طرح الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر فكرة إعداد رؤية إستراتيجية لمواجهة أفكار المتطرفين، أمام الملتقى الثانى لتعزيز السلم بدولة الإمارات، تعتمد على رؤى المختصين، وتهدف إلى انتشال بعض الشباب من حالات الاضطراب والتذبذب العقائدى والفكرى فى إدراك أصول وصحيح الدين. وفى هذا السياق نجتهد فى عرض الوصايا العشر التالية لمواجهة الفكر المتطرف: أولا- إعلان نتائج تقييم اللجنة التى شكلت من قبل الأزهر، وتضم علماء أجلاء، من رجال الفكر المستنير، لتنقيح المناهج فى المعاهد الأزهرية، لطلاب المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية، وذلك من المفاهيم الخلافية، ومن المعلومات التى تكرس للعنف والتطرف، والتى تلقن للطلاب فى هذة المرحلة العمرية. ثانيا - مواجهة من لديهم استعداد للتطرف الفكرى والدينى داخل الجامعات الحكومية والخاصة، من خلال عودة الموسم الثقافى وعقد اللقاءات الأسبوعية مع شخصيات وعلماء من مؤسسة الأزهر، يقدمون خطابا "دينيا" خاليا من الأفكار المغلوطة، وينشرون القيم الصحيحة للإسلام، وهؤلاء العلماء لابد أن يكونوا من المستنيرين الذين يعلموننا أن الدين يسر لا عسر كما أراده خالق هذا الكون. ثالثا - دراسة ارتفاع نسبة القبول فى الكليات الشرعية، التابعة لجامعة الأزهر، بحيث تصل إلى 75% بدلا من 50%، لأنها تقبل الطلاب الناجحين بنسب متوسطة فى الثانوية الأزهرية، ناهيك عن أن بعض من يلتحق بهذة الكليات غير مؤهلين للدرسة فى هذه الكليات، كما ورد فى تقارير المجالس القومية المتخصصة. رابعا - دراسة تنفيذ توصية شيخ التربويين "حامد عمار"، رحمة الله عليه، بضم التعليم الأزهرى إلى التعليم العام، وتكون هناك إستراتيجية تعليم واحدة، خاصة أن برامج التعليم الأزهرى من منظور حامد عمار مازالت مثقلة، نتيجة عدم التوازن والتكامل بين الدراسات الدينية والفقهية والدراسات الأكاديمية الحديثة. خامسا - تجديد الخطاب الدينى يتطلب من وزارة الأوقاف (والتى تقوم بجهد متميز فى استبعاد المتطرفين والمتشددين من الخطابة فى المساجد)، أن تفكر فى إنشاء مركز لتأهيل الخطباء، مثل المركز الذى أنشئ مؤخرا "فى مدينة العين بدولة الإمارات" وهؤلاء الخطباء، سيتخرجون من المركز، ويعلمون الشباب صحيح الدين. سادسا - تجديد الخطاب الإعلامي، من خلال هيئة، أو وزارة، أو مجلس أعلي، فلا يعقل أن تقوم بعض القنوات الخاصة بتقطيع الدولة المصرية، متناسين تماما البرامج الدينية، والجرعة الروحانية، ولا يقدمونها إلا فى شهر رمضان، وفى هذا السياق أين كتاب السيناريو من المسلسلات الدينية؟، التى تصل إلى الأميين فى منازلهم، وتكون هادفة، وتقدم جرعة ثقافية دينية لصحيح الدين ونبذ التطرف الفكري. سابعا- أن تعقد ندوات توعية فى المدارس والمعاهد الأزهرية، تتناول الثقافة التراثية الإسلامية، من أجل تحصين الطلاب من الجماعات المسلحة، وكذلك تحصينهم من بعض المدرسين أصحاب الأفكار الهدامة، وشرح الحضارة الإسلامية، التى ارتكزت على المحبة والسلام بين الناس. ثامنا - تنفيذ مقترح شيخ الأزهر، والمتعلق بجمع جميع الكتب التى تصدرها الجماعات الإرهابية، خاصة التى تنشر عبر المواقع الإلكترونية، ونشرها بأكثر من لغة غير اللغة العربية، لتحديد الأسس والقواعد، والأسانيد التى تنطلق منها الجماعات المسلحة الإرهابية، والتى يستخدمونها كحجة، وينقلونها عن بعض الفقهاء، وهناك أمثلة وفتاوى تجعل الكثير من المواطنين فى حيرة من التناقضات الفقهية. تاسعا - أطالب خريجى كلية اللغات والترجمة التى تخرج دعاة أزهريين، يتحدثون بجميع لغات العالم، أن ينشروا الإسلام الذى يعتمد على الأزهر، معقل الوسطية ومنارة التسامح، ولولاه لضاعت المنهجية، واللغة فى مصر. عاشرا - التجديد فى الفقه الإسلامي، من خلال العلماء المجتهدين مثل العالم الأزهرى الدكتور عبدالحليم أبوشقة، مؤلف كتاب "تحرير المرأة فى عصر الرسالة"، والذى لم يعتمد فى كتابه على أقوال فلان، أو المذاهب المتبوعة، أو إسلام عصر من العصور التاريخية، أو إسلام أحد البلدان الإسلامية، لكنه اعتمد على إسلام القرآن والسنة، وفى هذا السياق لا بد أن نتذكر حديث رسولنا الكريم: "إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها".