افتتح حلمي النمنم, وزير الثقافة, مساء أمس, القمة العالمية الرابعة للكتاب, التي تستضيفها مكتبة الإسكندرية تحت عنوان الكتاب والقراءة والتكنولوجيا, في الفترة67 نوفمبر2015 بمدينة الإسكندرية. وأعرب وزير الثقافة عن سعادته لقيام مكتبة الإسكندرية باستضافة هذا الحدث العالمي الذي بدأ بفكرة رائدة من مكتبة الكونجرس عام2012 والذي يتناول هذا العام أهم القضايا المتعلقة بالكتاب والقراءة, وكيف تطورت بشكل سريع في هذا العصر الذي يتسم بالتكنولوجيا الرقمية الحديثة. وشدد النمنم علي أهمية الكتاب, مبينا أنه ليس مجرد مادة ورقية, لكنه يمثل المعرفة والمعلومة والفكرة والخيال والحياة والحضارة والتقدم والإنسانية. ولفت إلي أن الكتاب يواجه مشكلة كبري في مصر والعالم العربي, وذلك بسبب تدني مستويات القراءة, فهناك تقارير تشير إلي أن الإنسان المصري والعربي يقرأ لمدة7 دقائق فقط في السنة. وقال إن القراءة ليست عادة مترسخة في العالم العربي, وذلك لأسباب عدة, أهمها أن جزءا كبيرا من ثقافتنا ثقافة شفهية, فالقرآن الكريم علي سبيل المثال تربطنا به علاقة سماع لا قراءة وتأمل, كما أن حجم الدراسات التي تناولته لا تتناسب مع أهميته باعتباره جزءا كبيرا في الثقافة والحضارة الإسلامية. وصرح بأنه علي الرغم من كل ذلك فإن حال الكتاب في مصر والعالم العربي يسير إلي الأفضل, فهناك عدد متزايد من الكتب التي تطبع وعدد أكبر من الكتاب الشباب الذين يقومون بنشر كتبهم. ولفت إلي أن أحد التحديات التي تواجه القراءة في مصر هي نوعية الكتب التي تنشر, فهناك تركيز علي المواد الأدبية كدواوين الشعر والقصص, مع قلة النشر في الفنون المعرفية الأخري ومجالات البحث العلمي المختلفة. وقال إنه في العام الماضي تم تسجيل23 ألف عنوان جديد في دار الكتب, معظمها في التخصصات الأدبية. وتحدث النمنم عن أهمية دعم الحرية في مجال البحث العلمي والأكاديمي وتسهيل البحث داخل الجامعات, حيث إن نسبة النشر في المجالات العلمية لا تتناسب علي الإطلاق مع العدد الضخم من الطلاب والباحثين والدارسين في الجامعات المصرية. وأكد النمنم أن مصر تحتاج إلي زيادة عدد المؤسسات الثقافية في المحليات والتوسع كما وكيفا في حركة النشر للتغلب علي فكرة مركزية النشر في القاهرة. ومن جانبه قال الدكتور إسماعيل سراج الدين, مدير مكتبة الإسكندرية, إن القمة العالمية للكتاب تعقد لأول مرة في إفريقيا والعالم العربي, بعد أن أطلقتها مكتبة الكونجرس في عام2012 لمناقشة الكتاب وكل ما يتعلق به من موضوعات, وعقدت في واشنطن وسنغافورة وباريس خلال الأعوام2014,2013,2012 علي التوالي. وأكد سراج الدين أهمية الكتاب في كل صوره, سواء المطبوع أو الإلكتروني, كما شدد علي أهمية دور المكتبيين في العصر الحالي في تنظيم الكم الهائل من المعرفة المتاح الآن بشكل رقمي. شارك في افتتاح القمة كل من السيدة جنيفر نيكلسون; أمين عام الاتحاد الدولي لجمعيات المكتبات, الإفلاIFLA, والدكتور خالد الحلبي; رئيس الاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات, أعلمAFLI, والسيد جون تسيبي; رئيس الاتحاد الإفريقي لجمعيات المكتبات والمعلومات الأفلياAfLIA, والدكتور رؤوف عبد الحفيظ هلال; رئيس الإدارة المركزية لدار الكتب المصرية, مصر. واحتفلت مكتبة الإسكندرية في بداية القمة بإطلاق الطبعة العربية الكاملة من مارك.21 ويشارك في المؤتمر عدد من الشخصيات الدولية البارزة, والمتحدثين المتميزين, والمثقفين, والأكاديميين, والمهنيين في مجال الكتاب, والمكتبات, والثقافة, والنشر, والتكنولوجيا. وتتناول القمة المحاور التالية: التكنولوجيا والمخطوطات, الكتب والتبادل الثقافي, الكتاب الإلكتروني في مقابل الكتاب المطبوع, وأزمة الكتاب في الدول النامية.