مدينة تتخلص من تاريخها, هو أدق تعبير من الممكن أن نوصف به مدينة الإسكندرية في الوقت الحالي. والتي لا يكاد يمر يوم إلا وتمكنت معاول الهدم من أحد قصورها الشامخة التي شكلت جزءا من هويتها وثقافتها وتاريخها, فمرورا بقصر أجيون وشيكوريل وعبود باشا وغيرها الكثير جاء الدور أخيرا علي قصر سباهي, التحفة المعمارية الأهم علي طريق الكورنيش بمنطقة ستانلي. ويعتبر القصر الذي انشأه سباهي باشا, رائد صناعة الغزل والنسيج في مصر, عام1930, علي الطراز النيو إسلامي أحد أهم المعالم التاريخية بكورنيش الإسكندرية والمقيد بمجلد حفظ التراث, كما يعتبر القصر هو الوحيد من طرازه المعماري بالمدينة الساحلية. وفي الأونة الأخيرة تعرض القصر لحالة من الإهمال والتخريب لجدرانه وأعمدته والتي تساقطت بالفعل أجزاء منها, وتسبب بناء برج سكني مرتفع بجوار القصر في زيادة حالة القصر الإنشائية سوء, في الوقت الذي أعلن فيه ملاك القصر عن نيتهم بيعه حيث قاموا برفع دعوي قضائية أمام محكمة القضاء الإداري لحذفه من مجلد التراث. ومن جانبه, كشف الدكتور محمد عوض رئيس لجنة حماية التراث المعماري في تصريحات خاصة لالأهرام المسائي أن القصر مقيد في مجلد التراث ولكن وحتي الآن لم يصدر حكم من المحكمة التي تنظر قضية حذفه من المجلد, محذرا من أن أي محاولة لهدمه أو العبث به أو الحديقة الملحقة به ستكون تحد للقانون. وشدد عوض علي الأهمية التاريخية للقصر, مشير إلي أنه فريد من نوعه, وقال إن مثل هذا الطراز المعماري لم تشهده المدينة بكثرة بعد ان تهدمت جميع النماذج المماثلة له سابقا.