توافد المصريون علي الحدائق العامة والمتنزهات والمراكب النيلية ودور العرض السينمائي والأندية والملاهي ومراكز الشباب منذ صباح أمس للاحتفال بعيد شم النسيم, حيث امتلأت الحدائق عن آخرها من جميع الأعمار للتعبير عن الفرحة رغم الأعمال الإرهابية التي يقوم بها أعداء الوطن والتي راح ضحيتها العديد من شباب مصر وفلذات أكبادها ما بين شهيد وجريح. اكتست الحدائق العامة بألوان الزهور الجميلة التي تنسم الجميع نسماتها وكأنها تحتفل مع الشعب المصري بهذه المناسبة المحببة إلي القلوب, وحرص أصحاب المراجيح والألعاب الترفيهية المختلفة علي نصب ألعابهم قبل الاحتفال ب24 ساعة حتي تكون في استقبال أبناء الشعب الذي بعث برسالة إلي العالم اجمع بأن مصر ستظل بلد الأمن والأمان رغم كيد أعداء الوطن. فضل المصريون تناول الأسماك المملحة في الهواء الطلق وبين الخضرة في الحدائق والمتنزهات وعلي ضفاف النيل الخالد التي لم تشهد اي أعمال عنف تذكر باستثناء بعض الأفعال الصبيانية من الشباب الصغار الذين حاول بعضهم اعتراض طريق بعض الفتيات. الأهرام المسائي قام بجولة داخل القاهرة المحروسة في العديد من الحدائق وعلي كورنيش النيل لرصد مظاهر الاحتفال بأعياد الربيع. محافظ العاصمة بين الشباب في حديقة الفسطاط وسط عبق التاريخ امتلأت حديقة الفسطاط عن آخرها بالأسر والأهالي الذين دخلوا في سباقات رياضية وأخري ترفيهية بعد تناول الوجبات التي أعدتها الأسر مسبقا للاحتفال بأعياد الربيع والتي تضمن المأكولات الخاصة بشم النسيم من اسماك مملحة ورنجة وفسيخ وبيض ملون وخضروات, ومع جو البهجة والفرحة التي كان عليها المواطنون فوجئ رواد الحديقة بالدكتور جلال مصطفي سعيد محافظ القاهرة بحضوره لتفقد الحديقة والاحتفال معهم بشم النسيم بعد أن زار واطمأن علي المرسي النهري بحي بولاق أبو العلا وحدائق الأندلس. حديقة الحيوان تحتفل بالمواليد الجديدة خطفت حديقة الحيوان بالجيزة المشهد والتي اكتظت بأعداد غفيرة من المصريين الذين تجمعوا علي حب مصر بالتعبير عن فرحتهم, فلم يجدوا صعوبة بعد أن وفرت إدارة الحديقة28 بابا لدخول الزوار لمنع الازدحام والتكدس علي الأبواب لكي يستمتعوا بكل ما هو جديد في الحديقة التي تزينت لاستقبال المواطنين والتي تحرص معظم الأسر المصرية علي زيارتها في المناسبات المختلفة. قال الدكتور عصام البطاوي مدير عام حدائق الحيوان والطيور والأسماك بالحديقة إن آلاف المواطنين توافدوا علي الحديقة منذ الساعات الأولي من صباح أمس واستمر التوافد حتي بلغ ذروته بعد الظهر, مشيرا إلي أن الإدارة تقدم خدمات للزائرين لأول مرة منها الإنتاج الجديد من الولادات الحية, مثل أبو عدس آكل العشب وهو نوع يجمع بين الغزلان والفصيلة البقرية والذي يظهر في الحديقة لأول مرة, والجمل الآسيوي الذي كان آخر ولادة له منذ خمس سنوات, بالإضافة إلي القرد الحبشي والنسانيس وآلامه وأبو عبق وأبو حراب السوداني, فضلا عن الطيور الجديدة ومنها درة خضراء الهندية والكوكاليلات التي تقترب من العصافير الكناري, والبجع الأبيض والزغاليل الزنجباري والاوز الفرعوني الذي ظهر في البحيرة وتجمع عليه آلاف المواطنين لمشاهدته, معلنا أن حديقة الطفل دعمت ببيوت كبيرة للحمام الزاجل وبعض الدجاج الرومي والاوز والطاووس والكلاب والسحالي والحصان القزم, مؤكدا أن التعاون بين إدارة الحديقة ووزارة الثقافة أتي بثماره حيث انتشرت الفرق الموسيقية التي أضفت البهجة والفرحة في نفوس الجميع بالإضافة إلي الرقصات الشعبية في كشط الموسيقي وفقرات الاراجوز التي أسعدت الأطفال وعروض التنورة التي التف حولها الجميع. رقص وغناء علي كورنيش النيل استمتع الآلاف علي ضفاف النيل الخالد بأعياد