أنا عايز أبقي دايما منكم لا قائد ولا رئيس بهذه الكلمات العفوية أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي مجددا أن نهجه في ادارة شئون البلاد يرتكز علي التلاحم مع المواطنين ومشاركتهم همومهم ومشاكلهم اليومية والعمل علي حلها. وقد كانت لهذه الكلمات وقعها علي عمال مصر في الاحتفالية التي أقيمت أمس بمناسبة عيد العمال حيث أكدوا تأييدهم للرئيس وتلبية دعوته في العمل والإنتاج لبناء الدولة الحديثة. وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي اعتزازه بالانتماء إلي الشعب كمواطن مصري أولا وقبل أي اعتبارات أخري قد تفرضها مقتضيات المنصب الرئاسي, مشدد علي أن احترام إرادة وخيارات الشعب المصري وخياراته تعد أحد أهم ملامح الحياة السياسية في مصر حاليا. واعرب الرئيس السيسي في كلمته خلال الاحتفال بعيد العمال عن خالص تمنياته لمصر بالرفعة والتقدم ولشعبها بكل الخير والتوفيق, ومنح الرئيس وسام العمل ونوط العمل وكليهما من الطبقة الأولي لعدد من القيادات العمالية تكريما لهم وتقديرا لمسيرة عطائهم. وشدد الرئيس علي أهمية مرحلة البناء الحالية التي يتعين أن تتكاتف فيها جهود كل قوي الشعب, ليس فقط العمال وإنما كل فئات المجتمع من فلاحين ومدرسين وغيرهم إذ أن مصر في حاجة إلي جهود جميع أبنائها المخلصين لتتمكن من تعويض ما فاتها. وعلي صعيد مكافحة الإرهاب, أكد الرئيس أن الدولة لا تدخر جهدا لمواجهة الإرهاب ودحره والقضاء عليه, وهو الأمر الذي يقتضي تحقيقه تعاونا من الجميع وليس فقط من قبل الدولة, وذلك من خلال إعلاء مصلحة الوطن فوق أي مطالب فئوية لإفساح المجال للحكومة للتعامل مع جسامة التحديات التي تواجهها مصر في المرحلة الراهنة. وفي الإطار ذاته, أكد الرئيس أن مؤسسة القضاء التي تساهم بفاعلية في مواجهة الإرهاب عبر سيادة القانون ووفقا لأحكامه, تتمتع بكامل الاستقلالية ولا يتعين التعقيب علي أحكامها أو التدخل في عملها. كما شدد الرئيس علي أن التكاتف ووحدة النسيج الوطني تعد عاملا رئيسيا لقوة الدولة المصرية وقدرتها علي مجابهة أي مخاطر, مشيرا إلي الجهود التي تبذلها الدولة من أجل إعداد أجيال شابة من القادة القادرين علي صنع وإدارة مستقبل هذا الوطن. ودعا الرئيس مختلف القوي السياسية إلي المساهمة في عملية إعداد الكوادر الشابة وتأهيلهم لهذا الغرض منوها بأن رئاسة الجمهورية تعد دورة تدريبية لإعداد شباب القادة لمدة تسعة أشهر وستضم ألفي شاب وفتاة, واتباع معايير التوزيع الجغرافي العادل في اختيار هؤلاء الشباب. كما أكد الرئيس أهمية الاعتماد علي العمالة المصرية في تنفيذ مختلف المشروعات في المرحلة الحالية في مجالات البنية الأساسية والزراعة والإسكان والطاقة وتشغيل المصانع, منوها إلي أهمية ضغط الفترة الزمنية اللازمة لتنفيذ هذه المشروعات, وكلف الرئيس المحافظين بمتابعة الأعمال والمشروعات التي يتم تنفيذها في المحافظات المختلفة بشكل يومي للوقوف علي حجم العمل الذي يتم إنجازه. وذكر الرئيس أن مشروعات الزراعة التي يتم تنفيذها في مصر حاليا يتعين أن تكون نموذجا لمشروعات التنمية الشاملة بحيث تساهم في النهوض العمراني والتوسع الحضري ولا تقتصر فقط علي الإنتاج الزراعي, مشيرا إلي أنه سيتم افتتاح مشروع واحة الفرافرة الزراعي في أكتوبر2015 ليمثل نموذجا تنمويا لمشروع استصلاح المليون فدان. وشدد الرئيس علي مكافحة الفساد التي تكتسب أهمية مضاعفة في المرحلة الراهنة, مشيرا إلي أهمية إعلاء قيمة الضمير الوطني حفاظا علي المصالح العامة وذلك جنبا إلي جنب مع دور الأجهزة الرقابية. وقد أولي السيد الرئيس لمكافحة غلاء الأسعار قسما مهما من حديثه, منوها إلي أهمية العمل علي ضبط الأسعار, ودراسة هامش الربح الذي يتخطي أحيانا بشكل مبالغ فيه القيمة الحقيقية التي تم شراء أو استيراد السلع بها, منوها إلي ضرورة دعم دور الأجهزة المعنية بما يحقق صالح المواطنين, ولاسيما محدودي الدخل والفئات الأولي بالرعاية. وأضاف أن مشروعات البنية التحتية وشبكة الطرق ستسهم بفاعلية حين اكتمالها في القضاء علي المراحل الوسيطة في بيع السلع مما سيكون له أثر إيجابي في ضبط أسعارها. ونوه الرئيس إلي تراكم إرث ثقيل