مجلس جامعة طنطا يهنئ الرئيس السيسي بتوليه فترة رئاسية جديدة    ارتفاع مؤشر الدولار عالميا بعد تراجعه في الجلسة السابقة    استقرار أسعار الذهب في مصر وعيار 21 يسجل 3090 جنيهًا    رئيس وزراء بيلاروس: سننشئ مخزنا للحبوب على أرض مصر    كاتب صحفي: العلاقات بين مصر والكويت جذور تضرب بعمقها في التاريخ    نتنياهو: إسرائيل لن تستسلم لحركة حماس    الأرض تنزف حمما بركانية بالإكوادر.. «زيادة في ثاني أكسيد الكبريت»    إصابة شرطي إسرائيلي في عملية الطعن بالقدس    يلا شوت.. مشاهدة مباراة ريال مدريد وبايرن ميونيخ في دوري أبطال أوروبا 2024 دون تقطيع    جدول ترتيب الدوري الإسباني بعد انتهاء الجولة 33    تحرير 136 محضرا تموينيا للمخابز والمحال المخالفة في 5 مراكز بالمنيا    مصرع شخص صدمته سيارة مسرعه بالتجمع الخامس    «بيت الزكاة والصدقات» يبدأ صرف الإعانات الشهرية لشهر مايو غدًا    وزير الصحة يبحث مع وزيرة التعاون الدولي القطرية فرص الاستثمار في المجال الصحي والسياحة العلاجية    سوزوكي تطلق سيارتها Swace كومبي الجديدة بالأسواق.. صور    التعاون الدولي تستقبل بعثة فنية من الاتحاد الأوروبي لمناقشة آلية مساندة الاقتصاد الكلي ودعم الموازنة    خالد الغندور: إبراهيم سعيد مديرًا فنيا ل"مدينة نصر"    مصر دولة حقوقية من الطراز الأول.. "تضامن النواب" تفنِّد ادعاءات "حقوق الطفل" بالأمم المتحدة    مفاجأة تنتظر أطباء الأسنان في أول يوم عمل للنقيب العام بعد الفوز بالانتخابات    إلغاء تكليف مدير إدارة تعليمية وعودته لعمله الأصلي لهذا السبب    بسبب التوت.. مصرع طفلين وإصابة آخر في الغربية    موعدكم يوم الزينة| عيد "شم النسيم" مذكور في القرآن؟.. عالم أزهري يحسم الجدل    أحمد السقا يروج لفيلم السرب قبل عرضه غدا    رئيس مركز أبو ظبى للغة العربية: مصر لعبت دورا تاريخيا بارزا بجميع المستويات    ذكرى الخيانة.. لماذا تمنع الكنيسة القبلات والأحضان خلال ال3 أيام الأخيرة من أسبوع الآلام؟    المركزي يسحب سيولة ب667 مليار جنيه من البنوك في عطاء اليوم    وزير الدفاع يشهد تنفيذ مشروع مراكز القيادة التعبوي التكتيكي المشترك    مدبولي: العلاقات الوثيقة بين مصر وبيلاروسيا تمتد في جميع المجالات    تراجع جماعي لمؤشرات البورصة بمستهل تعاملات اليوم الثلاثاء    رموه من سطح بناية..الجيش الإسرائيلي يقتل شابا فلسطينيا في الخليل    بلينكن يتوجه للأردن لبحث سبل زيادة المساعدات إلى غزة    حملات مكثفة بأحياء الإسكندرية لضبط السلع الفاسدة وإزالة الإشغالات    أول بيان من «الداخلية» عن أكاذيب الإخوان بشأن «انتهاكات سجن القناطر»    وفد شركات السياحة المصرية بالسعودية يكشف تفاصيل الاستعداد لموسم الحج    وزير التنمية المحلية يُهنئ الرئيس السيسي بمناسبة الاحتفال بعيد العمال    وزير التعليم يتفقد المعرض السنوي لطلاب مدارس القاهرة (صور)    تقرير حقوقي يرصد الانتهاكات بحق العمال منذ بداية 2023 وحتى فبراير 2024    الليلة.. حفل ختام الدورة العاشرة ل مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير    طرح فيلم "أسود ملون" في السينمات السعودية .. الخميس المقبل    رئيس جامعة المنيا يفتتح معرض سوق الفن بكلية الفنون    مستشار زاهي حواس يكشف سبب عدم وجود أنبياء الله في الآثار المصرية حتى الآن (تفاصيل)    عضو إدارة الأهلي: دوري الأبطال ليس هدفنا الوحيد.. ونفقد الكثير من قوتنا بدون جمهورنا    لحظة إشهار الناشط الأمريكي تايغ بيري إسلامه في مظاهرة لدعم غزة    وزيرة البيئة تطلق المرحلة الثالثة من البرنامج الوطني لإدارة المخلفات الصلبة    الصحة: الانتهاء من مراجعة المناهج الخاصة بمدارس التمريض بعد تطويرها    كيف علقت "الصحة" على اعتراف "أسترازينيكا" بوجود أضرار مميتة للقاحها؟    عشان تعدي شم النسيم من غير تسمم.. كيف تفرق بين الأسماك الفاسدة والصالحة؟    المصل واللقاح عن "استرازينيكا": لا يوجد سبب يدعو للتخوف أو التوتر    دعاء آخر أسبوع من شوال.. 9 أدعية تجعل لك من كل هم فرجا    مفتي الجمهورية مُهنِّئًا العمال بعيدهم: بجهودكم وسواعدكم نَبنِي بلادنا ونحقق التنمية والتقدم    كينيا تلغي عقد مشروع طريق سريع مدعوم من البنك الأفريقي للتنمية    اليوم.. محاكمة 7 متهمين باستعراض القوة والعنف بمنشأة القناطر    إمام: شعبية الأهلي والزمالك متساوية..ومحمد صلاح أسطورة مصر الوحيدة    هل ذهب الأم المتوفاة من حق بناتها فقط؟ الإفتاء تجيب    ليفاندوفسكي المتوهج يقود برشلونة لفوز برباعية على فالنسيا    إيهاب جلال يعلن قائمة الإسماعيلي لمواجهة الأهلي    خليل شمام: نهائى أفريقيا خارج التوقعات.. والأهلى لديه أفضلية صغيرة عن الترجى    برج القوس.. حظك اليوم الثلاثاء 30 أبريل: يوم رائع    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مبدعو مصر يرسمون ملامح مستقبلها الثقافي

قبل ثورة الخامس والعشرين من يناير كانت بعض الأصوات القليلة تتعالي في الوسط الثقافي مطالبة بإنهاء سيطرة وزارة الثقافة علي الحياة الإبداعية في مصر‏,‏ كانت تلك الأصوات لا تجد دعما كبيرا
سواء من مؤسسات المجتمع المدني الممثلة في النقابات والاتحادات التي يتجمع تحت مظلتها الكتاب والفنانون أو حتي من زملائهم المبدعين‏.‏ الآن تغير الوضع قليلا‏,‏ يسعي المبدعون إلي تشكيل ملامح وسط ثقافي جديد يستمد قوته من زخم الثورة الشعبية التي قامت معتمدة علي الفردية الخالصة في التسيير واتخاذ القرارات‏,‏ روح الثورة بلا قادة تمتد الان إلي الوسط الثقافي لتدفع المنتمين إليه إلي التطلع إلي حالة جديدة يصيرون فيها جزءا من كل جامع يشكل فيه الشعب حالة ثقافية ينصهرون فيها في المجتمع لا ينفصلون عنه للقيام بأدوار فاعلة في نشر الوعي والمعرفة مقابل ما ساد قبل الثورة في هذا الملف يتحدث الكتاب والمبدعون إلي قبل الثورة‏.‏
الأهرام المسائي راسمين ملامح ثقافة مصر الجديدة‏.‏
‏***‏
عبدالمنعم تليمة
لا يختلف رأيي حقيقة عما قلته للرئيس الراحل أنور السادات عندما أقر سياسة الانفتاح الثقافي‏..‏الذي سلم البلد للعصابات‏..‏ لذا وجب أولا‏..‏ وهو ضرورة ملحة‏..‏ أن يكون هناك إصلاح سياسي‏..‏ لكن المهم هو الإصلاح الثقافي لأنه يحدد المفهومات الأساسية مثل فهم معني الحرية والأكثرية‏..‏ واحترام الرأي والرأي الآخر‏..‏ إذن لابد من تحرير الثقافة المصرية من قوانين هائلة مقيدة للحريات‏..‏ منها حرية التفكير والتعبير والبحث العلمي والاجتهاد والتفسير والتأويل‏..‏ كل هذا كان من الممنوع للحديث عنه‏..‏ لكن الآن نتحدث عن ثورة جديدة لابد أن تكون العملية التعليمية فيها في أيدي أصحابها‏..‏ أي الجامعات‏..‏ وعدم إدارتها أمنيا أو بيروقراطيا‏..‏ فالحياة العلمية الأحق أن يقودها العلميون‏..‏ لذا حذاري من محاصرة العقل‏..‏ وتقييد البحث والاجتهاد‏..‏ لأن الإصلاح الثقافي والعلمي هو قاعدة التقدم لأنه ينظم علاقة الإنسان بمجتمعه وبالكون كله‏..‏ مما يرمي بظلاله علي المؤسسات الثقافية التي كانت تابعة للحزب الوطني وتعمل لمصلحة الحكومة ولا تمس أصل الأشياء‏..‏ ويجب أن تكون الآثار جزءا من ثقافتنا اليومية‏..‏ والاهتمام بالثقافة الثقيلة التي حولتها هذه المؤسسات إلي مهرجانات وجوائز تعطي للذين رضوا عنهم‏.‏
محمد عبلة فنان تشكيلي
حالة الدولة قبل‏25‏ يناير كانت تنعكس علي كل المؤسسات ومن بينها النقابات‏,‏ فالركود الذي أصاب الدولة طال مؤسسات المجتمع المدني كذلك وهو ما تشهد به حالة نقابة التشكيليين التي سيطر عليها الركود إلي حد التواطؤ مع مؤسسات الدولة ممثلة في الأجهزة التابعة لوزارة الثقافة‏,‏ بشكل أدي لإهدار حقوق الفنانين‏.‏ لهذا فهناك الآن دعوة لإجراء انتخابات جديدة بنقابة التشكيليين لانتخاب مجلس جديد لا تسيطر عليه المصالح المتبادلة بين أعضاء المجلس أو النقيب تحديدا وبين رموز وزارة الثقافة‏.‏
إن وضع بنية ثقافية وفنية جديدة يستلزم وجود نقابات حرة ومستقلة بشكل حقيقي تضع حقوق أعضائها فوق أي اعتبارات وتسعي لاثراء الحياة الفنية والثقافية والاضطلاع بأدوار تتجاوز أدوارها الخدمية التي كانت تؤدي سابقا بلا فعالية حقيقية‏.‏ إن الممارسات التي اتبعتها النقابات بما فيها نقابة التشكيليين جعلت الفن تحت مقصلة الدولة‏,‏ مما جعل الفنانين لا يتسمون بالحرية اللازمة التي يجب أن يتمتعوا بها كي يقوموا بدورهم المجتمعي‏,‏ وهو ما ظهر في ميدان التحرير فالفنانين الذين اندمجوا مع الجموع منتجون لفنونهم التي امتلأ بها الميدان لم يتلقوا مقابلا من أحد كانوا يتعايشون علي الأطعمة القليلة الفقيرة التي كان يوزعها زملاؤهم من المتظاهرين‏,‏ كان المقابل المعنوي كبيرا وشعورهم بقيمتهم وقيمة فنهم غير محدود فانتجوا أعمالا مبهرة لم ينتظروا أن يفتتحها مسئول أو يشتريها مقتن‏.