ينتمي محمد لأسرة بسيطة ليست لها علاقة بالإجرام لم ينل حظه من التعليم وخرج لجامعة الحياة بعد أن اشتد عوده يبحث عن عمل ووجد مقاول بناء ساعده علي كسب خبرة النجار المسلح في العقارات التي يشيدها وبمرور الوقت أصبح من أصحاب المهارات في هذه الحرفة وزادت أجرة يومه بشكل ملحوظ. وبدلا من الاكتفاء بما قسمه الله له من رزق وإذا به يحلم بالثراء بأي وسيلة ممكنة وظل يحكي لأصدقائه عن رغبته في تحقيق ذلك بأي طريقة حتي ولو علي حساب سمعته وقتها. لعب الشيطان في رأسه أثناء تنفيذ إحدي عمليات البناء وأغواه للسرقة بنظام المغافلة قبل خمس سنوات وسقط بعدها في قبضة الأجهزة الأمنية وقضي فترة زمنية قصيرة من عمره خلف القضبان الحديدية وتزامن الإفراج عنه اندلاع ثورة25 يناير, التي واكبها انفلات أمني استفاد منه كثيرا للعودة للإجرام من أوسع أبوابه وتنقل بين أحياء القاهرة الكبري يمارس نشاطه الآثم ضاربا عرض الحائط بالكف عن أعماله المخالفة للقانون لقناعته أن الوضع معقد في البلاد وأن له مطلق الحرية في التحرك كيفما شاء وارتاد وقتها ميدان التحرير ولبس ثوب الرجل الثورجي الذي يهتم بشئون وأحوال مصر السياسية والاقتصادية يبيت في الخيام مع الثوار الذين لا يعرفون عنه شيئا وهو في الأصل لص كبير همه الوحيد أن تمتلئ جيوبه بالمال الحرام للصرف علي نزواته الشخصية وتعاطيه للمواد المخدرة بمختلف أصنافها واقترب آنذاك من العناصر الخفية التي أمدته بالمال وطالبته بمهاجمة وتدمير أقسام الشرطة, فضلا عن المشاركة في أحداث شارع محمد محمود وحرق المجمع العلمي الذي يحوي تاريخ الوطن في الماضي ويعد قبلة للمثقفين والباحثين من الداخل والخارج وعقب رصد اسمه ضمن المشاركين في الأعمال التخريبية اختفي عن الأعين لاسيما وأن هناك حكم جنائي صدر ضده بالمؤبد في إحداها وآخر لايزال قيد التحقيق ونظرا لخطورته وضعته مصلحة الأمن العام بوزارة الداخلية علي قائمة من يتم استهدافهم ونجح رجال مباحث الإسماعيلية في القبض عليه أثناء تردده علي منزل عائلته, وتحرر المحضر اللازم له وتولت النيابة العامة التحقيق. وكان اللواء منتصر أبو زيد مدير أمن الإسماعيلية قد عقد اجتماعا مع اللواء محمد جاد مدير إدارة البحث الجنائي لمناقشة ودراسة كيفية ملاحقة العناصر الإجرامية الصادر ضدها أحكام والتي تعيث في الأرض فسادا والعمل علي ضبطهم للزج بهم في السجون مكانهم الطبيعي. وتم تشكيل فريق بحث بإشراف العميدين أحمد الشافعي رئيس مباحث الإسماعيلية وإبراهيم صدقي مأمور مركز التل الكبير ضم العقيد محمد طلعت رئيس فرع غرب والمقدم حسام حسن مفتش المباحث الجنائية والرائد فهمي عبد الصمد رئيس مباحث التل الكبير ومعاونوه النقباء محمود حسن وسليمان عيسي ورامي الطحاوي وإبراهيم ناجي ودلت تحرياتهم أن المدعو محمد26 سنة نجار مسلح يسكن في عزبة عنتر سبق اتهامه في قضية سرقة في مدينة6 أكتوبر وأمضي بسببها فترة زمنية داخل السجن وأضافت التحريات أن المتهم لم يعلن توبته وظل يبحث عن مصدر للمال الحرام ووجده لدي الأيدي الخفية التي تحرض الخارجين عن القانون لهدم مؤسسات الدولة وبات أحد عناصرها يتلقي توجيهاتها لتنفيذ عملياته التخريبية وأشارت التحريات إلي أن النجار المسلح الذي ترك حرفته مطلوب التنفيذ عليه في الجناية رقم3186 لسنة2012 قسم عابدين القاهرة والمقضي فيها بالسجن المؤبد بتهمة حرق المجمع العلمي لأنه أحد المنفذين الرئيسيين في هذه الواقعة.