تجري في السودان الاثنين المقبل المقبل الانتخابات الرئاسية التي يتوقع ان تنتهي بتمديد فترة ولاية الرئيس عمر البشير لتتخطي26 عاما في الحكم في بلد يواجه اقتصادا متداعيا ونزاعات تمتد من دارفور الي الحدود مع دولة جنوب السودان. وينافس البشير15 مرشحا غير معروفين نسبيا في الساحة السياسية السودانية في هذه الانتخابات التي تستمر ثلاثة أيام, فيما تقاطع أحزاب المعارضة الأساسية هذا الاقتراع. ولا تنعكس الانتخابات الرئاسية والبرلمانية علي شوارع العاصمة الخرطوم, فبالرغم من قول المسئولين ان44 حزبا يشارك فيها, تنتشر صور البشير علي اللوحات الإعلامية الضخمة علي طول الشوارع الرئيسية فيما يرتفع عدد محدود من اللافتات الخاصة بالمرشحين الآخرين في كل أنحاء المدينة. ويقول المحلل خالد التيجاني: ان غالبية احزاب المعارضة تقاطع الانتخابات, فحزب المؤتمر الوطني( الحاكم) هو وحده المنافس الفعلي في هذه الانتخابات, لذلك لا يمكن توقع اي مفاجآت. و برزت حركة تمرد في ولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق بقيادة الحليف الاسبق للمتمردين في جنوب السودان, وهو الجيش الشعبي لتحرير السودان- شمال, الذي تعهد بمنع عملية الاقتراع في المنطقتين المذكورتين. وبرغم تأكيد مسئولين ان المتمردين لن يعطلوا الانتخابات, الا ان عملية الاقتراع لن تنظم في احدي دوائر دارفور وفي سبع دوائر في جنوب كردفان وذلك لاسباب امنية. وبالرغم من التهديدات المستمرة بتعطيل الانتخابات, تعهد البشير خلال جولته الانتخابية الجمعة الماضية امام مناصريه في مدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان( وسط) ان الفترة الرئاسية القادمة ستكون للسودان استقرارا امنيا وسياسيا واقتصاديا. وفي حين قدم وعودا سياسية محدودة, تعهد البشير بتعزيز اقتصاد السودان المتداعي الذي عاني لسنوات طويلة من عزلة دولية, بعدما فرضت الولاياتالمتحدة حصارا تجاريا علي السودان في العام1997 علي خلفية اتهامات بانتهاك حقوق الانسان, فضلا عن عقوبات اقتصادية بسبب ايواء السودان لزعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن لمدة خمس سنوات في بداية التسعينيات. وفقدت البلاد ايضا اكثر من75 في المائة من احتياطاتها البترولية بعد استقلال جنوب السودان. وبعد سنوات من الانقسامات, تحالفت المجموعات المعارضة في السودان في ديسمبر لتقدم نفسها موحدة ضد البشير, واطلق علي هذا التحالف اسم نداء السودان. وفي هذا الصدد, تقول مريم المهدي, نائبة رئيس حزب الامة, نعتقد ان المخرج الوحيد امامنا هو مقاطعة الانتخابات, مضيفة نعتمد علي المقاومة المدنية والمسار المدني لتحدي النظام. من الممكن ان تجري جولة ثانية للانتخابات الرئاسية في حال لم يحرز اي من المرشحين علي غالبية الاصوات في الدورة الاولي. وبحسب مسئولين, فانه سيتم الاعلان عن النتائج النهائية في اواخر ابريل.