عندما نتحدث عن التلوث البيئي للمجاري المائية يتصدر مصرفكتشنر والمخصص لري المئات من الأفدنة الزراعية مقدمة الحوار لما يمثله هذا الشريان القاتل ومياهه السامة علي طول68 كيلو مترا بداية من محافظة الغربية ومرورا بقلب محافظة كفر الشيخ من تهديد لحياة وصحة المواطنين الأبرياء الذين يتعرضون منذ أكثر من30 عاما للاغتيال بالأمراض الوبائية المستعصية أمام استمرار قيام36 منشأة صناعية بالغربية سواء التابعة للقطاع العام أو الخاص بإلقاء مخلفاتهم من الأحماض والأصباغ والكيماويات غير المعالجة في مياه المصرف والتي يعتمد عليها الآلاف من المزارعين في ري أراضيهم المنزرعة بالمحاصيل الإستراتيجية مثل القمح والأرز والذرة وغيرها من الفواكه والخضراوات بأنواعها المختلفة لنقص مياه الري النقية بسبب وقوع أراضيهم في نهايات الترع. ورغم التصريحات الرنانة للمسئولين السابقين سواء من المحافظين أو الحكومات المتعاقبة التي كانت تتعهد دائما بإيجاد حلول للمصرف المرعب ووضع الخطط المناسبة للقضاء علي أزماته ظل حاله لا يتبدل وبات المصرف يبث سمومه الفتاكة في زراعات وطعام الغلابة حتي جاءت بادرة أمل جديدة وطاقة نور وجد فيها الأهالي ضالتهم المفقودة عندما أعلن الرئيس السيسي مؤخرا عن تشكيل لجنة وزارية تضم وزراء الإسكان والري والبيئة لحل مشكلة مصرف كتشنر وتطهيره بعد رصد أكثر من98 بؤرة تلوث بالصرف الصناعي وذلك باستخدام أحدث التقنية العلمية في معالجة مياه الصرف وإعادة استخدامها في الزراعة بنسبة نقاء تعادل مياه الشرب. وقال سعد محروس مزارع من قرية الدواخلية- إن مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية الخصبة لا تزال تروي بمياه الصرف الصحي والصناعي الملوثة بالمواد الكيماوية والمعادن الثقيلة غير المعالجة مما تسبب في ارتفاع نسبة ملوحة التربة وتعرض المئات منها للبوار هذا بخلاف إصابة المواطنين بالأمراض والأوبئة السرطانية الخطيرة مثل الفشل الكلوي وفيروس سي نتيجة لتناولهم حصاد زراعات هذه الأراضي والأسباب تعود لتجاهل المسئولين قبل الثورة لوعودهم والالتزام بها رغم الإعلان مرارا وتكرارا عن مواجهة المشكلة والتي كان منها اعتماد مبلغ200 مليون جنيه لتطهيرالمصرف والقضاء علي التلوث وإجبار أصحاب الشركات والمصانع بالمحلة بسرعة تركيب وحدات تنقية لمياهها الملوثة وإنشاء محطات معالجة للصرف الصناعي لكن للأسف كانت تذهبت تصريحات المسئولين إدراج الرياح. وأشار محمد عبد الباسط مزارع من مركز قطور إلي أن جميع الفلاحين أصبحوا يعلقون أملا كبيرا علي تصريحات الرئيس بتطهير مصرف الموت وإغلاق هذا الملف للأبد وبلا رجعة وسرعة تنفيذ تعليماته بعلاج مشاكل هذا الشريان المائي المهم ووضع ضوابط صارمة لمعاقبة المخالفين الذين لا يزالون يلقون بمخلفاتهم بالمصرف دون اكتراث إو إحساس بالمسئولية ومدي خطورة هذا السلوك علي صحة الزراعات والإنسان. ومن جانبه أكد الدكتور جمال الصعيدي رئيس قطاع الفروع الإقليمية بوزارة الدولة لشئون البيئة أن مصرف كتشنر الذي يبدأ من قرية السجاعية التابعة لمركز المحلة بطول22 كيلومترا ويمتد إلي محافظة كفر الشيخ بطول46 كيلومترا يأتي علي رأس أولوية واهتمام القيادات المسئولة بالدولة لإنهاء أزمة تلوث مياه المصرف الذي يستقبل سنويا3 مليارات متر مكعب من مياه الصرف الصحي والصناعي مؤكدا أن الأزمة تعود لقيام العديد من مصانع الغزل والنسيج والصباغة بالمحلة والقري غير المخدومة بمشروعات الصرف الصحي بصرف مخلفاتها علي المصرف بدون معالجة وهو ماكان يتسبب في حدوث أزمات مستمرة ولكن بدأنا مؤخرا في مواجهة هذه المشكلة من أجل القضاء عليها وخاصة في بعض الشركات الضخمة وأهمها شركة مصر للغزل والنسيج بعد افتتاح محطة معالجة الصرف الصناعي والصحي بتكلفة100 مليون جنيه والمصممة لصرف50 ألف متر مكعب في اليوم. وأضاف أنه تم إنشاء محطة معالجة لمياه الصرف الصناعي بشركة النصر للغزل والنسيج والتي تقوم بصرف6 آلاف متر مكعب في اليوم بتكلفة26 مليون جنيه كما أصبحت شركة طنطا للزيوت والصابون التابعة لفرع المحلة تصرف1500 متر كعب يوميا علي مصرف كتشنر طبقا للمعايير والقياسات البيئية بعد إجراء توسعات داخل محطة معالجة المياه بها بقيمة10 ملايين جنيه أما بخصوص المنطقة الصناعية الجديدة التابعة للقطاع الخاص بطريق المحلة- المنصورة والتي تضم العديد من المصانع الضخمة بخلاف ستة مصانع أخري بمنطقة الراهبين وجميعهم يعملون في مجال صناعة الغزل والنسيج والوبريات والأقمشة والأصباغ فقد تم ربط صرف شبكات هذه الشركات والمصانع مؤقتا بمحطة الصرف الصناعي بمنطقة المشحمة لحين ربطها بمحطة معالجة مياه الصرف الصحي والصناعي العملاقة بقرية الدواخلية والتي سوف يتم افتتاحها في شهر مارس من العام المقبل وسوف تعمل بقوة40 ألف متر مكعب يوميا من مياه الصرف الصناعي وحدة لإنهاء المشكلة وبنسبة95% كما هناك مشروع لإنشاء محطة معالجة مياه الصرف بمصنع البنجر بتكلفة32 مليون جنيه. وأشار رئيس القطاع إلي أن هناك مشكلة أخري وهي قيام القري الواقعة علي المصرف بصرف مخلفاتها من مياه الصرف الصحي الملوثة في المصرف بالإضافة إلي أن هناك قري غير مخدومة نهائيا بشبكات صرف صحي ولا تزال تستخدم سيارات الكسح التي تتخلص من حمولتها بإلقائها في مصرف كتشنر مؤكدا أن الهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحي قد وضعت حلولا عاجلة لعدد144 قرية مابين إنشاء شبكات ومحطات للصرف الصحي وسرعة افتتاح المحطات الجاري العمل بها حاليا.