عاشت صفاء يتيمة الابوين وتربت مع اخيها في كنف خالهما عبد العال بقرية الوقدة بمركز المراغة بمحافظة سوهاج, كانت كغيرها منبنات جيلها تحلم بفارس أحلامها يخطفها علي حصانه الابيض الي عش الزوجية وتخيلت نفسها وهي تلهو مع اطفالها الصغار تتبادل معهم الضحكات هي و زوجها المحب ولكن الواقع كان يخرجها من أحلام اليقظة الي حالها وما تعيشه بعد أن وصلت محطة عمرها إلي الثلاثين عاما ولم تتزوج وكان يؤلمها ما يردد من أنها اصبحت عانس في عرف اهل القري ولكن ما ذنبها في ذلك واخيها يسري الذي يكبرها بثلاث سنوات يقف عقبة امام كل عريس يطرق بابها ويتهمه بأنه يطمع في الاستيلاء علي ميراثها من ابيها. عاشت صفاء مغلولة اليدين امام تصرفات ذلك الاخ الطامع في ميراثها و يرفض ان تكون لاخته حياتها الخاصة ومستقبلها الذي تتطلع اليه فهو يضع يده علي ميراثها ويكتفي فقط بالانفاق عليها دون ان يخبرها بما لها وما عليها. تحدثت معه كثيرا واخبرته بأن العمر يمضي وان فرصتها في الزواج تتقلص مع مرور الايام والسنين وانها لا تري مبررا لمواقفه الكثيرة في الاعتراض علي من يتقدم لخطبتها ولكنها سمعت كلاما من اخيها وقع علي راسها كالصاعقة مما جعل الدنيا تدور من حولها من هول المفاجأة بعد أن اخبرها بأنها اذا كانت ترغب في الزواج فعليها ان تتنازل عن ميراثها له لأن نفقتها ستكون علي زوجها ولا حاجة لها الي المال, فما كان منها الا ان نهرته واخبرته بأن الله سينتقم منه كما دمر حياتها وانها ستفوض خالها في زراعة الاراض التي ورثتها عن ابيها ولن تجعله وصيا عليها بعد اليوم. انتابت يسري حالة من الهياج والغضب من كلام اخته وانهال عليها ضربا, حاولت مقاومته للافلات من قبضته ولكن دون جدوي ويكمم فمها حتي لا تخرج صرخاتها تطلب النجدة من الاهل والجيران واثناء الشد والجذب بينهما لمح يسري بلطة معلقة علي جدار الحائط فالتقطها بسرعةووجه إليها عدة ضربات بالظهر والجبهة فأرداها قتيلة. أفاق يسري من حالة الغضب التي انتابته ليجد شقيقته الوحيدة جثة هامدة غارقة في دمائها اسفل قدميه فانتابته حالة من البكاء الهيستيري علي رفيقة حياته منذ الصغر تذكر ايام طفولتهما معا ولهوهما وسط الاراضي الخضراء وضحكاتهما وهما يتناولان الطعام وذكرياتهما ايام الاعياد وحضرت أمامه صورها وهي تحنو عليه بالرغم من أنها اصغر منه الا انه كان يشعر تجاهها بأنها امه التي لا يستطيع ان يفارقها. اخذت الدموع تنهمر من عينيه وشريط الذكريات يمر بخاطره فأخذ يسب الشيطان الذي سول له قتل شقيقته. ولكن الشيطان الذي وسوس له وجعله يقتل اخته وسوس له مرة اخري بأن الدنيا امامه فهو الوريث الوحيد لها واذا استطاع ان يتخلص من جثتها دون ان يدري احد ساعتها سينجو بفعلته ويفوز بالخير الوفير والميراث كاملا غير منقوص. خطرت علي بال يسري فكرة شيطانية وهي ان يقوم بدفن جثة صفاء في حديقة منزلهما قبل ان يفتضح أمره فأحضرجاروفا وفأسا وعربة يدوقام بحفر حفرة ودفن جسدها في التراب. عقب ذلك اتجه الي داخل المنزل وقام بغسل الجلباب الذي يرتديه من آثار الدماء التي تلطخه وصعد الي غرفته وكأن شيئا لم يحدث. استيقظ يسري في الصباح الباكر وهرول مسرعا الي بيت خاله عبد العال ليخبره بأنه عندما استيقظ من النوم لم يجد صفاء بالمنزل وانه يخشي ان يكون قد اصابها مكروه. ارتسمت علامات الفزع والحيرة علي خالهما البالغ من العمر55 عاما وتسآءل هل سولت لصفاء نفسها ان تهجر البيت وتهرب مع احد خطابها وتترك عائلتها يكسوهم الخزي والعار وهل تدفعها رغبتها في الزواج إلي هذه المخاطرة التي قد تؤدي إلي قتلها لدفن الفضيحة التي تسببت فيها, كما جال بخاطره هاجس آخر لعله الاقرب إلي الحقيقة وهو ان يكون اخوها قد تخلص منها ليخلو له امر هذا الميراث اللعين. لم يجد عبدالعال امامه طريقا سوي الاسراع اليمركز شرطة المراغة ليبلغ عن غيابنجلة شقيقته وأنه يشتبه في غيابها جنائيا,لاظهار الحقيقة.