أعلن المثقفون المشاركون في مؤتمر أدباء مصر عن قيامهم بوقفة صباح اليوم أمام السد العالي تعبيرا عن رفضهم للإرهاب بمشاركة محافظ أسوان ووزير الثقافة وعدد من طلبة الجامعات والمعاهد بأسوان. جاء ذلك خلال افتتاح الدورة الثلاثين لمؤتمر أدباء مصر بمسرح فوزي يوسف بأسوان بحضور الكاتب الصحفي حلمي النمنم وزير الثقافة, واللواء مصطفي يسري محافظ أسوان, د. محمد أبو الفضل بدران رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة ويقام المؤتمر تحت عنوان مؤسسة فاعلة ثقافيا دورة الأديبة الراحلة رضوي عاشور, ويترأسه د. سيد خطاب, ويتولي أمانته عبد الحافظ بخيت. قال الكاتب حلمي النمنم وزير الثقافة إن أسوان كانت في تاريخنا الحديث رمزا لبداية النهوض والتقدم, ولم تكن الثقافة بعيدة عن المشروعات القومية والوطنية, وهذا المؤتمر يدعونا أن ننظر الي حال المثقفين والثقافة بمؤسساتها الرسمية والغير رسمية. وأضاف الثقافة المصرية في العصر الحديث كانت مقاومة منذ اللحظة الأولي, منذ رفاعة الطهطاوي مرورا بالشيخ محمد عبده وطه حسين وغيرهم, فكانوا يريدون القضاء علي التطرف من المنبع, وكانت الثقافة أول من واجهه منذ محاولة اغتيال العقاد مرورا بترصد المتشددين لطه حسين, واغتيال فرج فودة ومحاولة اغتيال نجيب محفوظ, وأيضا مطاردة الثقافة الجماهيرية وهيئة الكتاب لطباعتها أعمال لا يريدونها, هذا يجعلنا ننظر للثقافة بفخر وهذا ليس معناه أننا وصلنا إلي الكمال فهناك سلبيات علي المؤتمر رصدها لنتصدي لها. وأوضح محافظ أسوان أننا في مرحلة فاصلة من تاريخ مصر الحديث تحتاج إبداعا بقيم هادفة وكلمات صادقة من المبدع في أعماله الإبداعية والعامل في مصنعه والفلاح في بستانه, ولكن سوف تبقي الثقافة والفكر هي ضمير الأمة وبصلته نحو المستقبل, وطالب المحافظ وزير الثقافة بإقامة مهرجان سينمائي دولي بأسوان مع بداية العام. قال الأديب عبد الحافظ بخيت أمين عام المؤتمر إن مهمة الثقافة بمؤسساتها المختلفة أن تضع رؤية للمستقبل فلا قيمة للثقافة إن لم تستطع القيام بهذا الدور في هذه اللحظة الراهنة, والتاريخ سوف يحاسبنا عن النقل الثقافي الجامد الذي نقوم به بالإضافة الي غياب العدالة الاجتماعية وحرمان العشوائيات من أبسط القيم الثقافية وسوف يحاكمنا التاريخ أيضا علي قتل فرج فودة وإقصاء نصر حامد أبو زيد, كما سنحاسب أن الثقافة لم تكشف الفكر المتطرف ثقافيا, وهناك قوي خارجية تستهدف ثقافتنا بشكل مباشر, ودعونا نقر أن الثقافة القومية تعني تبصير الإنسان بأدواره المجتمعية وممارساته الاجتماعية والأخلاقية والدينية, وكلما اتسع التصحر بين المجتمع والمؤسسات المنوط بها الارتقاء بهم ثقافيا ضعف الموقف الثقافي, الثقافة لا تتطور في انغلاقها علي محلياتها ولكن بالتكاتف مع الثقافات الأخري بالاحترام المتبادل, من هنا كان علينا أن نفتح في هذا المؤتمر ملفات المؤسسات الثقافية الرسمية وغير الرسمية, فاعني وزارة الثقافة ومؤسسات التعليم والمؤسسات الدينية فهي جميعا مسئولة عن تردي المستوي الثقافي, لذلك الدولة الآن تحتاج إلي تفعيل المؤسسات الثقافية وتغيير منهجها لكي تنتج ثقافة تستطيع مواجهة التطرف والهجوم الخارجي, ويجب أن يتم تطهير المؤسسة الثقافية من الداخل والقضاء علي المحسوبية, والثقافة في عهود خلت قريبا كانت تحتاج إلي الدولة أما الدولة الآن تحتاج إلي الثقافة لذلك نعول كثيرا أن يكون المؤتمر بداية جديدة لدور الثقافة القومية دور داعم لخارطة الطريق ولدعم مستقبل دائم. وأضاف د.سيد خطاب رئيس المؤتمر أن المؤتمر يشهد لحظة تحول جديدة في عمله بعد أن كان يهتم بالفنيات الأدبية للحديث عن تصور ثقافي لمصر في الفترة القادمة, موضحا أن المؤتمر يهدي الوزارة ميثاق يقدم فيه تحليل لوضع الثقافة والمثقف ويعبر المؤتمر علي قدرة المثقف علي الفعل في الواقع, فلا تغيير لمستقبل البلد الا بآراء مثقفيها. وقال د. أبو الفضل بدران رئيس الهيئة مصر تحتاج الآن الي الثقافة ومثقفيها ومبدعيها هذه الأرض التي أنجبت هؤلاء الرواد في هذا المؤتمر, الذي يثبت ديمقراطية الأدباء واستقلاله وبعده عن المؤسسة واختياراتها, وسوف نصل بالتنوير وإعمال العقل فالشباب يحتاج إلي أن يذهب اليهم المبدعون ليحاوروهم لكي ننتشل شبابنا من التطرف والتشدد وأتمني تجديد الخطاب الثقافي وهذا لن يكون بعيدا عن تجديد الخطاب الديني. وبدأ الإفتتاح الذي شهد حضورا كبيرا من المثقفين ومن أبناء محافظة اسوان بعرض مسرحي بعنوان بني معبد من حب للكاتب أحمد أبوخنيجر, وكرم وزير الثقافة ومحافظ أسوان, الكاتبة زينب عفيفي, واسم الكاتبة الراحلة ابتهال سالم, والأديب بدرعبدالعظيم,والشاعرد.محمد إسماعيل, الشاعر مدحت منير, وطارق فراج,والشاعرة صفاء البيلي, والشاعرفتحي عبد السميع, عمر شهريار, محمد شاكر. وعلي هامش الافتتاح أقيم عرض فني لفرقة الفنون والآلات الشعبية والتنورة معرض للفن التشكيلي والحرف اليدوية والبيئية وإصدارات الهيئة, ويتضمن المؤتمر8جلسات و5موائد مستديرة وورش عمل و13ندوة ثقافية و12أمسية شعرية و4 قراءات قصصية.