ما هو الحب؟ لماذا تختلف مشاعر الحب من شخص لآخر؟ ولماذا تختلف مشاعرك أنت نفسك من تجربة لأخري؟ هل يمكنك أن تجذب مشاعر من تحب؟ وهل تستطيع إرسالها له؟ أسئلة كثيرة عن الحب يدور بعضها في عقل كل واحد منا, يجيب عليها محمد عيسي مكاوي أخصائي الطاقة الحيوية: ما هو الحب ؟ الحب هو الحياة ولا حياة بدون حب, والحب في التعريفات العامة هو مشاعر انجذاب نحو شخص محدد لكنه من منظور علم الطاقة الحيوية السعي نحو الكمال والتكامل.. هذا التكامل لا يحدث إلا بوجود طرف آخر هو المحبوب, لذلك لا يقتصر الحب الحقيقي علي حب إنسان لنفسه فقط أو حبه لشخص آخر فقط, بل لكي يصل لكماله يجب أن يملأ نفسه بالحب لنفسه ولكل الموجودات أولا ثم يفيض بحبه علي شخص آخر فتتجلي أسمي معاني الحب و الرحمة والمودة دون أن يسعي إليها أو يبحث عنها. هل هناك أنواع مختلفة من الحب ؟ هناك فرق بين التعلق والشغف والود, فالتعلق هو شكل من أشكال الحب يحمل في باطنه مشاعر امتلاك, فالشخص ينجذب نحو شيء أو أشياء محددة في الشخص الآخر يسعي إلي امتلاكها أو امتلاك مشاعره فتصير له وحده, والمثل علي هذه الحالة ماحدث من تنازع امرأتين علي طفل ادعت كل واحدة أنها أمه, ولما أمر القاضي بقسمه إلي نصفين وإعطاء كل واحدة نصف, وافقت إحداهما( متعلقة) لأنها تريد الامتلاك بينما رفضت الأخري( محبة) وتنازلت عنه لأنها تحبه! التعلق مشاعر مرضية تؤذي المحبوب. وهناك شكل آخر هو الشغف وهو درجة من حب التملك أعلي من التعلق, يسلب العقل والإدراك لدرجة تجعل الشخص الشغوف مؤذيا لنفسه وللحبيب والمثل عليه امرأة العزيز في سورة يوسف التي شغفها حبا فأرادت أن تمتلكه فآذته وسجنته وآذت نفسها, فالشغف مشاعر خطيرة مؤذية ولا يؤدي إلي اكتفاء لأنه مهما امتلك الإنسان لن يجد ما يكفيه. أما الود فهو أسمي مشاعر الحب الحقيقية, وهو مرتبط بالعطاء لذلك سمي به الله نفسه: الودود, وهو مشاعر سوية بين طرفين يعبر عنها كل منهما بالعطاء سواء كان ماديا أو معنويا, وهو الحب الصالح الأبدي الذي يستمر حتي بعد الممات وليس مشاعر مؤقتة مثل الأنواع السابقة وهو أكبر رزق من الله, فإذا أحب الرجل امرأة فلن يكتفي بأن يشعر بداخله بمشاعر الحب لكنه سيعبر عنه بأفعال... الود هو تفعيل الحب. تلك الأنواع هي ما يفسر اختلاف تجربة الحب بين شخص وآخر, وتفسر أيضا اختلاف كل تجربة عن الأخري لدي نفس الشخص.. فليس كل ما يعيشه الإنسان من مشاعر تكون حبا حقيقيا. هل للحب طاقة ؟ وكيف يستطيع الشخص استشعار طاقة حب شخص آخر تجاهه؟ الحب يولد طاقة داخل الجسد تغير فيه وتغير الفكر, فقد وجدت الأبحاث أن الإنسان في حالة الحب يفرز هرمونات منها هرمون اوكسيتوسين الذي يحفز مشاعر وسلوكيات الترابط بين المحبين وهذا الهرمون أيضا يفرز عندما تداعب الأم رضيعها! تختلف ذبذبات الجسد وطاقته أيضا عند الشعور بالحب نتيجة اختلاف كيمياء الحيوية للجسد, ففي علم الطاقة يستطيع الإنسان أن يستشعر نبضات الحب من المحبوب لو استطاع أن يضع عقله وذهنه في حالة من الصفاء الذهني والتي يصل إليها الإنسان عن طريق التأمل, بل ويستطيع أن يرسل طاقة حب لشخص آخر أيضا. هل هناك تدريبات بسيطة تساعد الشخص علي الوصول لتلك الحالة ؟ يستطيع الإنسان الوصول للصفاء الذهني عن طريق ممارسة التأمل, وأبسط خطوات ذلك هو التركيز علي التنفس, فبالتركيز علي التنفس يهدأ الفكر لأن وعي الإنسان يكون مركزا كله علي شيء واحد هو الشهيق والزفير, يحتاج هذا التدريب علي الأقل10 دقائق للوصول لحالة من الاسترخاء والصفاء الداخلي حتي تهدأ الأفكار ويصبح الوعي مستعدا للتواصل الفكري مع الآخرين واستقبال مشاعرهم بل وخواطرهم. والفكرة ببساطة هي استقبال وإرسال طاقة الحب عن طريق مركز طاقة القلب الذي يقع بين الصدرين ويسمي مركز القلب وهو مسئول عن طاقة الحب والكرم والرحمة والمودة, وذلك بالتركيز علي التنفس بداية لمدة5 دقائق ثم بعد ذلك تدريجيا انقل الوعي علي مركز القلب واستشعر مشاعر الحب تملأ الجسد ثم تدريجا استشعر المشاعر الإيجابية التي تريد إرسالها للطرف الآخر وعن طريق التخيل كعامل مساعد تخيل طاقة نورانية محملة بالحب تنبعث من مركز القلب إلي المحبوب.