ضاقت الدنيا بمبيض المحارة في أسيوط وتقطعت أمامه سبل الرزق ليجلس في المنزل في انتظار من يدق بابه لجلب أي عمل يقتات منه ليومه ولكن الأوضاع ازدادت سوءا يوما بعد يوم حتي أغلقت أمامه جميع منافذ الرزق الحلال فبدأ الشيطان يلعب برأسه ويهيئ له طريقا في عالم السرقة والإجرام وفكر سريعا في أقرب ضحية فلم يجد أمامه سوي جارته العجوز التي تعيش بمفردها في المنزل وبالفعل بدأ يعد العدة واقتحم منزلها ولكن الرياح جاءت بما لا تشتهي السفن حيث استيقظت العجوز من نومها علي صوت أقدامه وقبل صياحها قام بتسديد الطعنات إلي رقبتها وتركها جثة هامدة وفر هاربا تاركا الحيرة لرجال المباحث الذين نجحوا في كشف غموض مقتل السيدة وسرقة مصوغاتها الذهبية في قرية باقور بمركز أبوتيج بمحافظة أسيوط. تلقي اللواء عبد الباسط دنقل مدير أمن أسيوط إخطارا من مأمور مركز شرطة أبوتيج يفيد بتلقيه بلاغا من أهالي قرية نزلة باقور بالعثور علي جثة لسيدة مسنة بمنزلها. وعلي الفور انتقل فريق من ضباط المباحث بإشرف اللواء أسعد الذكير مدير المباحث الجنائية والعميد منتصر عويضة رئيس مباحث المديرية والمقدم عبد المجيد مختار رئيس مباحث ابوتيج ومعاونيه مصطفي أبو دومه ونبيل شمس. وتبين أن الجثة لسيدة عجوز تدعي ن. م. م58 سنة ربة منزل وبها عدة طعنات في الرقبة ويوجد شال ملفوف حول رأسها وبسؤال نجلتها م. ع31 سنة ربة منزل قررت أن والدتها تقيم بمفردها في المنزل وتتردد عليها من حين إلي آخر وأضافت أن المجني عليها كانت تتحلي بقرط ذهبي وخاتم ولم يتم العثور عليهما ولم تتهم أو تشتبه بأحد بالتسبب في الحادث. تم وضع خطة بحث وجمع التحريات بالمنطقة المقيمة بها مع نشر مواصفات القرط الذهبي والخاتم علي محلات المشغولات الذهبية وخلال السير في خطة البحث وردت معلومات بأن هناك أحد الأشخاص يدعي أ. س. ش17 سنة مبيض محارة جار المجني عليها بذات المنطقة سبق وأن قام بواقعة سرقة لأحد الجيران أيضا ولكن تم حل الأمر بشكل ودي ولم يحرر محضرا بالواقعة في حينها حرصا علي مستقبله خاصة وأنه يمر بضائقة مالية ولا يجد عملا يقتات منه وبالفعل بدأ فريق البحث يركز في هذا الخيط من خلال وضعه تحت المراقبة وجمع التحريات عنه وتبين انه ملازم للمنزل منذ وقوع الحادث وعلي الفور تم استدعاؤه لمناقشته ولحظة وصوله لقسم الشرطة تبين أنه مصاب بجرح قطعي بيده وهنا تأكدت ظنون فريق البحث وبمواجهته بما أسفرت عنه التحريات اعترف بارتكابه لواقعة مقتل المجني عليها وسرقة قرطها الذهبي والخاتم وقال إنه يمر بظروف مادية صعبة بعد فشله في الحصول علي أي عمل فهيأ له الشيطان سرقة جارته التي تعيش بمفردها للخروج من كبوته المادية دون أن يعلم به أحد وبالفعل تسلل إلي المنزل وأثناء محاولته سرقتها استيقظت من نومها وتعرفت عليه ونهرته وهددته بفضح أمره فلم يجد أمامه حلا سوي إزهاق روحها فاستل سكينا كانت بحوزته وانقض عليها طعنا برقبتها ولم يتركها إلا وهي جثة هامدة مشيرا إلي أن الجرح الذي بيده حدث أثناء مقاومة السيدة العجوز له تم تحرير محضر بالواقعة واخطرت النيابة التي باشرت التحقيق وأمرت بحبس المتهم أربعة أيام علي ذمة التحقيق.