30عاما من الغربة والعمل والشقاء بالكويت عاد بعدها المهندس الذي تجاوز عامه الستين الي مصر للاقامة والاستقرار بها والجلوس وسط زوجته وأبنائه وأحفاده لينسي هموم الغربة وسنوات القسوة التي مر بها لكنه سرعان ما وطأت قدماه أرض المطار ونفض ملابسه من غبار السفر محدثا نفسه ان زوجته وابنائه في انتظاره بصالة الوصول وقف يحدق بين المتواجدين لكنه لم يتحقق مراده واستقل سيارة تاكسي وحزم عليها حقائبه وهداياه متجها الي منزله وبعد نصف ساعة بالشوارع وزحام القاهرة توقف التاكسي أمام منزله وحاسب السائق وطلب من البواب مساعدته في نقل الحقائب وهو مازال يفكر في عدم حضور أسرته الي المطار لاستقباله. وبعد أن صعد إلي شقته دق جرس الباب لم يفتح احد زادت حيرة المهندس العجوز الذي انهك من الغربة والسفر واثناء ذلك سمعت جارته الأرملة صوت الجرس وخرجت وأخبرته بان زوجته باعت الشقة منذ فترة وتركت المنطقة وقع الخبر علي مسامعه كالصاعقة لم يتمالك نفسه وكاد يسقط علي الارض وطلب منها ان تعيد كلامها مرة اخري جلس علي سلم العقار وطلب منها ان تتصل بزوجته او احد ابنائه حتي يتمكن من معرفة الامر ولماذا لم يحضروا لاستقباله في المطار وبعد عدة محاولات فشلت الأرملة في الوصول الي زوجته عبر الاتصالات وقف المهندس العجوز يضرب كف علي كف لا يعرف ماذا يفعل فبعد كل سنوات الغربة يعود لنقطة الصفر مرة اخري طلب من جارته الاحتفاظ بالحقائب التي عاد بها من الخليج حتي يستطلع الامر توجه الي منزل ابنتيه الطبيبة والمهندسة ورحبا به واخبرهما ان والدتهما باعت شقته ولا يعرف مكانها وانها حصلت علي كل أموال الغربة التي جناها خلال رحلة عمله في الكويت وبكل هدوء أعصاب أخبراها أن والدتهما أقامت دعوي خلع أمام المحكمة وحصلت علي حكم طلاق. وفي نهاية المطاف توجه الي محكمة زنانيري لاقامة دعوي نفقة اقارب من ابنتيه حتي يتمكن من الإنفاق علي نفسه وقص المهندس العجوز رويته في اوراق الدعوي التي اقامها والتي سوف تنظرها المحكمة.