يحاول البعض في المنطقة والعالم إفساد العلاقة بين مصر وأشقائها في الخليج السعودية والإمارات والكويت, وإفساد هذا التحالف الناشئ لدول الاعتدال بشتي الصور, وأسفا يساعدهم البعض في الداخل جهلا أو قصدا بعودتهم لدعوي الانعزالية والعودة للغة الاستعلائية المرفوضة في علاقة الأشقاء المتكافئين والمتكاملين معا. زادت أعداد المصطادين في الماء العكر مع عاصفة الحزم وأن مصر شاركت مشاركة هزيلة, أو أن مصر لم تلب حاجة إخوانها, أو أنها تريد شراء الثمن من أشقائها, قبل التدخل, ويفسرون بذلك تأخر التدخل البري, وأنه عائد ل مصر التي لم تشارك مع أشقائها فيها, وتركتهم دون سند! وأن مشاركتها البحرية لم تكن بالمستوي المطلوب كذلك.. وأكد الرئيس السيسي مشاركته في عاصفة الحزم, وأنه لن تتخلي مصر أبدا عن أشقائها, وقد كان هذا الإعلان محل انتشاء الإخوة والأشقاء في الخليج, وأعلنت القوات المصرية مشاركتها فعليا, وحمايتها لباب المندب, وأن القضية قضية أمن قومي مصر وليست قضية إخوة ووشائج عميقة, لن تنساها مصر كما لن ينساها الخليج. وردا علي اللاعبين والمصطادين في الماء العكر من الإعلام غير المسئول, في قضايا كثيرة وليس فقط في هذه القضية الدموية في علاقة مصر بأشقائها, والرافضين دون إدراك سياسي أن الأخطاء الإقليمية تشابكت مع الأخطار الوطنية, وأن حرب الدول ضد الميليشيات لم تعد قضية وطنية, بل قضية وطنية, تدعم الميليشيات والأنظمة التي ترعاها الميليشيات في سيناء كما تدعمها في صعدة, وكما هي ماثلة في ليبيا, وتمتد أذرع ما يسمي داعش راعيا للإرهاب في سيناء.. إن مشاكل المنطقة صارت كالأواني المستطرقة والواقع المتشابك التي لا يمكن الركون فيه لدعوي الانعزالية والعزلة, صارت جماعات خطيرة متشابكة, وصارت دول يهددها الخطر معا!! ولعل بعض هؤلاء الكارهين لوحدة مصر والخليج, بحكم تحيزاتهم الأيديولوجية العتيقة, التي تري الخليج نفطا فقط, وهو ليس كذلك, بل صار مجتمعات حية وتنمية نشطة ونخبا حاضرة وحكومات وجيوش ناجحة تدرك تحدياتها الإقليمية والوطنية في آن واحد. بل صار فاعلا إقليميا ودوليا مؤثرا, واتضح هذا التأثير والدور في موقف كل من العاهل السعودي الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز رحمه الله وأبناء الشيخ زايد رحمه حكام الإمارات العربية المتحدة من ثورة30 يونيو, التي وقفوا وقفة الرجال دعما لمصر ضد التحرش الأمريكي والقطري بها حينئذ, وأكدوا أن أي مساس بمصر هو مساس بهم...! كانت وقفة الرجال كما وصفها الرئيس السيسي حينئذ...! وفي المؤتمر الاقتصادي الذي عرفته مصر قبل أسابيع توالت المواقف المحبة لمصر, وأعلنها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حاكم دبي حفظه الله ورئيس مجلس الوزراء في الإمارات العربية المتحدة أنه لا فكاك من كون العرب ومصر جسدا واحدا, راويا عن الشيخ زايد! وأعطي الإخوة في السعودية كما أعطي الإخوة في الإمارات والكويت وعمان أيضا. وهذا لضعفاء أو فاقدي الذاكرة ليس جديدا, فمن ينسي موقف الملك فيصل والشيخ زايد رحمهما الله في حرب أكتوبر سنة1973, من يمكنه أن ينسي أو يعمي بصره عن المدن التي بناها زايد ورأس المال الخليجي في مصر وفي العديد من الدول العربية, إنه غباء إنساني وغباء استراتيجي إنكار متانة هذه العلاقة والتحرش بقوتها, من إخوة في الداخل أو إخوة في الخليج أو آخرين في المنطقة.. مآله إلي السقوط وإلي الهذيان, من يقصر في تمتين هذه العلاقة وتقويتها والبناء عليها, ومصيره الفشل من يحاول إفساد العلاقة الأشقاء.. يحاولونها مع مصر ويحاولون بين الإخوة أنفسهم في الخليج.. أغضبتهم عاصفة الحزم.. التي تخط خطا عربيا جديدا لا يجوز تخطيه لكل الميليشيات ولكل الأنظمة الداعمة لها, الوطن أولا.. ويبقي العرب جسدا واحدا تاريخا ومصيرا ووجدانا! يغنون فيه نفس المعاني وتثور بهم نفس المشاعر... ولا للميليشيا التي ستتراجع بالحزم وحده في اليمن وفي ليبيا وفي سائر بلدان المنطقة..