‏ ولكن الفنانين الموظفين الذين ترتبط مصالحهم بالوزارة بشكل مباشر امتنعوا عن نزول الميدان وتقوقعوا بعيدا يراقبون مسار الأحداث خشية اغضاب المسئولين الرسميين‏.‏
ولو كان الفنان حرا وقادرا علي أن يتعايش من دخله من الفن لسار وسط جموع الناس معبرا عنهم ومنتجا فنه من خلالهم‏,‏ وهو ما يجب أن نعمل عليه الفترة القادمة‏,‏ فالنقابات عليها أن تسعي للحصول علي حقوق أعضائها المادية من مختلف الجهات وتفعيل القوانين التي تضمن لهؤلاء الأعضاء الاستقلال المادي والفني عن الجهات التنفيذية كطريق حقيقي لاستقلال الفن وتواصله مع الجمهور وهو السبيل الوحيد للنهضة الثقافية والفنية‏.‏
إن فلسفة وزارتي الإعلام والثقافة عليها أن تتغير الآن فالوزارات عليها أن تكون راعية ومنظمة لا أكثر ويجب أن تتوقف عن محاولات إنتاج الثقافة أو الخطاب الإعلامي وتوفر ميزانياتها الضخمة التي يتم إهدارها دون أن يستفيد منها دافعو الضرائب لأجل إنتاج ثقافة حقيقية وخطاب إعلامي قادر علي التعبير عن آراء الناس وآلامهم‏,‏ إعلام قادر علي نشر الوعي والمعرفة لا تسطيحها بنشر الأكاذيب وايجاد الادعاءات‏.‏
نيللي حنا أستاذة التاريخ بالجامعة الأمريكية
تجاوزنا أول مشكلة ودخلنا في مرحلة جديدة‏..‏ وأثق أن المستقبل سيكون أفضل من الماضي والحاضر‏..‏ لكني لا أستطيع التنبؤ بالمستقبل لأن الأمور ليست واضحة بعد‏..‏ فالمجلس العسكري يقول إننا سنتحول إلي دولة مدنية‏..‏ لكن الأمور ليست واضحة في كيفية انتقال الحكم‏..‏ وهل سيتم تنفيذ كل طلبات الشباب أم لا‏.‏
الروائي جمال الغيطاني
أتمني أن تمر الفترة الانتقالية بسرعة‏..‏ وثقتي في القوات المسلحة المصرية غير محدودة‏..‏ وأتمني من كل من لهم مطالب أن يتيحوا لهم بعض الوقت لتنفيذ تلك المطالب‏..‏ ولابد من تصفية رموز النظام القديم وليس الشخص‏..‏ فيجب وضع خطة واضحة لإزالة آثار النظام القديم الذي كان ينهب البلد‏..‏ وإعادة الثروات المنهوبة‏..‏ والتحقيق في كل مزاعم الفساد‏.‏ أنا أحفظ للرجل دوره في حرب أكتوبر‏..‏ لكن هذا الدور لا يبرر له وجود الفساد‏..‏ ويجب أن تستعين القوات المسلحة بالأكفأ وليس الأقرب‏.‏
