في تاريخ الشعوب قد تسقط بعض الأماكن أو الشخصيات من الذاكرة بدون سبب مفهوم و تصبح أماكن أو شخصيات منسية, مثل هذا المسجد و صاحبه, إنه مسجد بدر الدين الونائي الذي يقع في شارع بدر الدين الزناتي المتفرع من ميدان السيدة عائشة, لا أحد يعرف علي معلومات كافية عن صاحب المسجد سوي أنه كان قاضيا في العصر المملوكي, أما المسجد الذي أيضا لا نعرف تاريخ بناؤه علي وجه الدقة فلم يتبق منه سوي واجهة و مدخل رئيسي يتم الصعود له بواسطة سلالم, تعلوه مئذنة يبدو عليها آثار جمال قديم, تدلف من المدخل المصلوب بدعامات خشبية قديمة تحاول جاهدة أن تمنعه من الانهيار لتجد نفسك في صحن مكشوف تهدمت إيواناته و لم يبق سوي مكان القبلة, و يطل علي الصحن غرف يبدو أنها كانت خلاوي للمتصوفة, و يوجد بالمسجد ضريح بسيط لصاحبه بدر الدين, و قام أهالي المنطقة بتجهيز أحد أركان المسجد ليكون مصلي تقام فيها الصلوات الخمس, لا تملك و انت تنظر إلي هذا المسجد المنسي و الأثر الذي شارف علي الإنهيار إلا أن تتألم و تدعو الله أن يتذكره المسئولين عن الآثار في مصر قبل أن نفقد إلي الأبد أحد آثارنا الجميلة.