تجلت عظمة الشباب المصري في وجدان وعقول فتيان أثبتوا بحق أن شخصية الإنسان بما تحويه من معاني التحدي والإصرار والعزيمة مازالت حاضرة رغم الظروف القهرية ,24 لاعبا قرروا تحدي الصعاب وممارسة هوايتهم دون أن يكون فقدان بصرهم حائلا في أن يلعبوا كرة القدم التي أحبوها سماعا منذ نعومة أظافرهم وشكلوا فرقا بينهم في مدراس المكفوفين ولما نضجوا وكبر حلمهم سعوا لتأسيس فريق يحمل اسم مصر ويكون ممثل الوطن في البطولات الإفريقية والعالمية.. إنه فريق المكفوفين لكرة القدم الذي خاض أول تدريباته أمس علي ملاعب الشيخ زايد استعدادا للمشاركة في أول بطولة للأمم الإفريقية المقرر إقامتها في أكتوبر المقبل ويتنافس علي استضافتها الكاميرون ومالي. السمع قبل القدم السؤال.. كيف يلعب شاب مكفوف البصر كرة قدم يعاني فيه البصير.. الإجابة تتركز في أن اللاعبين يركزون في اللعب علي حاسة السمع في تحديد مكان المرمي وأماكن زملائهم في الملعب كما يتلقون التعليمات من المدربين ومساعديهم والذين ينتشرون في جنبات الملعب. والكرة المستخدمة من نوع خاص فهي أثقل من كرة القدم العادية لكي لا تبتعد كثيرا عند ركلها وموضوع بداخلها أجراس كي تصدر الكرة أصواتا تساعد اللاعبين علي معرفة مكانها. يقول هشام مرزوق المشرف علي كرة القدم للمكفوفين إن اللعبة تمارس في مصر منذ سنوات ولكن بين الهواة والطلبة في مدراس المكفوفين, وهو ما دفعني لفكرة تكوين منتخب مصر للمكفوفين والتي وجدت لها صدي بين جميع الطلاب المكفوفين الذين كانوا يسعون لوجود منظمة أو هيئة ترعي اللعبة, وهو ما جعلني أتقدم إلي المهندس خالد عبدالعزيز وزير الشاب والرياضة لتأسيس اتحاد كرة القدم للمكفوين ويكون نواة لتشكيل منتخبات وطنية وإعطاء اللعبة شكل احترافي في الأندية المصرية. أسامة نبيه: شيء مبهر في كرة القدم قال أسامة نبيه المدرب المساعد للمنتخب الوطني الأول لكرة القدم و الذي حرص علي حضور تدريبات فريق كالمكفوفين لمعرفة كيف يلعبون كرة القدم التي يتعثر فيه البصير انه يجب دعم كره القدم للمكفوفين في مصر موضحا أن دور الدولة في دعم تلك اللعبة يتمثل في دعم مادي ومعنوي من خلال إنشاء الملاعب ودورات تدريبية وتثقيفية للمدربين القائمين علي تأهيل اللاعبين. واعتبر نبيه أن حضوره تدريب المكفوفينواجب علي الرياضيين, وان ممارسة الرياضة هي جزء من حقوقهم, متمنيا أن يتم تعميم اللعبة ووجود اهتمام اكبر بها. وأوضح نبيه قائلا: تعلمت من اللاعبين شيئا مهما وهو الإحساس دون أن تري فاللاعبون يؤدون تدريباتهم دون فرق بينهم وبين المبصرين فهم يتحركون في المعلب ويمررون الكرة بينهم ويسددون علي المرمي ويراوغون زملاءهم إنهم يدعون أي إنسان ان يكون متفائلا وصبورا ويدرك أنه لا مستحيل في الحياة. المدير الفني: أصحاب مهارات محمد عبدالرحمن المدير الفني لكرة قدم المكفوفين أكد أنه بعد أن وجد اللعبة حازت علي شعبية في مدراس المكفوفين في مصر ومتابعته لهم من خلال عمله كمدرب لكرة الجرس قرر وزميله أدهم محمد علي تأسيس فريق كرة قدم للمكفوفين خاصة أن اللعبة لها انتشار في كثير من دول العالم بل وتم تنظيم بطولات دولية مثل كأس العالم للمكفوفين وغيرها وهو ما يعني ضرورة أن تأخذ اللعبة شكلا احترافيا. وأضاف عبدالرحمن أنه تابع اللاعبين الممارسين للرياضة في مدراس المكفوفين يلعبون بطريقة بسيطة من خلال كرة قدم عادية ووضعها في كيس وعندما تتحرك الكرة يصدر الكيس صوتا ينبه اللاعبين لمكان الكرة ويتحركون في الملعب.. مشيرا إلي أنه استقر علي36 لاعبا اختارهم و تمت تصفيتهم إلي24 لاعبا هم قوام فريق المكفوفين والذين بدأ تدريبهم منذ10 أشهر علي كرة الجرس.