أتصور أن وجود وزارة الثقافة ضروري ومهم‏..‏ لكن ليست هذه هي المشكلة الآن‏..‏ فالمهم هو روح الثورة وليست المؤسسات‏..‏ وبالمناسبة ما حدث في هذه الثورة له أبعاد ثقافية كبيرة‏..‏ لكن المشكلة أننا لسنا علي علم بمكوناتها بعد‏..‏ فنحن لا نعرف بعد ما الذي حرك الشعب بهذه القوة هناك أسباب ثقافية عميقة يجب البحث فيها‏..‏ والحفاظ علي روح تلك الثورة ضروري‏..‏ ثورة‏19‏ أعطت لمصر قوة دفع روحية هائلة استمرت حتي الستينيات‏..‏ فهي التي أنتجت سيد درويش وأم كلثوم ومحمود مختار في النحت‏..‏ وحسن فتحي في العمارة‏..‏ ونحن ظللنا نعيش بهذه الرموز حتي الآن‏..‏ وأنا أتوقع أن يستمر الأثر الثقافي لتلك الثورة ليكون دافعا روحيا لتلك الأمة‏..‏ وهذا هو الضروري الآن‏..‏ أي المحافظة علي روح تلك الثورة‏.‏
الروائي أحمد أبوخنيجر
هناك حدة في الآراء التي يطلقها الآن بعض المثقفين والمفكرين تجاه رموز الحركتين الثقافية والإعلامية قبل ثورة‏25‏ يناير‏,‏ ومعظم هذه الآراء تحكمها الرغبة في الانقضاض علي الحدث وتصفية الحسابات من خلاله مع خصومهم‏,‏ فهناك حالة من التخوين‏.‏ ومن الضروري أن نقفز الآن فوق محاولات التخوين أو تقسيم الكعكة‏,‏ لا يعني هذا أن نتخلي عن الأخطاء وهم كثير ولكن الأهم هو الالتفات إلي القادم التفكير في كيفية البناء‏,‏ فقيم التسامح والإبداع هي كل ما نحتاجه الآن‏.‏
الطريق إلي صنع ثقافة حقيقية في مصر خلال الفترة المقبلة هو الانتباه إلي تقديم الثقافة الجادة القادرة علي بناء المجتمع بعيدا عن الاحتفاليات والمهرجانات التي كانت تحكم العمل الثقافي قبل ثورة الخامس والعشرين من يناير‏.‏ علي النشاط الثقافي أن يكون متاحا لكل فئات الجمهور ويحرص علي التواصل معهم وأن تنتهي حالة الحوار البيني الذي يقوم به المثقفون داخل القاعات المغلقة‏,‏ كما أن فكرة المركزية الحاكمة التي تجعل من القاهرة مركزا للنشاط الثقافي وحدها يجب أن تنتهي فهناك أفكار بائدة تقسم الدولة إلي مركز وأطراف ولا تجعل من مصر كل واحد يتمتع سكانه بالمساواة في الحقوق وهذا لا يظلم الجمهور ثقافيا فقط بل واجتماعيا واقتصاديا كذلك‏.‏ هذا المنهج لابد أن ينتهي‏.‏
علينا الآن أن نستفيد من دروس تلك الثورة التي استطاعت استغلال إمكانات التكنولوجيا الحديثة في الحشد والتنظيم وقبلها نشر الوعي‏,‏ علينا أن نستخدم تلك التكنولوجيا الحديثة في التواصل ونشر الوعي والمعرفة بين مختلف فئات الجمهور‏,‏ فلا يعقل أن نلجأ لنفس الآليات القديمة التي كانت متحكمة في التواصل الثقافي قبل قيام هذه الثورة‏.‏
التعليم هو حجر الزاوية في تطور الأمم لهذا فعلينا أن نتوجه بكل قوتنا لا لاصلاح المناهج التعليمية المهترئة القائمة‏,‏ بل لدراسة التجارب العالمية المهمة في مجال التعليم للخروج بمنهج مصري وطني يبني العقول ويصقل الكفاءات والمهارات‏,‏ فما كان يقدم من قبل كان يستهدف تدمير عقول هذا الوطن منذ الصغر بشكل يكاد يكون متعمدا‏.‏ لو لم تعمد مصر للالتفات إلي بناءالتعليم بناء جادا فستظل علي حالها مهما بذلنا من مجهود لاصلاح القطاعات الأخري‏.‏