الربيع وسط أجواء تغلفها الفرحة والسرور, حيث قام مجموعات من الشباب برسم تابلوهات راقصة علي الكورنيش تخللها وصلات غنائية تفاعل معها قائدو السيارات التي مرت بطريق الكورنيش, ثم قام بعض الشباب بحمل زميله علي كتفيه ليواصل الغناء وسط تسقيف حاد من زملائه, في الوقت الذي فضل البعض استقلال المراكب التي وقف علي أبوابها مجموعة من العاملين لتنظيم الصعود إلي المراكب ومراعاة عدم الزيادة العددية عن الأعداد المحددة للذهاب إلي القناطر الخيرية أو التنزه بمركب لفترة زمنية محددة للاستمتاع بالطقس الذي بدا في التحسن أمس,. العلم المصري.. يكسب علي غرار ما يحدث في مباريات كرة القدم والتي تعيد لنا الأذهان لبطولة كأس الأمم الإفريقية التي استضافتها مصر عام2006 وأيضا ثورة25 يناير اصطف الأطفال في حديقة الفسطاط حول بعض الشباب من الرسامين الذين تواجدوا بالحديقة لتزيين وجوههم بالرسومات المحببة إليهم مثل سبنش بوب, وكمبل وتوم وجيري, بالإضافة إلي رسومات أخري للقطط وبعض الطيور, في الوقت الذي طالب أحد الأطفال برسم سمكة وآخر طلب رسم بيضة, إلا أن الرسم الذي لفت أنظار الجميع عودة مشهد ثورة25 يناير برسم العلم المصري علي وجوه الأطفال. الباعة تذوقوا طعم الفرحة في عيون الأطفال الكل يسعد بقدوم شم النسيم من الصغير إلي الكبير, حتي الباعة البسطاء الذين يتركون أسرهم من أجل لقمة العيش, إلا أنهم يجدون فرحتهم في عيون الأطفال الذين يمرحون هنا وهناك والتي تخفف عنهم معاناتهم مع الاحتفال معهم بأعياد الربيع, هذا ما أكده أحمد علي بائع البالونات. الطراطير بوجه بشوش وفرحة لا تبدو إلا علي الأطفال يجلس بائع الطراطير علي كرسيه الخشبي يداعب رواد كورنيش النيل الذين حضروا من الصباح الباكر للاحتفال بشم النسيم بالابتسامة تارة, والكلمة الحلوة تارة ثانية والتمتع بالنيل والقفز في الهواء الطلق تارة ثالثة لإيمانه الشديد أن الكلمة الطيبة سلاح البائع لترويج سلعته وبضاعته خاصة إذا كان مكان عرضها علي الرصيف, حيث يقول عم علي: انه يشعر بسعادة بالغة عندما يري طفلا صغيرا يضحك ويفرح عندما يقوم والده أو والدته بشراء طرطور ليضعه علي رأسه علي الفور, لافتا إلي أن ابتعاده عن أسرته في تلك المناسبة أمر بالغ المرارة ولكن ما يخفف عنه تلك الحالة انه يسعي وراء لقمة العيش. الأراجوز للدعاية استغلت احدي الشركات تواجد آلاف المواطنين في حديقة الحيوان وقامت بابتكار أسلوب جديد للدعاية بوضع الشعار الخاص بالشركة علي صدر مجموعة من الشباب الذين ارتدوا زي البلياتشو ليلتف حولهم زوار الحديقة, ثم قامت الشركة بتقديم فقرات للأراجوز المحبب للأطفال مع توزيع بعض بوسترات الشركة. غزل البنات علي عربة خشبية صغيرة يقف عليها شاب في بداية العقد الثالث من عمره وسط حديقة حدائق القبة لبيع الفشار وغزل البنات بالألوان المحببة والتي تضفي الفرحة والبهجة علي الكبار قبل الصغار, حيث قال أحمد محروس إنه أنهي دراسته بإحدي الكليات النظرية منذ عدة سنوات ولم يجد العمل الذي يستطيع من خلاله الإنفاق علي نفسه فاضطر إلي شراء السيارة الخشبية وبيع الفشار وغزل البنات والتي يزيد الإقبال علي هذه المنتجات في الأعياد والمناسبات المختلفة. بائع البالون فرحة الأطفال كانت علي أشدها أمس في الشوارع والحدائق والملاهي والمتنزهات برفع البالونات ذات الألوان الجميلة في الهواء الطلق, لتطير معها أحلامهم الصغيرة في انتظار سقوطها علي الأرض لإعادة الكرة مرة أخري, ويقول سيد عبد القادر18 سنة إنه يعمل مع والده في بيع البالونات منذ خروجه من المدرسة قبل ثلاث سنوات, مؤكدا أن البالونات من الأشياء التي يقبل عليها الأطفال في جميع المناسبات وأيضا في الأيام العادية.
