مع أذان الفجر يبدأ يومه يخرج ليصلي في المسجد القريب من الحجرة التي يستاجرها هو واثنان من بلدياته ويعود من صلاة الفجر حاملا معه رغيف خبز وبنصف جنيه فول وإذا أراد التغيير يستبدل الفول بقرص طعمية أو بطاطس مقليه بعدها يخرج علي باب الله سعيا للرزق. يسرح عم عدلي عثمان ويسترجع شريط الذكريات وكيف غادر سوهاج بعد أن فقد الأمل في فرصة عمل تاركا وراءه نصف دسته من الأبناء20 عاما قضاها يتجول في شوارع القاهرة يحمل علي رأسه قفصا من الجريد به أطباق وأدوات من البلاستيك رخيصة الثمن لكن لها زبونها في المناطق الشعبية. يقول( عم عدلي أحمد عثمان) الرجل الخمسيني رزقني الله بأربعه بنات حملا ثقيلا علي اكتافي ثم إزداد الحمل بولدين رغم فرحتي بهم وبإن الله رزقني بالولد. كنت عاملا بالأجرة في قريتي يوم أشتغل وعشرة قاعد في البيت وبعد أن ضاق بي الحال قررت السفر للقاهرة بحثا عن الرزق وأملا في قرش زيادة يساهم في تربيه أولادي. حاولت أشتغل بواب معرفتش كل واحد بيجيب قرايبه وأنا علي قد حالي ماليش عزوة وأهلي غلابه إشتغلت عامل باليوميه لكن صحتي علي قدي ومقدرتش اتحمل طلوع سقاله وخاصه إن ظهري تعبني من الشقا ولانني لا أمتلك مال يجعلني استأجر محلا خرجت أبيع وألف الحواري والشوارع بمنتجات بلاستيك يظن من يراها إنها حموله خفيفه ولكن الحمل كبير حمل مسؤلية أسرة لاتمتلك قيراط أرض تاكل منه ولا وظيفه ولا معاش حمل أربع بنات كلهم علي وش جواز وولدين لسه صغيريين ميقدروش يشيلو هم وحمل الأيام والسنين.