صناعة الزجاج الفاخر من الصناعات التي تعتمد علي الرمال البيضاء وعلي الرغم من توافر هذه النوعية من الرمال بمصر التي تصلح للصناعات الزجاجية إلا اننا نقف محلك سر أمام عمليات السطو علي تلك الثروة القومية حتي اصبحت سرقة الكثبان الرملية علي مر السنين امرا عاديا خاصة بمنطقتي قلابشو وزيان بمركز بلقاس والتي تقع علي حدود الدقهلية مع محافظة كفر الشيخ الأمر الذي ينذر باختفائها تماما.. يأتي ذلك في الوقت الذي يغض فيه مسئولو محافظة الدقهلية النظر عن عمليات السرقة التي تمت بحق تلك المنطقة المنسية والتي تناقصت مساحتها بفعل أعمال التجريف التي تجري لها. يقول فتحي عوض الله- رجل اعمال لقد استشري الفساد في العشرين سنة الاخيرة ولم يكن احد من المسئولين قادرا علي مواجهة الفاسدين لوقف نزيف التلال الرملية التي تحتاج اليها الاراضي المنخفضة واراضي المستنقعات والمزارع السمكية التي تزيد مساحتها عن20 الف فدان من اجمالي مساحة الجمعيات البالغة50 الف فدان حيث تشهد المنطقة سرقات مستمرة لهذا المخزون الرملي باستخدام اسطول من اللوادر وسيارات النقل الثقيل مع تواطؤ من بعض المسئولين عن محاجر بلقاس ليقوموا بتخزين كميات كبيرة منه علي الطريق الساحلي الدولي وطريق الركابية وتحت الكوبري الفاصل بين جمصة والجمعيات الجديدة وهوالامر الذي يضيع علي الدولة مليارات الجنيهات سنويا. ويضيف أن اصلاح هذا الامر يحتاج الي صدور قرارات جريئة من المسئولين بالدولة لتصويب الاوضاع التي لم يعد من المقبول السكوت عليها علي اعتبار ان هذه الرمال المسروقة ثروة قومية. ويشير الدكتور زيدان شهاب الدين الاستاذ بمركز البحوث الزراعية الي ان أراضي قلابشو الرملية تتبع جمعيات الاستصلاح وتزيد مساحتها علي55 ألف فدان لافتا الي انه تم الاستيلاء علي مساحة100 فدان من أراضي هذه المنطقة لمصلحة عدد من المسئولين, في ظل غياب الرقابة من إدارة المحاجر التي تغض الطرف عن الانتهاكات التي تحدث تجاهها. , موضحا أن الأهالي كانوا يلجأون لوضع طبقة من البلاك علي الرمال حتي لا تتطاير مع الرياح, خاصة أن الأعوام الماضية شهدت سرقة ملايين الأمتار من رمال الكثبان الرملية. وحذر من مخطط إزالة الكثبان الرملية, والذي يقوم بتنفيذه ذوو النفوذ ورجال الاعمال والذي أدي الي تناقص مساحة الكثبان الرملية من157.6 كم2عام1984, إلي39.6 كم2 عام2006.. حيث أزيلت الكثبان لحساب استصلاح الأراضي بغرض إنشاء مزارع سمكية, الأمر الذي أدي الي اختفاء الكثبان الرملية, مطالبا باستغلال الكثبان الرملية كأحد الكنوز والثروات القومية للبلاد بشكل صحيح وقال ان الكثبان الرملية بالمحمية لعبت دورا في نمو النخيل بسبب تخزينها مياه الأمطار الشتوية, والتي تعد مصدرا لريها طوال العام. وتحيط تلال الكثبان الرملية المحيطة بمنطقة قلابشو وزيان علي جانبي الطريق الدولي الساحلي, ويؤكد شهاب الدين أن الكثبان الرملية والموقع الجغرافي والعوامل البيئية للمحمية تظهر بها نباتات نادرة كنبات السمار, وغيره. و في هذا الصدد اعترف حسام الدين امام محافظ الدقهلية بأن هناك فعلا تقصيرا من قبل المسئولين السابقين في هذا الشأن, موضحا أنه يتم التصدي لهذا الأمر بمصادرة السيارات التي تقوم بنقل الرمال المسروقة من المنطقة ومضاعفة الغرامات علي القائمين بهذا العمل, بأن يتم تشغيل السيارات المضبوطة في عمليات نقل القمامة. وشدد المحافظ علي ضرورة اتخاذ الإجراءات القانونية حيال المخالفين. كما قرر المحافظ تشكيل لجنة( تضم المرور القوات المسلحة التخطيط العمراني- رئيس مركز ومدينة بلقاس) للمرور الميداني علي المنطقة ورفع تقرير شامل للعرض عليه. وأكد معاقبة المقصرين في هذا الشأن مهما كان موقعهم مشيرا إلي أنه سيتابع الموضوع بنفسه وسيقوم بجولات مفاجئة لمتابعة الوضع علي الطبيعة حفاظا علي الرمال بالمنطقة.