تعتبر المعركة قائمة بين الشيطان وبني آدم منذ أن كان آدم طينا وحتيبعد أن نفخ الله فيه من روحه حيث استكبرعلي السجود, لهفكانت بداية لعداوة ظاهرة حتي يوم القيامة غير أن بني البشر يتناسون ذلك في خضم المشاكل والصراعات التي يوقعهم فيها. والمتأمل في القرآن يلاحظ أن الشيطان لا يوسوس إلا لأهل الايمان أما الكافر فلا يوسوس له لكثرة مداخله اليه التي يأتيه منها حيث يشاء دون أن يجد مقاومة أو موانع, حول مداخل الشيطان وكيفية سدها والحكمة من وجوده في حياة بني آدم يقول الدكتور عادل المراغي إمام مسجد النور بالعباسية إن قضية الصراع الدائم بين الشيطان وبني آدم منذ بدء الخليقة بعد ان استنكف إبليس أن يسجد لآدم فعصي بذلك أمر ربه فكان أول عاص في التاريخ حيث قال تعالي أأسجد لمن خلقت طينا فصبت عليه اللعنات وطرد من رحمة ربة فتوعد آدم وذريته بأن يغويهم أجمعين إلا المخلصين منهم فهبطوا جميعا إلي الارض وبدأ الصراع بين نوازغ الخير والشروظل دائرا وسيظل حتي يوم القيامة لقوله تعالي: إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا ووضح الله المولي خطورة العداوة ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوهإلافريقا من المؤمنين في كل مائة99 للشيطان وواحد لله فحذرمن خطورة وساوسه في القرآن فنزلت سورةالناس وفيها الاسعاذة من الخناسالشيطان الذي يطبع علي قلب ابن آدم فاذا ذكر ربه خنث أي رجع للخلف ومن رحمة الله بين في كتابه العزيز خطوات الشيطان ومدخله ومكائده في قوله تعالي يا أيها الذين آمنوا لاتتبعوا خطوات الشيطان وأول خطوة هي الكفر فإن لم يدخل للانسان منها جاءه عن طريق البدع فإن لم يبتدع جاءه عن طريق الكبيرة فإن لم يرتكبها ووجده صلبا دخل له من مدخل آخر وهو اللمم وهي التي حذر منها المصطفي صلي الله علية وسلم وسماها محقرات الذنوب في قوله: إياكم ومحقرات الذنوب فإنهن يجتمعن علي الرجل حتي يهلكنه فإن عصمه الله من الصغائر واللمم جاءه عن طريق الاعمال الفاضلة والمفضولة والحسن والاحسن والسيئ والاسوأ ثم من وجده صلبا جاءه عن طريق الاخلاص فزين له الرياء وهذه هي المداخل. ويضيف المراغي أن التغلب علي تلك الخطوات يكون بالاعتصام بحبل الله, فليس هناك منجي من الشيطان أعظم من ذكر الله لأن العبد اذا تسلط عليه الشيطان شن العبد عليه غارة من الذكر فاسترد ماسلبه الشيطان منه قال تعالي إن الذين اتقوا اذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذاهم مبصرون, ومنها أذكار الصباح والمساء والاستغفار الحديث: أن الله تعالي أمر يحيي عليه الصلاة والسلام أن يأمر بني إسرائيل بخمس خصال منها: وآمركم أن تذكروا الله تعالي, فإن مثل ذلك مثل رجل خرج العدو في أثره سراعا حتي إذا أتي إلي حصن حصين فأحرز نفسه منهم, كذلك العبد وأجمل ماقيل في ذلك قول الفضيل بن عياض:من قصر في الادب حرم السنن ومن قصر في السنن تسلط عليه الشيطان في الفرائض ومن قصر في الفرائض تخبطه الشيطان عند الموت وخيف عليه من سوء الخاتمة. ويقول الشيخ عاصم القبيصي من علماء الأوقاف إن هدف الشيطان من اغواء الانسان أن يلقي بهفي الجحيم لقوله تعالي( إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير) فاطر:6 سواء عن طريق الكفر أو ارتكاب الموبقات والذنوب لدرجة أن يحاول أن يفسدعليهم حياتهم بأي طريقة, ومن الأذي الذي يجلبه الشيطان للإنسان أن يعتدي علي طعامه وشرابه فيشركه فيهما, ويشركه في المبيت في منزله, ويكون ذلك منه إذا خالف العبد هدي الرحمن, أو غفل عن ذكر الله, أما إذا كان ملتزما بالهدي الذي هدانا الله إليه, لا يغفل عن ذكر الله, فإن الشيطان لا يجد سبيلا إلي تحقيق هدفه. فهو لا يستحل الطعام إلا إذا تناول منه أحد دون أن يسمي, فإذا ذكر اسم الله عليه, فإنه يحرم علي الشيطان. وقد أمرنا الرسول صلي الله عليه وسلم أن نحفظ أموالنا من الشيطان وذلك بإغلاق الأبواب, وتخمير الآنية, وذكر اسم الله; فإن ذلك حرز لها من الشيطان, ففي صحيح مسلم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:( أغلقوا الأبواب, واذكروا اسم الله, فإن الشيطان لا يفتح بابا مغلقا, وأوكوا قربكم, واذكروا اسم الله, وخمروا آنيتكم, واذكروا اسم الله, ولو أن تعرضوا عليها شيئا, وأطفئوا مصابيحكم) ومن صور ايذاء الشيطان للانسان المس- مس الشيطان للإنسان وهو( الصرع) ودخوله بدن الإنسان وهو ثابت باتفاق أئمة أهل السنة والجماعة, قال الله تعالي:( الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس) البقرة:275, وفي الصحيح عن النبي صلي الله عليه وسلم:( إن الشيطان يجري من الإنسان مجري الدم) ومن صور إيذائه إيقاع الإنسان في المشاكل الزوجية وتزيين الباطل. وتثبيطه للانسان عن العمل إشغاله بالأماني المعسولة, التي لا وجود لها في واقع الحياة. كما يصل الشيطان إلي الإنسان عن طريق الوسوسة فيستطيع أن يصل إلي فكر الإنسان وقلبه بطريقة لا ندركها, ولا نعرفها, يساعده علي ذلك طبيعته التي خلق عليها, وهذا هو الذي نسميه بالوسوسة, وقد أخبرنا الله بذلك إذ سماه:( الوسواس الخناس- الذي يوسوس في صدور الناس) الناس وقد نبه الشرع إلي ضرورة الاستعاذة بالله تعالي في مواضع وأحوال معينة أهمها: عند قراءة القرآن, وعند دخول الخلاء وعند الغضب, وعند الجماع, وعند نزول المكان, وعند سماع نهيق الحمار, وبعد تكبيرة الاحرام للصلاة وقبل الشروع بالاستفتاح. ويري الدكتور اشرف فهمي مديرعام المتابعة والتفتيش بالأوقاف أن الله تعالي خلق إبليس لحكم ما لا يعلمها ولا يحيط بتفصيلها بها إلا هو سبحانه وتعالي منها العبرة والعظة لما ارتكبه الشيطان الرجيم من ذنب, فإن الملائكة لما شاهدوا ذلك ازدادت عبوديتهم وخضوعهم لربهم عز وجل. ومنها: فمن كمال قدرة الله في خلقه أن خلق الأضداد, وذلك من أعظم آيات قدرته ومشيئته وسلطانه فإنه خالق الأضداد كالسماء والأرض والظلمات والنور والماء والنار والحر والبرد والطيب والخبيث والجنة والنار