ماهي العقيدة العسكرية التي تجعل جنديا مجندا, يواجه الموت وجها لوجه دون تردد ؟ وما هي الإرادة الحديدية التي تدفعه لاحتضان القنابل علي جسد الخائن الإرهابي, وهو يعلم انه سيقتل لا محالة؟ وما هو المقابل الذي ينتظره بعد أن افتدي الوطن بأعز ما يملك؟ وفي شئ كان يفكر وهو يندفع لمواجهة الموت لإنقاذ زملائه من مصير محتوم, ليرتقي شهيدا في لحظات راضيا مرضيا ؟ هذه التساؤلات دارت في عقلي وانأ اقرأ قصة الجندي الشهيد الأسطورة محمد أيمن شويقه, و أشاهد احتفال القوات المسلحة والشعب المصري كله باستشهاد محمد بطل الصاعقة المصرية قصته بسيطة للغاية فهو ابن قرية الإبراهيمية كفر سعد دمياط,مثله مثل أي شاب يغار علي تراب الوطن, لم تلوثه أموال الخارج, ولم يشارك في هدم مصر بأوامر غربية فقط ابن طين مصر يؤدي خدمته الوطنية دون مقابل, في إحدي عمليات المداهمة أبصر إرهابيا يختبئ في عشة لأحد البدو, وهو يرتدي حزاما ناسفا, ولمح أصابعه تتحسس الحزام في حذر, لم يفكر ثانية أو يتردد لحظة, انطلق سهما نحو الإرهابي الخائن, ارتمي عليه, احتضنه, انفجر الحزام الناسف, تبعثرت أشلاؤهما معا, وسط ذهول أبناء دفعته ودموعهم التي اختلطت بالدعاء أن يتقبله الله شهيدا, ابن كفر سعد الذي احتضن الإرهابي الخائن الملغوم ومنعه من الوصول إلي8 من زملائه خلال حملة مداهمات لأوكار الأفاعي في قري صحراء سيناء, تصرف خارق للعادة من خير أجناد الأرض, ولذلك من حق مصر وجيشها العظيم أن يفخر بهذا الجندي البطل, ومن حق الشعب, أن يزهو بان جنود مصر البواسل هم خلاصة شعب أبي يعشق تراب الوطن ويؤمن بعقيدة عسكرية لا تلين خلاصتها النصر أو الشهادة.. ليس فيها تراجع لاتعرف الاستسلام.. بل تضحية وفداء, حيث تحول الجندي المجند في لحظة الخطر إلي مارد جبار يتحدي طبيعة البشر ولا يهاب بل يخطو مسرعا نحو الشهادة وكأنه رسول لإنقاذ أبناء الوطن من طاعون العصر. ..رغم دموعي التي تنهمر حزنا علي البطل الشهيد, ولكنها دموع فرح لأن ما فعله محمد أيمن شويقه له معان يعجز القلم عن وصفها, ورسائل أقلها أن مصر بخير وأبناءها أوفياء حتي النخاع, وأن الخونة بينهم أقلية لا تذكر, وحدث طارئ, ونجاسة مؤقتة سيمحوها حماة الوطن, وان مصر محروسة بعناية الله, وان جندها لهم الغالبون, وان قواتنا المسلحة هي بحق وعاء الوطنية التي لا ينضب والعمود الفقري الذي يستند إليه الشعب وقت الشدائد, والبطولة النادرة فيها أيضا رسالة إلي كل من يدبر بليل ضد مصلحة الوطن تخبره بان هناك في الجيش أسودا جائعة تنتظر باشتياق لحوم الخونة الإرهابيين, هذه البطولة النادرة لمحمد أيمن ليست الحالة الوحيدة فقد سبقه الشهيد البطل محمد شتا بالكتيبة101 والذي احتضن الخائن الإرهابي الملغم أيضا واندفع به خارج مقر الكتيبة لينفجرا معا بعيدا عن رفقاء السلاح, هذه البطولات لابد أن تقف مصر كلها أمامها تقديرا واحتراما, لأنها تثبت أن العقيدة العسكرية المصرية لم تتغير بل تزداد يوما بعد يوم ارتباطا بالتراب والأرض والشعب, زملاء البطل أيمن محمد شويقة قالوا إنهم شاهدوابطلا علي موعد مع الجنة, كان يركض دون أن يفكر في شيء إلا أن ينقذ رفاق الجراية والخدمة برنجي وكنجي وشنجي من موت محقق, ليهبهم بدمه المراق الحياة, ويرتقي شهيدا إلي السماء.ويترك لنا نموذجا يحتذي في التضحية والفداء.