تواصلت محاولات الانتحار بمحافظات مصر, حيث شهدت ثلاث محافظات محاولات انتحار الأولي بالقاهرة عندما قطع موظف شرايين يده أمام مبني دار القضاء العالي بوسط العاصمة إعتراضا علي عدم تقاضيه مرتبه الشهري الذي يبلغ68 جنيها من وزارة الزراعة التي يعمل بها. والثانية بمحافظة السويس عندما خلع موظف بالمعاش قميصه ولفه حول رقبته لشنق نفسه أمام مقر الحزب بالمحافظة لرفض المسئولين استخراج بطاقة تموينية له ولأسرته. والثالثة بأسوان عندما حاول إشعال حداد بمنطقة النوبة النيران في جسده لعدم تعيينه في وظيفته كعامل مخزن بصندوق أثار النوبة رغم عمله منذ20 عاما. في القاهرة شرع موظف بوزارة الزراعة بالمرج في الانتحار أمام دار القضاء العالي بعد قطعه لشرايين يده اعتراضا علي عدم حصوله علي مرتبه من وزارة الزراعة منذ سنتين. تم تحرير محضر بالواقعة وإخطار اللواء إسماعيل الشاعر مساعد أول الوزير لأمن القاهرة, الذي أحاله إلي النيابة. وكان اللواء أمين عزالدين مدير الادارة العامة لمباحث القاهرة, قد تلقي بلاغا من المقدم أيمن صلاح رئيس مباحث الأزبكية بمحاولة أسامة عبدالشهيد 38 سنة موظف الانتحار بقطع شرايين يده بموس حلاقة إلا أن المارة أنقذوه قبل إتمامه لفعلته ونقلوه إلي مستشفي شبرا لاسعافه. وأمام محمد سلامة رئيس نيابة الأزبكية, قرر الموظف أنه يعمل بوزارة الزراعة منذ عدة سنوات ولم يتقاض مرتبه الذي يبلغ68 جنيها منذ سنتين وبعد أن سلك كل الطرق القانونية لم يجد من ينصفه. وأضاف الموظف في التحقيقات التي جرت باشراف المستشار عمرو فوزي المحامي العام الأول لنيابات شمال القاهرة, بأنه أثناء سيره بمنطقة وسط القاهرة شاهد مظاهرة أمام مبني دار القضاء العالي فهداه تفكيره إلي محاولة الانتحار من أجل لفت إنتباه المواطنين إلي مشكلته فاشتري موس حلاقة وتوجه أمام مبني دار القضاء العالي وسط المتظاهرين وقام بقطع ظاهري لأجزاء من شرايينه حتي يتعاطف المسئولون مع مشكلته ويدفعوا له مرتبه الذي لم يتحصل عليه منذ سنتين, وجهت النيابة النصح إلي الموظف باتباع الطرق القانونية من أجل الحصول علي حقوقه. وفي السويس نجحت الأجهزة الأمنية في احباط محاولة عامل بالمعاش باحدي شركات الأسمنت بالسويس انتحاره بالطريق العام بمنطقة الحزب الوطني والمحافظة ومديرية الأمن, حيث تبين اقباله علي الانتحار بشنق نفسه بقميصه بعد أن جرد نفسه من الملابس علي غرار موضة الانتحار, حيث سارعت قوات مباحث السويس بقيادة العميد جمال عبدالباري مدير المباحث, إلي العامل ويدعي سعيد أحمد طاحون(55 سنة) وتبين من التحقيقات معه والتحريات أنه خرج حديثا علي المعاش المبكر من شركة أسمنت السويس وتقاضي241 ألف جنيه مكافأة نهاية الخدمة وقام بايداعها كوديعة بالبنك لتدر له ألفين جنيه شهريا بخلاف معاشه الشهري, كما كشفت التحريات انه اتبع نفس الأسلوب مع إدارة الشركة لصرف قيمة مكافأة نهاية الخدمة. واعترف بأنه اقدم علي الانتحار بدعوي أن المسئولين في التموين والمحافظة والحزب طلبوا منه استكمال أوراقه من التأمينات والضرائب لاستخراج بطاقة تموينية له ولأسرته المكونة من خمسة أفراد علي مدي أربعة شهور مما دفعه للانتحار حتي يستجيبوا لمطلبه سريعا. وفي أسوان حاول عامل بمنطقة أثار النوبة الانتحار أمس, إحتجاجا علي عدم تثبيته في العمل بأحد المخازن علي الرغم من إلتحاقه بالعمل عام1991. وتلقي اللواء ناجي الحصي مساعد وزير الداخلية لأمن أسوان, بلاغا من مأمورقسم أول بمحاولة العامل الانتحار, حيث انتقلت علي الفور القيادات الأمنية ونجحت في إثنائه سعن إقدامه علي الانتحار.. وكشفت التحريات عن أن العامل ويدعي أحمد حسين موسي 50 عاما ويعمل حدادا بمنطقة أثار النوبة ويتقاضي راتبا ضئيلا, علي الرغم من أنه متزوج ويعول أسرة مكونة من7 أفراد وأن محاولته قد نبعت من فكرة شخصية للفت نظر وزارة الثقافة وقطاع الآثار بضرورة النظر إلي هذه الفئات المهمشة. وألتقي الأهرام المسائي معه حيث قال أنه التحق بالعمل بصندوق أثار النوبة منذ عام1991 بنظام اليومية بأجر متغير يتراوح ما بين280 إلي300 جنيها ورغم ذلك نجح في تربية ابنائه وحصل معظمهم علي شهادات جامعية من خلال عمل إضافي بعد انتهاء وقت العمل الرسمي, وأشار إلي أنه الحداد الوحيد في منطقة أثار أسوان والنوبة وقام بالعمل في جميع المعابد الأثرية علي مستوي المحافظة. وأوضح بأن سبب هذه المحاولة قيام المنطقة الأم منذ4 شهور بتثبيت وتعيين عمالة إضافية وبرواتب تصل إلي600 جنيه شهريا وبناء علي ذلك وعلي حد قوله تقدم بشكاوي متعددة للوزارة وهيئة الأثار إلا إنها لم تهتم ولم ترد حتي أمس, حيث وعدت الهيئة بتحرير عقد عمل له ول80 عاملا أخر وأكد موسي أنه أقدم علي هذه الفكرة من واقع ما حدث في تونس أخيرا, مع الفارق الكبير في أنه لا يطالب إلا بحقه فقط بعيدا عن أي إهتمامات سياسية أخري.. تم تحرير محضر بالواقعة عن طريق شرطة السياحة والأثار وإحالته للنيابة العامة للتحقيق.