ينتمي وائل لأسرة متوسطة الحال وكان حلم والديه الدائم أن يحصل علي مؤهل علمي في مجال الطب أو الهندسة لكي يتفاخروا به وسط جيرانهم إلا أن الرياح أتت بما لا تشتهي السفن تخرج من التعليم الفني وخرج للحياة مدللا يبحث عن عمل وتنقل في أكثر من حرفة ولم يفلح في واحدة منها بسبب تقلب مزاجه الشخصي نتيجة تعرفه علي أصدقاء السوء الذين ساهموا في انحرافه ودخوله عالم الإجرام من أوسع أبوابه. أصبح يسهر معهم حتي الساعات الأولي من الفجر ويتعاطي المواد المخدرة بمختلف أصنافها ويبحث عن المال بأي وسيلة ونتيجة تدني أخلاقه اتهم في قضية قتل عمد وأمضي عدة سنوات خلف الأسوار الحديدية يجر أذيال الحسرة والخيبة والألم علي ضياع مستقبله وبعد خروجه بدأ يتاجر في البرشام والهيروين الذي أدمنه بشراهة ويقوم بجلبه من منطقة السحر والجمال علي الحدود المتاخمة لمدينة العاشر من رمضان لكي يعيد طرح الجزء الأكبر لزبائنه ويستقطع منه الكمية التي يتعاطاها يوميا واستمر في تجارة الكيف مستخدما هاتفه المحمول الذي لا ينقطع الرنين عنه من قبل عملائه يطلبونه علي مدار الساعة الحصول علي حصتهم من الهيروين. ونظرا لخطورته الشديدة وضعته مصلحة الأمن العام بوزارة الداخلية علي قائمة المطلوب سرعة استهدافهم وتمكن رجال مباحث الإسماعيلية عقب مجهودات مضنية من البحث والتحري الإمساك به متلبسا وبحوزته كميات من البودرة. كان اللواء علي العزازي مدير أمن الإسماعيلية قد عقد اجتماعه مع اللواء محمود خليل مدير إدارة البحث الجنائي لدراسة المعلومات الواردة لهما بشأن وجود بؤر ثابتة ومتحركة يتردد عليها المدمنون لشراء احتياجاتهم من أصناف المخدرات المختلفة الهيروين والأفيون والحشيش والبانجو والبرشام. تم تشكيل فريق بحث بإشراف العميدين أحمد الشافعي رئيس مباحث الإسماعيلية وإبراهيم صدقي مأمور مركز الضواحي ضم المقدم هاني منصور مفتش المباحث الجنائية والرائد محمود رحيل رئيس المباحث ومعاونيه النقباء محمد فتحي ومحمد أسامة وأحمد الطحاوي ومحمد جبر ومحمد الشافعي. دلت تحرياتهم أن المدعو وائل34 سنة عاطل سبق اتهامه في قضيتي قتل عمد والاتجار في الحبوب المخدرة عامي2004 و2013. وأضافت التحريات أن المتهم لجأ بعد خروجه من السجن في آخر واقعة له للتواصل مع مصادره السرية لتدبير الهيروين الخام له حتي يعيد بيعه وإقناعهم أنه سوف يكون عونا لهم لتصريف بضاعتهم وتسليمهم العائد المالي أولا بأول. وأشارت التحريات إلي أن وائل مدمن للبودرة لا يستطيع الإقلاع عنها ساعده ذلك علي الاستمرار في تجارة الكيف غير عابئ بالمخاطر التي قد تنتج عنها ضاربا عرض الحائط بمستقبل أسرته التي أحزنها بشدة الحال السيئ الذي وصل إليه. وبعرض التحريات علي النيابة تم استصدار إذن لضبط المتهم وأعد ضباط المباحث أكمنة ثابتة ومتحركة في الأماكن التي يتردد عليها تاجر البودرة بمساعدة رجال الشرطة السريين وعندما حانت ساعة الصفر بعد وصول معلومة إليهم عن استعداده لطرح تذاكر الهيروين لزبائنه اتجهوا إليه مسرعين وألقوا القبض عليه متلبسا وبحوزته كميات من البودرة الخام وقتها انعقد لسانه وأصيب بالندم وقاموا باقتياده وسط حراسة أمنية مشددة لغرفة التحقيقات. وبمواجهته بما أسفرت عنه التحريات وواقعة الضبط اعترف تفصيليا بوجود المضبوطات معه بقصد الاتجار فيها لعدم وجود وظيفة أو عمل خاص يدر المال عليه وبعرضه علي مصطفي عبد الغني وكيل النيابة العامة باشر التحقيق معه تحت إشراف محمد أبو طه مدير نيابة مركز الإسماعيلية الذي أمر بحبسه أربعة أيام علي ذمة التحقيق ومراعاة التجديد له في الميعاد.