأصبحت مثل الآلة الصماء التي تحركها آلات الدفع الميكانيكية. فالمدير الناجح او الوزير الكفء هو الذي يعمل من خلال تحديد المشكلات وتعيين فرق لكل مشكلة علي حدة مع وضع رئيس علي رأس كل فريق مع تحديد مدة زمنية للانجاز وان يعمل بطريقة المواجهة لمنع النميمة والوشاية بين الموظفين ويترك حرية القرار لرئيس الفريق لأن المسئولين اعتمدوا علي اهل الثقة لا أهل الخبرة والمحسوبية والأقارب فانهارت الادارة وضعفت القرارات وتراجعت الحلول مع تواري اصحاب الفكر والخبرة عن الانظار. واري أنه من أسباب التراجع الأخري في الإدارة وانهيارها في مصر عمليات التخويف والتخوين والتي انتشرت خلال السنوات الخمس الأخيرة, وجعلت عدم أخذ قرار هو السمة الغالبة خوفا من الهجوم والتي يطبق عليها نظرية القرود الخمسة في الإدارة الحديثة حيث تم وضعهم داخل قفص حديدي وضع في أعلاه كمية من الموز فبعد ترك المكان يتشجع احدهم للوصول إلي الموز وكلما حاول رشه بالماء البارد لإرعاب الآخرين وبعد فترة يحاول اخر وتكرر عمليات الرش بالماء وبعد فترة تجد الخوف يسيطر علي الجميع ويرفضون المحاولة وعندما تستخرج واحدا منهم وتضع آخر جديد لم يشاهد ما حدث فيحاول الوصول للموزة ولكن تمنعه القردة الأخري خوفا من الماء البارد وكرر حتي تستبدل جميع القرود بجيل ثان ستجد ان القرود تعتدي علي كل من يقترب من الموزة خوفا من الماء البارد, وان من أسباب طرحها مايعانيه الإنسان المصري الذي يعيش في تبلد وجمود خلال تأدية عمله بشكل روتيني يومي فيتحول الي آلة صماء تتحرك طبقا لما هو مرسوم لها وخط سير لا يمكن تغييره ومن هنا يأتي الفرق الكبير والواضح بين الإبداع والجمود حيث افتقد الإنسان المصري للإبداع وأصبح الجمود إحدي صفاته. وهناك نظرية أخري للقرود لتحمل المسئوليات والقرارات والتي ترفض أيضا مركزية القرار إذا كان المدير يتعامل مع خمسة قرود فليضع مسئولية كل قرد لشخص يتحمل تبعية التعامل معه وترويضه, أما إذا اخذ احد مسئولية الخمسة لكانت نهايته الفشل وعدم انجاز أي المهام التي لديه, فالمدير الناجح من لديه القدرة علي تقسيم الأعمال ومحاسبة كل إنسان علي نجاحاته أو إخفاقاته, وهذا من أسباب فشل المركزية في مصر لتداخل التخصصات في بعضها البعضوعدم توضيح اختصاصات كل جهة من الجهات خاصة مايتعلق بالوزارات والمحليات في العديد من القرارات المتضاربة.