أما الإعلام فعلي الدولة أن ترفع يدها عنه تماما فلا يعقل أن تمتلك الدولة كل هذه القنوات والصحف والإذاعات التي تعكس صوت فريق واحد ولا تعبر تعبيرا حقيقيا عن صوت الناس وآلامهم‏.‏ بل يجب أن تمتلك الدولة محطة واحدة للتعبير عن صوتها وإعلان قراراتها والحديث بصوت شعبها لا بصوت حزب يحكمها في حين يمكن للأحزاب والجمعيات أن تمتلك قنواتها وإذاعاتها لتعبر من خلالها عن إيديولوجيتها وبرامجها وآرائها فيما يجري‏,‏ وكذلك الثقافة لابد أن تغير من فلسفتها فوزارة الثقافة أهدرت الكثير من الميزانيات في السنوات الماضية لاصرارها علي أن تصير منتجا للثقافة لا داعما لها من خلال مؤتمراتها الحاشدة وأنشطتها التي لا يستفيد منها سوي عدد محدود من المثقفين والفنانين في حين أن دورها يجب أن يكون دعم المشروعات الثقافة والفنية الخلاقة‏,‏ ولا يعني هذا الدعم المادي قدر ما يعني الدعم المتمثل في النشر وتسهيل سبل التواصل مع الجمهور‏.‏
إبراهيم عبدالمجيد
الثورة العظيمة سوف تقوم بالتأكيد بتغييرات كبيرة في الوسط الإبداعي والثقافي‏..‏ هذا الوسط الذي كان في السنوات السابقة غير متوافق مع السياسة المصرية‏..‏ لكنه أوجد عالما موازيا عاش فيه كان يلبي الاحتياج الفني‏..‏ واهتم بكسر التابوهات كأنه عالم أجمل بعيدا عن العالم الزائف الذي عشناه‏.‏
لكني أعتقد أن الفترة المقبلة ستشهد حرية أكبر في الكتابة‏..‏ سيظهر شباب يثري المشهد‏..‏ خصوصا القصة القصيرة‏..‏ ونحتاج أيضا وظني أنه ستظهر مجموعة من الكتاب الباحثين لرصد ما حدث وتبعياته‏..‏ ويجب أن تستعين دور النشر في تحولها المقبل بالشباب‏..‏ لأن الوسط الإبداعي سيشهد بالكامل طفرة تضم الكتاب والتشكيليين والمسرحيين‏..‏ لإعادة تصوير الحياة بصدق أعلي وحرية أكبر‏..‏ لذا أعتبر الثورة فتحة خير علي الإبداع‏..‏ وننتظر أن يكون هناك ضغط كمي وكيفي‏..‏ وأطلب أن يعيد المفكرون نظرتهم في النظرات الفكرية التي تعتمد علي المناهج السياسية المعروفة‏..‏ لأن هناك ثقافة افتراضية فرضت نفسها علي الساحة وقامت بدفع الشارع للتطوير‏.‏
ورغم أني مع حرية ترك تحديد الأهداف المقبلة للجماعة وليس للفرد‏..‏ فإن من أهم النقاط التي أحب أن أشدد عليها هي ترك حرية لتكوين الأحزاب وحرية النشر‏..‏ وإقامة نقابات تعمل بعيدا عن السياسات الحكومية‏..‏ وتقترب من العمل الاجتماعي أكثر‏..‏ وأتمني إسقاط الإذاعة والتليفزيون لما شهدناه منها الفترة الماضية‏..‏ وأن تقدم الجرائد الحكومية شكلا للصحافة الخاصة بعيدا عن الدولة‏..‏ وأيضا إسقاط الحزب الوطني وتحويل مقاره إلي جمعيات أهلية وثقافية في خدمة المجتمع‏.‏
ويجب علي وزارة الثقافة أن تترك جزءا كبيرا من مسئولياتها للفنانين مثل الثقافة الجماهيرية بعقود أشبه بحق الانتفاع حتي تنتهي المركزية‏..‏ وتصل الثقافة إلي المحافظات عن طريق قصور الثقافة التي يشرف عليها المبدعون وليس المحافظين‏.‏
د‏.‏ أحمد درويش أستاذ بكلية دار العلوم
الثقافة من العناصر المستمرة‏,‏ فهناك ثقافة ما قبل الثورة والأخري هي امتدادها لما بعد الثورة‏,‏ وهي التي من واجبنا الإبقاء فيها علي الايجابيات والتوسع فيها‏,‏ فلا نقع في تعميم يجعلنا نلغي كل ما كان قائما في الثقافة لمجرد أنه كان قائما قبل الثورة‏.‏
يجب أن نركز علي تسهيل الوصول بالثقافة للمواطن العادي والتوسع فيها‏,‏ فيجب التوسع في توفير الكتب بثمن رخيص‏,‏ كذلك إتاحة الروافد الثقافية الضرورية في وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة والمرئية‏,‏ ودعم الدولة لها‏.‏
التغيير الذي يجب أن نهتم به هو أن ندعم ثقافة الحوار‏,‏ وكل الآراء ومختلف الاتجاهات‏,‏ ففي النظم الاستبدادية تكون هذه الوسائل الإعلامية حريصة علي تثبيت ثقافة تعمق من وجهة نظر الحزب الحاكم أو الهيئة المهيمنة‏.‏
ريم سعد أستاذة الأنثروبولوجي بالجامعة الأمريكية
لا أعتقد أن هناك الكثير يمكن للمثقفين عمله الآن‏..‏ لكن ما يمكن عمله هو ألا يعوق أحد نشر القيم التي نبعت من الثورة‏.‏ نحن لا نحتاج لنشر أي قيم الآن‏..‏ فقد أثبت الشعب أن لديه قيمه الرفيعة والسامية‏.‏ فالثورة قامت وأظهرت لنا أحسن ما في الشعب المصري الذي أظهر أنه لا يحتاج لأحد أن يعلمه‏..‏ بل نحن من يجب أن نتعلم منهم المثقفون والاعلام عليهم أن يتعلموا من تلك الثورة‏..‏ وأن يطوروا أنفسهم ليلحقوا بها‏..‏ ويجب أن يتوقف من يتحدثون الآن عن أن هناك مشكلة سلوكيات بين الشعب هناك العديد من الإصلاحات الهيكلية التي يجب أن تتم‏..‏ والإعلام يجب أن يطور من نفسه‏.‏ من يحتاجون لنشر القيم الآن بينهم هم القادة وصناع القرار‏.‏ فالمجتمع أظهر أنه أكثر تطورا من القيادات‏..‏ وأعتقد أن تطورات المستقبل بالنسبة للبحث العلمي سترتبط بشكل أساسي بحرية البحث العلمي‏..‏ والمطلوب هو إزالة القيود علي البحث الاجتماعي‏..‏ وألا ينظر للباحثين الاجتماعيين علي أنهم جواسيس‏.‏
د‏.‏ أحمد خالد توفيق
أعتقد أن استعادة المجتمع المصري لصحته وقدرته علي اختيار قياداته سوف تؤدي تلقائيا لصحوة ثقافية‏..‏ كنا كتابا نملك هامشا لا بأس به من الحرية‏..‏ لكنها حرية الكلام فقط‏..‏ وكان يكفي أن تعبر خطوطا حمراء حقيقية مثل تصدير الغاز‏..‏ أو الدعوة للعصيان المدني حتي يكشر لك النظام عن أنيابه‏..‏ لكنك مهما تكلمت لا تستطيع التغيير‏..‏ كان من يحلمون لا يقدرون علي الفعل‏..‏ ومن يقدرون علي الفعل لا يحلمون‏..‏ وهذا أدي لحالة من القرف والإحباط لدي المثقفين حتي صار كثير منهم يكتب لمجرد التنفيس عن الضغط الداخلي لا أكثر‏.‏
عبدالمنعم رمضان
