ارتفاع عدد ضحايا الهجوم الانتحاري الذي استهدف أمس مركزا لتدريب الشرطة في زلتين بغرب ليبيا أمس إلي70 قتيلا و100 جريح. وقال مصدر امني في زليتن أن انتحاريا فجر شاحنة صهريج مفخخة تستخدم لنقل المياه في مركز للشرطة حيث كان خفر السواحل يقومون بتدريب. وقال شاهد انه كان هناك حوالي300 عنصر في المركز, غالبيتهم من خفر السواحل الذين كانوا يتابعون تدريبا في المدينة الواقعة علي بعد170 كم شرق طرابلس. وأكد الناطق باسم وزارة الصحة في طرابلس عمار محمد عمار قتل ما بين70 شخصا واصيب مائة علي الأقل في زليتن, المدينة الخاضعة لسيطرة ميليشيات تحالف فجر ليبيا المرتبطة بالسلطات غير المعترف بها دوليا في طرابلس. واضاف ان الحصيلة قد تتغير لان الضحايا نقلوا الي مستشفيات مختلفة. واطلقت دعوات للتبرع بالدم بعد وقوع الاعتداء في منطقة سوق الثلاثاء بوسط المدينة الذي كان مكتظا عند وقوع الانفجار. وأثار التفجير الإرهابي ردود أفعال ليبية ودولية غاضبة, فقد نعت الممثلة السامية للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي ونائبة رئيس المفوضية الأوروبية فيدريكا موجريني, ضحايا الانفجار ومن سقطوا جراء الهجمات العنيفة الأخيرة في ليبيا. وقالت موجريني في تصريح أمس إن الشعب الليبي يستحق السلام والأمن, وبالاتفاق السياسي الليبي, لديهم فرصة كبيرة لتجنب تفرقهم والعمل متحدين معا, ضد الإرهاب الذي يهدد بلادهم. من جانبه, أدان المبعوث الأممي لدي ليبيا مارتن كوبلر الهجوم وقال- في تغريدة نشرها علي موقع التواصل الاجتماعي تويتر أدين بشدة العملية وأشجع الليبيين علي وحدة الصف لمكافحة الإرهاب. وعلي المستوي المحلي الليبي, أدان رئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح عيسي قويد التفجير الانتحاري وقال المستشار الإعلامي لرئيس مجلس النواب فتحي عبدالكريم المريمي- في تصريح صحفي- إن رئيس المجلس المستشار عقيلة صالح عيسي يدين ويستنكر العمل الجبان الذي استهداف عددا من المواطنين في مدينة زليتن. وأضاف أن عقيلة تقدم بأحر التعازي إلي عائلات الضحايا, مترحما علي أرواحهم, داعيا المولي عز وجل أن يسكنهم فسيح جناته ويدعوه أن يشفي الجرحي. وأضاف المريمي أن رئيس مجلس النواب دعا وزارة الصحة إلي القيام بما يجب في علاج الجرحي بالداخل والخارج, كما دعا الليبيين إلي الاتحاد والتضامن من أجل محاربة الإرهاب. وأشار المستشار الإعلامي لرئيس مجلس النواب إلي أن المستشار عقيلة صالح طالب المجتمع الدولي بمساعدة ودعم الشعب الليبي في محاربته للإرهاب برفع الحظر عن تسليح الجيش والأجهزة الأمنية في البلاد. وبدوره, قال رئيس الشرطة القضائية بمحكمة استئناف الخمس محمد الفرجاني, إن الأشلاء البشرية والدمار والفوضي هو ما يعم معسكر الشرطة القضائية بمدينة زليتن. وأضاف الفرجاني- في تصريح امس- أن التفجير وقع أثناء تأدية طلبة دفعة جديدة لطابور الصباح بمعسكر الشرطة القضائية علي الطريق الساحلي بمنطقة سوق الثلاثاء في مدينة زليتن. وأكد الفرجاني أن هؤلاء الطلبة كانوا قد التحقوا بهذه الدفعة نهاية شهر ديسمبر الماضي, وعددهم120 متدربا تتراوح أعمارهم بين17 و20 عاما, موضحا أنه حتي هذه اللحظة لا توجد حصيلة نهائية بأعداد القتلي لأنها في تزايد. ودعا مجلس مصراتة البلدي الليبيين كل إلي الوحدة والتعاون مع الجهات المختصة لمحاربة المجموعات الإرهابية والقضاء عليها, وتقديم يد العون لأسر الضحايا, والوقوف مع المستشفيات والمراكز الصحية لمعالجة الجرحي والمصابين. وأصدر المجلس بيان تعزية بشأن التفجير الانتحاري ووصف البيان العمل بالإرهابي, كما دعا كل المؤسسات الأمنية والعسكرية والاستخباراتية في البلاد إلي بذل مزيد من الجهد لتأمين حياة الليبيين, وطالبهم باتخاذ الإجراءات والخطط والترتيبات الأمنية والعسكرية المدروسة, لتأمين المؤسسات العامة والخاصة لمنع تكرار مثل هذه الأعمال الإجرامية, للحفاظ علي أرواح الآمنيين ولضبط أمن والاستقرار في البلاد.