وسط حالة من الترقب تتجه الأنظار إلي العاصمة السودانية التي تستضيف اليوم جولة حاسمة من مفاوضات أزمة سد النهضة, حيث يعقد اجتماع سداسي يشارك فيه وزراء الخارجية بدول حوض النيل مصر والسودان وإثيوبيا لأول مرة إلي جانب وزراء الري لبحث الشواغل وعناصر القلق المصرية بخصوص سد النهضة, من خلال رؤية سياسية وفنية لإعطاء دفعة لتنفيذ الدراسات الاقتصادية والبيئية عن السد بأسلوب يأخذ في الاعتبار عناصر القلق المصرية, خاصة في ظل تسارع العمل بموقع السد. ومن المقرر أن يطرح الجانب المصري بمنتهي الوضوح والقوة مخاوف المصريين من السد بسعته المعلنة, والمقدرة ب74 مليار متر مكعب, بهدف التوصل إلي حلول سريعة للقضايا العاجلة والمعوقات التي تعرقل دفع المفاوضات الفنية والبدء في الدراسات الفنية الخاصة بسد النهضة الإثيوبي. من جانبه قال سامح شكري وزير الخارجية إننا قطعنا شوطا كبيرا في بناء الثقة مع الأشقاء في إثيوبيا ولا صحة مطلقا لما يتردد عن عدم تحقق نتائج إيجابية في مفاوضات سد النهضة أو افتراض الفشل. وأكد شكري, في مؤتمر صحفي عقده مساء أمس, في الخرطوم, فور وصوله برفقة الدكتور حسام مغازي وزير الموارد المائية والري, أنه لا تفكير لنقل ملف سد النهضة من الري إلي الخارجية فقط بوصفه ملفا سياسيا, موضحا أن مصر بلد مؤسسات وأن ملف سد النهضة به جوانب سياسية وفنية وأمنية وإستراتيجية تتعاون فيها جميع الجهات المعنية كل في تخصصه, ويكمل بعضنا بعضا, وقال: مصر لا تسعي إلي أن تتعدي مصالحها علي مصالح الآخرين ولن نقبل أن تتعدي مصالح الآخرين علي مصالحنا!! وأضاف شكري: إننا في مصر نثق تماما في حسن النوايا للجانب الإثيوبي وأشقائنا السودانيين والتي تربطنا بهم علاقات ليس فيها أي اهتزاز, وسط المبدأ القائم علي الثقة في هذه العلاقة. وأضاف وزير الخارجية أننا لا نبدأ من جديد في الاجتماع السداسي ولا نفترض فشل الاجتماعات السابقة. وقال شكري من الوارد قيام الأطراف بإطلاع القيادة السياسية علي تطورات الاجتماع السداسي لسد النهضة المزمع عقده اليوم في الخرطوم, لأخذ المشورة, وهذا من الأمور المعتادة في مثل هذه الاجتماعات المهمة, ومن السابق لأوانه التحدث عن وثيقة مبادئ جديدة, وإذا احتجنا إلي اجتماع آخر سيتم بشكل عاجل. وردا علي سؤال بشأن الاجتماع السداسي السابق, الذي أدي إلي إعلان المبادئ, بأن ينتج عن اجتماع الغد وثيقة أخري؟ قال شكري نحن لا نستبق الأحداث لأن هناك أهمية كبيرة لهذا الاجتماع وتوقعا أكيدا من قبل الوفد المصري أن يكون هناك وضوح للرؤية وتوافق حول المستقبل, وأن نستخلص المبادئ التي يتم التعبير عنها فيما بعد بالأسلوب المتوافق عليه ونراه مناسبا. وأضاف: لا أريد تحديد كونها وثيقة أو إعلانا أو إطار تفاهم, وهناك وسائل كثيرة نستطيع أن نعبر عما يتم التوصل إليه بدون مسميات, وإن كل شيء مطروح ولا نستبعد شكلا من الأشكال يتم استيضاحه من خلال الاجتماع والمحادثات, ونحن في مرحلة نحتاج فيها إلي وضوح يجعل الأطراف مقدمة علي المستقبل بشكل مطمئن وبه درجة عالية من الوثوق. وعما إذا لمم يتم التوصل إلي اتفاق في هذا الاجتماع, قال وزير الخارجية إننا لا نريد أن نستبق الأحداث, ونحن مقدمون علي المباحثات بكل إيجابية وبروح من التعاون والرغبة في أن تكون علاقاتنا مع الأشقاء في إثيوبيا إيجابية تؤدي إلي تحقيق مصالح الشعبين.