تعتبر الرمال السوداء من أهم الثروات الطبيعية في مصر, ولكنها للأسف لم تستغل حتي الآن خاصة بمحافظة كفرالشيخ التي تحتوي علي أكبر كمية من هذه الرمال وتعتبرالرمال السوداء من أهم الثروات التي يمكن أن توفر مئات المليارات من الجنيهات لوتم استغلالها بإقامة مشروع عملاق لفصل المعادن عن الرمال. ولكن للأسف الشديد يستخدمها المسئولون منذ زمن بعيد للفرقعة الإعلامية فقط دون أن يتم اتخاذ خطوات جادة علي أرض الواقع الا انه بدا لأهالي المحافظة والمصريين عموما أن هناك خطوة جادة لتنفيذ المشروع برزت في عام1995 حين تبنت وزارة الكهرباء والطاقة انشاء مصنع لاستغلال تلك الرمال علي أرض كفرالشيخ, وقد تزامنت فكرة انشاء المصنع الذي تم تقدير التكلفة الإنشائية له بمبلغ20 مليون جنيه حينئذ علي أن يتم الانتهاء منه بحلول عام1997, مع صدور قرار وزارة الصناعة في ذلك الوقت رقم20 لسنة1995 بإعداد تخطيط شامل للساحل الشمالي, وتحديد أماكن تمركز الرمال السوداء بطول الساحل حتي يمكن تحقيق الاستفادة الكاملة من المشروع وتحديد مكان المصنع المراد انشاؤه إلا أن عدم الجدية وعدم وجود إرادة سياسية في ذلك الوقت حكمت علي تلك الخطوة بالفشل. وعلي مستوي المحافظة فقد تحدث المحافظون السابقون كثيرا عن الرمال السوداء دون ان يفعلوا شيئا, وعقب توليه أعلن الدكتور أسامة حمدي محافظ كفرالشيخ عن انشاء مصنع للرمال السوداء بالتعاون مع القوات المسلحة لاستخراج المعادن الموجودة بهذه الرمال, والتي منها40 نوعا يتم استخدامها في المواد العلاجية والنووية, وصناعة الطائرات معتبرا تلك الرمال أمنا قوميا لمصر ورغم التصريحات المتكررة إلا أن الحديث عن القوات المسلحة هذه المرة أعطي نوعا من التفاؤل لأبناء المحافظة من أن هذا المشروع قد يتم إذا ماتبنته القوات المسلحة. الأهرام المسائي التقيت الدكتور عبدالله علام استاذ الجيومورفولوجيا والخبير في هيئة التخطيط العمراني وعميد كلية الآداب بجامعة كفرالشيخ, والذي قدم بحثا عميقا عن الرمال السوداء واستخداماتها الذي أكد ان الرمال السوداء معادن معتمة ليست شفافة لذا يغلب عليها اللون الأسود, وهي معادن مشعة ثقيلة منها الزرنيخ والكروم والذهب والزركونيوم والنيكل والرصاص والروثينوم والبلاديوم والأسكنديوم والتنتالوم والفاناديوم ومشتقاتها, وأوضح أن الجهات المسئولة عن الرمال السوداء هي المحافظة, وجهاز شئون البيئة والجهات المسئولة عن المحميات الطبيعية, وهيئة الطاقة والمواد النووية ووزارات الكهرباء والزراعة والصناعة والدفاع والبيئة, وجهاز حماية البيئة وجهاز حماية الشواطئ وهيئة التنمية الصناعية وهيئة المساحة الجيولوجية وغيرهم. وأوضح علام أن من أهم سلبيات استخدام الرمال السوداء تتمثل في خروج مواد مشعة قد تصيب الانسان بالسرطان خاصة سكان المناطق المجاورة اذا تعرضوا للإشعاع من معدن المنازايت والذي يظهر أثره بعد10 سنوات وقال إن من أهم السلبيات أيضا تجريف الاراضي المجاورة لكثبان الرمال, وتغييرالمعالم الطبيعية لمناطق العمل, فيما تتمثل أهم ايجابيات المشروع في إضافة بملايين الدولارات إلي الدخل القومي, فضلا عن استغلال مصر لثرواتها الطبيعية خاصة انها تمتلك أكبر احتياطي عالمي من الرمال السوداء متفوقة علي الدول المنتجة لها عالميا مثل البرازيل والهند وأمريكا واستراليا, لافتا إلي أن من أهم المعادن التي يمكن استخدامها في مصر لتحقيق تنمية اقتصادية وأيضا تشغيل اكبرعددمن الشباب هو استخدام معدن الزركون المستخرج من الرمال السوداء في صناعة السيراميك بإقامة مصانع لهذا الغرض. ويقول المحاسب ابراهيم سنيور عضو مجلس محلي سابق بمركز البرلس والذي أعد تقريرا عن هذا المشروع في عام2010 أتمني من الحكومة بل والرئيس السيسي شخصيا التدخل للبدء في تنفيذ مشروع الرمال السوداء خاصة انه لا يقل أهمية عن مشروع قناة السويس الجديدة.. كما أثبتت الدراسة أيضا أن هذا المشروع اقتصادي عالمي جاذب للاستثمار بمقاييس الاستثمار الدولية, وبناء عليه تم إجراء مناقصة عالمية, وتقدمت4 شركات للتنفيذ منها شركتان سعوديتان. وقال: لكن المؤسف أن البحوث والدراسات التي قامت بها الدولة علي مدي أكثر من10 سنوات, والتي تكلفت الكثير من الميزانية حتي وصلت إلي إجراء مناقصة عالمية كانت في واد, ومسئولو المحافظة في ذلك الوقت كانوا في واد آخر حيث تم انشاء مشروع المحاجر في عهد اللواء صلاح سلامة, والذي يهدف إلي بيع الرمال لصالح صندوق الخدمات بالمحافظة, وعلي مدي عدة سنوات تم إهدار كميات كبيرة من الرمال قبل أن يتم الغاء مشروع المحاجر بعد الثورة, واعتبار التعدي علي الرمال جريمة يعاقب عليها القانون.