اتفقت مصر والسودان وإثيوبيا علي عقد الاجتماع الحادي عشر للجنة الفنية الوطنية الثلاثية لسد النهضة الإثيوبي, للتوقيع مع المكتبين الاستشاريين الفرنسيين بي آر إل وارتيليا, وذلك بعد استكمال النقاط العالقة الفنية والتعاقدية, وحسمها بعد التشاور مع الحكومات. جاء ذلك في البيان المشترك الصادر في ختام اجتماعات اللجنة الوطنية الثلاثية المعنية بسد النهضة, بالخرطوم أمس بحضور وزراء الموارد المائية للدول الثلاث. وقال الدكتور سيف الدين حمد رئيس الجانب السوداني في المباحثات, الذي تلا نص البيان الصادر عن الاجتماع, إن اللجنة الفنية تناولت علي مدي خمسة أيام التوضيحات المطلوبة من الاستشاري في العرض الفني المعدل, كما تم فتح العرض المالي للاستشاري ومناقشة وثيقة العقد المقترح, موضحا أن اللجنة اتفقت علي تبادل المعلومات حولها وتم الاتفاق عليها مع الاستشاري الفرنسي والمستشار القانوني البريطاني. من جانبه, أكد الدكتور حسام الدين مغازي وزير الموارد المائية والري أن المحادثات بين الدول الثلاث لتقييم العرض الفني المحدث المقدم من الشركتين تمت في مناخ إيجابي, وتوافقت الدول الثلاث علي الاستفسارات والتوضيحات الفنية المطلوبة من الشركتين لبعض جوانب العرض الفني ومدي توافقه مع الشروط المرجعية السابق تحديدها. وأكد أن ذلك تم بأسلوب علمي توافقت فيه آراء الدول الثلاث علي أهمية تدعيم الدراسة والارتقاء بها بما يضمن خروجها بأعلي مستوي من الحرفية والمهنية بما يلبي طموحات الدول الثلاث. وقال مغازي إنه سيتم عقد الاجتماع المقبل للجنة الوطنية الثلاثية, بمشاركة وزراء المياه في مصر والسودان وإثيوبيا, بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا, طبقا لدورية عقد اللقاءات في عواصم الدول الثلاث, للمناقشات النهائية الخاصة بالعروض الفنية والمالية والصيغة النهائية للعقد القانوني لإجراء الدراسات, والذي سيتم بين الدول الثلاث والمكتب الاستشاري, ويجري الاتفاق علي موعد الجولة الجديدة من المفاوضات بالتنسيق بين مصر والسودان وإثيوبيا. فيما صرح وزير الموارد المائية والكهرباء السوداني معتز موسي, بأن تأجيل التوقيع علي عقد الدراسات بشأن سد النهضة الإثيوبي مع المكتبين الاستشاريين الفرنسيين بي آر إل وارتيليا في جولة المباحثات التي اختتمت أمس بالخرطوم جاء بسبب حاجة الوفود الفنية الثلاثية لدول مصر والسودان وإثيوبيا للعودة لحكومة دولهم لإجراء مزيد من التشاور حول صيغة العقد للتوائم مع المتطلبات القانونية لكل دولة. وأضاف الوزير في تصريح مساء أمس عقب ختام أعمال اللجنة الثلاثية لسد النهضة بالخرطوم أنه فور اكتمال المشاورات علي المستوي الوطني داخل كل دولة سيصبح العقد جاهزا للتوقيع عليه. وأوضح موسي أنه تم الاتفاق خلال تلك الجولة من المفاوضات علي كل الجوانب الفنية, مؤكدا أن العرض الفني أصبح جاهزا وكذلك العرض المالي.. مشيرا إلي أنه سيتبقي أن تتشاور الدول داخليا علي المستوي الوطني حول نموذج العقد, لافتا إلي أنه عندما تكون الدول جاهزة سيكون التوقيع وفقا للموعد الذي يتم الاتفاق عليه بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا بحضور وزراء المياه للدول الثلاث. من جانبه, أعلن موتو باداسا وزير المياه الإثيوبي أن بلاده لن تقبل أن تتسبب في أي أضرار بمصالح مصر من مياه النيل من جراء إنشاء سد النهضة, مشددا علي تعهد بلاده بالالتزام بالتوصيات التي سيصدرها المكتبان الاستشاريان الفرنسيان. وأضاف باداسا- في تصريحات صحفية أمس علي هامش ختام اجتماعات سد النهضة بالعاصمة السودانية الخرطوم- أن إثيوبيا ومصر والسودان تعمل من أجل أن يكون الجميع رابحين ولا مجال للخسائر لأي من هذه الدول, مشددا علي ضرورة أن يتفهم الجميع هذه الرؤية التي تعتمد علي أن الفائدة ستعم علي الجميع ولن يكون هناك متضرر من إنشاء سد النهضة وأن نعمل معا. وأشار الوزير الإثيوبي إلي أن استمرار الاجتماعات يؤكد أن هناك إرادة من الجميع علي مواصلة العمل معا, لافتا إلي أهمية استمرار بناء الثقة بيننا جميعا للصالح العام.