فاجأ الدكتور زاهي حواس, وزير الدولة لشئون الآثار بحكومة تسيير الأعمال, جموع الشعب المصري والمهتمين بالآثار بالإعلان صباح أمس عن سرقة ثماني قطع أثرية للملك توت عنخ آمون والملك إخناتون, ويويا جد إخناتون, مؤكدا أنه تم اكتشاف اختفاء هذه القطع خلال جرد يقوم به مركز البيانات التابع للمتحف المصري للتأكد من سلامة القطع الأثرية المعروضة به بعد تمكن بعض المخربين من دخول المتحف أثناء جمعة الغضب في28 يناير الماضي.وتأتي تصريحات حواس مناقضة تماما لنص تصريحاته للفضائيات في اليوم التالي لاقتحام المتحف حيث قال: عايز أقول إن المتحف المصري بخير ما اتسرقش منه حاجة. وفي تصريحات خاصة ل الأهرام المسائي أكد د.طارق العوضي مدير المتحف المصري أن أعمال الحصر التي تقوم بها لجنة التسجيل والتوثيق لم تنته بعد من جرد كل محتويات ال13 فاترينة التي تم كسرها وبعثرة محتوياتها أثناء أعمال الفوضي التي قام بها بعض المخربين واللصوص أثناء أحداث28 يناير, وأن اكتشاف القطع التي اختفت تم بعد الانتهاء من جرد محتويات10 فتارين, حيث تم التأكد من سلامة محتويات7 منها, واكتشفت المفقودات في ثلاث وبقيت ثلاث فاترينات لم يتم الانتهاء من جرد محتوياتها وهو ما يجعل قائمة الآثار التي أعلنها الدكتور زاهي حواس قائمة متحركة بمعني أنه يمكن اكتشاف المزيد من المسروقات كما يمكن العثور علي آثار من تلك التي أعلن عن سرقتها. كما أكد الدكتور العوضي أن سبب تأخر الإعلان عن وجود مسروقات لمدة16 يوما منذ وقوع الحادث يرجع إلي أن هناك فتارين تحتوي الواحدة منها علي أكثر من400 قطعة صغيرة الحجم من الحلي والجعارين, حيث يتم الرجوع للسجلات ومطابقة محتوي الفتارين, وأكد أنه تم التأكد من أن أيا من أجزاء المتحف أو فتارينه الأخري لم تمس حيث يوجد بالعرض أكثر من60 ألف قطعة ويصل إجمالي القطع المخزنة والمعروضة إلي نحو170 ألف قطعة, مضيفا أن البحث مازال جاريا في حديقة المتحف وفوق الأسقف وهي الأماكن التي وجد بها أكثر من70 أثرا مبعثرا بعد الاقتحام أدخلت جميعا إلي معمل الترميم, مؤكدا أن المتحف جاهز ليفتح في أي لحظة وأن الأمر ينتظر فقط التنسيق مع الجيش. وحول تصريحات حواس التي نفت تماما من قبل سرقة أي قطع من المتحف, أكد الدكتور طارق العوضي أن التصريحات صدرت عقب إذاعة أخبار عن أعمال سلب ونهب في المتحف المصري تلتها أخبار عن حرق المتحف, وهو ما جعل الأمر يبدو وكأن ما يحدث يطابق ما حدث في العراق فأعلنا أن المتحف سليم ودعونا وكالات الأنباء للتصوير, وصورت الفتارين المحطمة والقطع المكسورة, مضيفا أن أي أثر سرق سوف يعود وأن جميع الآثار التي يتم اكتشافها يتم تسجيلها بما لا يدع مجالا أمام سارقها للتصرف فيها.وأكد الدكتور لؤي محمود سعيد أستاذ الآثار بجامعة المنوفية أنه لم يكن باستطاعة الدكتور زاهي حواس إخفاء أمر أي قطع سرقت, لأن الإعلان عن اسماء القطع التي سرقت وعددها هو الوسيلة الوحيدة لاستعادة تلك القطع, مؤكدا أن القطع كلها مسجلة ومصورة, مضيفا أن الخطأ الوحيد الذي يمكن أن يؤخذ علي زاهي حواس هو التسرع بالإعلان عن عدم ضياع أي شيء من المتحف وأن ذلك يرجع في الغالب لما تم ابلاغه له من معلومات. الجدير بالذكر أن الآثار التي لم يتم العثور عليها هي تمثالان من الخشب مغطيان بطبقة من الذهب للملك توت عنخ آمون أحدهما يصور الملك أمام أحد الآلهة, والثاني فقد الجزء العلوي منه فقط وهو يصور الملك وهو يصطاد, وتمثال من الحجر الجيري للملك اخناتون يمسك بمائدة للقرابين وتمثال يصور الملكة نفرتيتي, وهي تقدم القرابين وتمثالان أحدهما من الحجر الرملي لإحدي الأميرات والآخر من الحجر لكاتب وكلاهما من عصر العمارنة وتماثيل أوشابتي من الخشب لجد الملك أخناتون يويا وجعران له علي هيئة قلب. وقد أعلن حواس أن التحقيقات بدأت لمعرفة الجناة واستعادة القطع المفقودة, خاصة أن الجيش تمكن من القبض علي بعض الجناة أثناء محاولة الهروب, مؤكدا أنه تم أيضا اقتحام مخزن في منطقة دهشور الأثرية والتي تعرف باسم دي مورجين, وكان يحوي العديد من القطع الأثرية الكبيرة والصغيرة دون أن يعلن عن عدد أو أسماء المسروقات من هذا المخزن! وكان المجلس المصري العربي للتنمية البشرية والبيئية قد اصدر أمس بيانا حمل فيه وزير الدولة للآثار المسئولية الكاملة لفقدان ثمانية قطع أثرية نادرة من كنوز المتحف المصري, كما حذر فيه من إمكان تكرار هذه الجريمة استغلالا للاحداث الأخيرة.