من مشكلات الماضي وأن الدولة المصرية تحتاج إلي عامين علي الأقل لتنهض من جديد لمواصلة مسيرتها التنموية الشاملة, مشيرا إلي المخاطر التي تواجهها مصر وتستدعي تكاتف جهود جميع أطياف المجتمع للتصدي بمنتهي الحزم والقوة لأية محاولات للنيل من أمنها أو زعزعة استقرارها. وعلي صعيد تلبية احتياجات مصر من الطاقة, أكد الرئيس أن الدولة المصرية تولي اهتماما مكثفا بهذا القطاع وتعمل جاهدة لتلبية الاحتياجات الحالية والمستقبلية من الطاقة, حيث تعاقدت مؤخرا لإنتاج نحو13 ألف ميجاوات, بما يعادل نصف ما تنتجه مصر حاليا من طاقة كهربائية. وفيما يتعلق بتطبيق الحدين الأقصي والأدني للأجور, أكد الرئيس أن الدولة ملتزمة بتطبيق ذلك علي رواتب العاملين فيها بحديه الأدني والأقصي, وأنه مع زيادة العمل والإنتاج في المستقبل يمكن زيادة هذين الحدين. وبالنسبة لعقد الانتخابات البرلمانية, أكد الرئيس أهمية إجراء هذا الاستحقاق المهم ليكون لمصر برلمانها الذي يضطلع بمهمتي الرقابة والتشريع, مشددا علي أنه لا مجال للتشكيك في عزم الدولة علي عقد هذه الانتخابات, منوها إلي أنه لولا الطعون التي قدمت علي قانون الانتخابات لكان تم عقدها في مارس الماضي. وردا علي استفسار أحد الحضور, أوضح الرئيس أنه سيتعذر عقد هذه الانتخابات أثناء شهر رمضان المعظم أو أثناء اختبارات الثانوية العامة, حيث يتم تحويل العديد من المدارس إلي لجان انتخابية. كما أكد الرئيس علي محورية دور التعليم الفني حيث إن60% من الطلاب المصريين يتلقون تعليما فنيا, ومن حقهم أن يتلقوا تعليما جيدا يؤهلهم للعمل في السوق المصرية وكذا في أسواق الدول المستقبلة للعمالة المصرية, مشيرا إلي استحداث وزارة الدولة للتعليم الفني للمساهمة في تحقيق تلك الأهداف. وأكد الرئيس علي أهمية زيادة إطلاع الشعب المصري علي خطط التنمية الشاملة التي تنفذها الدولة من حيث المشروعات ومصادر الطاقة وغيرها, ولاسيما في المناطق الأولي بالرعاية مثل صعيد مصر. وردا علي كلمة جبالي المراغي رئيس الاتحاد للرئيس حول إعادة مكانة مصر وكرامتها بين العالم قال السيسي: والله العظيم اللي عمل الثورة المصريين مش أنا, خاصة أن الملايين التي خرجت في25 يناير و30 يونيو لم يطلب أحد منها الخروج, وأنا طلبت التفويض في شهر يوليو2013 من أجل محاربة الإرهاب, قائلا: انتوا إللي أنقذتوا مصر وأنقذتونا. وتعليقا علي هتافات العمال له في قاعة الاحتفال وهتاف بنحبك يا ريس رد السيسي قائلا: أنا لا قائد ولا رئيس أنا عايز أبقي دايما منكم, وأضاف: يا رب تحيا مصر ويحيا المصريين. وقام الرئيس بتكريم12 عاملا منهم10 نقابيين قدامي بالاتحاد العام لنقابات عمال ومصر واثنان من كبار الموظفين بالقوي العاملة. ومن جانبه, أعلن جبالي المراغي رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال مصر أن الاتحاد يقوم حاليا بإنشاء أكاديمية تضم خمس شعب لتخريج العمالة الفنية المؤهلة وفقا لاحتياجات سوق العمل, لافتا إلي أن تنمية الموارد البشرية تعد الركيزة الأساسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة, وأهم عوامل استمرارها, وإذا كان تحقيق رفاهية الإنسان في مجتمع متطور هو غاية التنمية, فإن ذلك لا يمكن تحقيقه في غياب الإنسان المتعلم والماهر, والمواطن المنتج المساهم في بناء مجتمعه, والملتزم بالقيم والمثل الإنسانية والدينية العليا, والمعتز بحضارته مع انفتاحه علي حضارات وثقافات الآخرين. وأشار إلي أن الاتحاد يقوم بدوره في مجال التدريب المهني من خلال مراكز التدريب التابعة له في مجالات النقل والبناء والتشييد, مؤكدا أن قطاع التعليم والتدريب المهني والتقني بوجه خاص ما زال يواجه عددا من التحديات التي ينبغي الاستمرار في التصدي لها ومعالجتها في السنوات المقبلة, وخصوصا بعد أن شمل التعديل الوزاري الأخير إنشاء وزارة جديدة للتعليم الفني والتدريب المهني. وقام الاتحادبإهداء درعه للرئيس عبد الفتاح السيسي, وهو عبارة عن مجسم درع يحمل صورة للرئيس بجوارها مفتاح الحياة رمز المؤتمر الإقتصادي الذي عقد بشرم الشيخ وكذلك قناة السويس ومجسمات لعدد من العمال رافعين أكفهم في إشارة إلي مواصلة العمل والكفاح والإنتاج.