في البداية يجب أن يتم استبعاد كل الذين تلوثوا بشكل واضح في ثقافة فاروق حسني وأتباعه تماما‏..‏ ليس من الواجب أن يخرج هؤلاء من الباب ويعودون بملابس جديدة من الشباك بدعوي حب ودعم الشباب‏..‏ فيمكن في الثقافة بالتحديد وضع الأمر كله في يد الشباب‏..‏ هذا يمكن أن يتعذر في فروع أخري مثل السياسة والاقتصاد‏.‏ الثقافة رأس الحربة في تولية الشباب الأمور‏..‏ بعد أن نحاسب وبلا رحمة من أسهم في إفساد الوطن‏..‏ الثورات لا تعرف الرحمة إلا بعد أن تستقر‏..‏ بالتالي الشباب هم من يأتون بالتصورات وليس نحن‏..‏ هذه الثورة علي الأقل يمكن أن تكون مفترق طرق مثل‏68‏ في فرنسا‏..‏ تعقبها لغة جديدة وتصورات جديدة لن يسمعها من كانوا يسمعون الماضي‏..‏ لكنهم يمكن أن يحتالوا علي الوضع ليعيدوا القديم‏..‏ لذا وجب تدميرهم‏.‏
د‏.‏ نبيل فاروق
لابد من الاهتمام في المرحلة المقبلة بنشر ثقافة الاختلاف‏..‏ حتي نصل إلي أن كل فرد يدافع باستماتة عن حق صاحب الرأي الآخر‏..‏ وللأسف هذا لا يوجد ضمن ثقافتنا‏..‏ حتي وسط ما حدث في ميدان التحرير لا يوجد احترام للآراء المختلفة‏..‏ لأننا لم نعتد أن نتقبل بشكل حضاري الاختلاف‏..‏ لذا أتمني أن نعمل علي نشر ثقافة الحوار أولا وليس ثقافة العنف الذي اعتمدت عليها الفترة الماضية‏..‏ لأنه من الممكن أن يتحول الأمر إلي منهج دائم‏..‏ واستمراره لا يصنع دولة‏..‏ لأنه ليس كل مشكلة يقام حولها اعتصام‏..‏ هذه مرحلة كانت مهمة لفترة وأنجزت مهمتها‏..‏ وجاء الآن مرحلة ثقافة إنتاج الفكر‏..‏ فأثبتنا أننا عندما نجتمع علي هم واحد ننسي الخلافات‏..‏ وتختفي الاختلافات‏..‏ وأتمني أن نستمر علي هذا‏.‏
محمد طلعت فنان تشكيلي ورئيس قصر الفنون
أنا سعيد للغاية بما حدث لأنني لم أكن أصدق أنني سأعيش تلك اللحظة‏..‏ وأعتقد أننا يجب أن نعمل بأقصي طاقتنا في الفترة المقبلة‏..‏ يجب أن نعمل بأضعاف طاقتنا لخدمة هذا البلد ودور الثقافة والفن مهم جدا في تلك المرحلة في جميع مناحي الحياة‏..‏ علينا أن نملأ الشوارع والميادين بالفن والأعمال الفنية‏..‏ وأن نطور من سلوكياتنا وأفكارنا‏.‏ ما حدث لم يكن في حسبان أحد‏..‏ هذه الروح التي دبت فينا‏..‏ لكن يجب إكمالها‏..‏ فما حدث يشبه مولد كهرباء علينا أن نمد منه الأسلاك لكل شبر في مصر‏..‏ فهناك أهداف أخري بجانب الأهداف السياسية‏..‏ لذلك يجب أن تنتقل تلك الروح إلي كل واحد فينا في موقعه‏.‏
لم أعد أخاف من الغد‏..‏ ولم أعد أخاف علي مستقبل بناتي‏..‏ فالمستقبل سيكون أفضل‏..‏ وحياة أولادي ستكون في مناخ أفضل بالتأكيد لم نعشه نحن‏.‏ ومن الناحية الفنية أعتقد أنه ستكون هناك تغيرات كبيرة‏..‏ ففي المرحلة السابقة كان الفنان يبحث عن ما هو تجريدي ومبهم‏..‏ لكن هذه المرحلة قد انتهت في رأيي‏..‏ وأعتقد أن القادم يجب أن يكون مختلفا‏..‏ فالفن يجب أن يكون له دور‏..‏ يجب أن ننتقل إلي واقعية معاصرة‏..‏ فالفنان كان يمشي بجانب اللحظة‏..‏ لكن الآن الزمن سبقنا كثيرا‏.‏


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.