عندما نجد الإهمال يتعلق بالقمامة أو إنارة الشوارع أو حتي في تغيب أطباء بالعيادات الخارجية فالأمر يمكن تداركه أما عندما يستشري الإهمال داخل وحدة للغسيل الكلوي بإحد مستشفيات بني سويف المركزية فالأمر هنا خط أحمر فالحياة والموت لا يفصلهما سوي شعره داخل مراكز الغسيل الكلوي بأي مستشفي وهو الأمر الذي يعاني منه مرضي الفشل الكلوي بمستشفي الفشن المركزي جنوب بني سويف. الأهرام المسائي إستطلع الأمر علي أرض الواقع داخل وحدة الغسيل الكلوي الملحق بمستشفي الفشن المركزي,حيث تم رصد حالة الإهمال فجراكن محلول الغسيل الفارغة والمملؤة أمام المركز وداخله معرضة لكل العوامل الجوية السيئه خاصة وأن الحرارة والشمس تؤثر علي تلك المحاليل بالسلب وكل ذلك وسط حالة من إنعدام النظافة بالمركز. عن هذه المأساة يقول ياسر خليل محمد موظف يرافق شقيقه المريض والمتردد يوميا علي مركز غسيل الكلي بالمستشفي.... المركز يستخدم فلاتر تنقيه الدم رخيصة التكلفة والمحرمة التي تسببت في حدوث حالات هشاشة في العظام وضعف عضلة القلب للمرضي الموجودين بالمركز بسبب رغبة مسئولي الوزارة في تقليل التكلفة من خلال شراء فلاتر رخيصة بغض النظر علي أثرها الطبي في المرضي. وأضافت مريم بطرس شقيقة أحد المترددين علي المستشفي.... أحضر بصحبة شقيقي الي مركز غسيل الكلي مرتين في الإسبوع مع شقيقتي, ومنذ أيام فوجئنا بإحدي المريضات الموجود علي ماكينة غسيل الكلي تتألم بصورة غريبة, فهرع إليها الأطباء, وقاموا بنقلها لوحدة العناية المركزة, وأكودا إصابتها بجلطة في المخ, وأنهم سيقومون بوضعها علي أجهزة التنفس الصناعي, ولكن فوجئنا بخبر وفاتها لعدم وجود أسطوانات الأكسجين بالمستشفي. وفجر جبر محمدين من أهالي الفشن مفاجأة من العيار الثقيل حيث أكد أنه وجود ممرضات بمركز غسيل الكلي يحملون فيرس( سي) ولا يرغبون في معرفة إدارة المستشفي بمرضهم حتي لا يتم نقلهن لأقسام أخري ويتم حرمانهم من المزايا المادية للعاملين لمركز غسيل الكلي. وأضاف بأن إدارة المستشفي علي علم بمرض بعضهن فقط دون أي تدخل منهم لسد العجز في أعداد هيئة التمريض بالمستشفي. وقالت مني بشندي ربة منزل:زوجي تردد علي عدد كبير من المستشفيات الحكومية, ولكنه لم يجد مكانا نظرا للتكدس الموجود بأقسام الغسيل الكلوي بالمستشفيات لتدفعه الظروف إلي اللجوء إلي مركز الغسيل الكلوي بالفشن الذي طالما طالت ساعات انتظاره, علي الرصيف أمام المركز حتي وصول العاملين به ليدخل بها ويغسل عدة مرات أصيب خلالها ب3 جلطات بسبب الإهمال. وأشار مجدي مرقص موظف الي حالة النظافة المزرية والخدمة السيئة بالمركز قائلا: الزباله في كل مكان فالنفايات الطبية ملقاه أمام أعين الممرضات والأطباء, ناهيك عن عدم الإهتمام بالمعدات وماكينات الغسيل التي لا يتم تعقيمها طبقا للشروط والمعايير المنصوص عليها ببرتوكولات مكافحة العدوي. وأشارت مديحة عبد العال تتردد علي المركز إلي أن غياب الأطباء الدائم عن المركز يؤدي لتكاسل الممرضات وتعنيفهم للمرضي, فأحيانا كثيرة يقوم بعض المرضي بتوصيل أجهزة الغسيل لأنفسهم لعدم وجود أطباء, وممرضين, ومرافقي المرضي هم من يحركون جراكن محاليلا الغسيل, دون مراعاة لمدي خضوع الأجهزة للتعقيم من عدمه, وسط غياب متكرر للأطباء والتمريض. من جانبه قال الدكتور معتز الصيفي مدير المستشفي السابق أن مركز الغسيل الكلوي به إمكانيات وأجهزة تسمح له بالعمل3 نوبتجيات يوميا وبالتالي القضاء علي قوائم الإنتظار نهائيا, لافتا النظر إلي أن المشكلة الوحيد بالمركز هو عدم تواجد الأطباء وعدم إلتزامهم بالحضور مما يؤثر علي الخدمة المقدمة لعدم وجود الرقابة الداخلية من الأطباء علي المركز بالكامل. ومن جانبه قال الدكتور جمال الجوهري وكيل وزارة الصحة في بني سويف بأنه نمي الي علمه بالفعل عن بعض نواحي الإهمال بنواحي النظافة بوحدة الغسيل الكلوي بمستشفي الفشن المركزي وأنه سيقوم بزيارة مفاجأة لتقييم أوضاع الوحدة علي الطبيعه. وأضاف الجوهري أن المركز يستخدم6 أنواع من الفلاتر لكل مريض حسب وزنه وأن إدعاءات المرضي بإستخدام أنواع رديئه عار من الصحة وما نستخدمه يستخدم في جميع مستشفيات مصر. ونفي أيضا أن يستطيع مريض أو من يرافقه من أهله توصيل جهاز الغسيل الكلوي بنفسه.