هي ثوابت وأصول تنمو تلقائيا لتستقر بداخلنا بمرور الوقت, بداية من ترديد عبارة الله أكبر مع كل آذان مرة بهدف تقليد ذلك الصوت المتكرر علي مدار اليوم ومرة بدافع الإشارة إلي الصلاة مستندا إلي ما يقوله والديه أثناء إتمام الفريضة, مرورا بكتاب الدين الذي يقدسه تلميذ المدرسة ويخشي عليه من السقوط أرضا ويحاول أن يحفظ قدر المستطاع مما يحتويه من سور قصيرة من القرآن الكريم, ومنها إلي الفرائض وأركان الإسلام الخمس التي يسعي تدريجيا لتطبيقها والإلتزام بها.. إنها قواعد الدين التي تنشأ مع الفرد وتلازمه حتي يسكن القلب والعقل, ولكن نظرا لإختلاف المؤثرات الخارجية واختلاف مصادر تلقي المعلومات وإن كانت النصوص موحدة وغير قابلة للجدل, إلا أنها تظل رهنا لتلك المؤثرات وما تفرضه علي صاحبها من أفكار وآراء.. ولكن ما هي هذه المؤثرات ؟.. هل هو إمام مسجد ينقل تعاليم الدين مضافا إليها بعض الآراء والفتاوي الخاصة أم أنه رجل دين يطل ضيفا علي القنوات الفضائية بين الحين والآخر أو هي مجموعة من الكتب التي تحكي التراث الإسلامي مستندة لبعض المراجع والأسانيد سواء من آيات القرآن أو الأحاديث النبوية أو حكايات وقصص الخلفاء الراشدين ومن تبعهم ؟ أو حتي مجرد حديث جانبي دار بين مجموعة يستند كل منها إلي مصدره الخاص ؟ وأيا كانت الإجابة فنحن أمام خليط متشابك أدي بنا إلي حالة من الصدام والإنحياز لرأيه بل وفي بعض الأحيان تكفير الآخر, لذلك تفتح الأهرام المسائي ملف الخطاب الديني الذي يحتاج لمزيد من التركيز والمطالبة باسترداد حقه المهدر علي موائد السياسة والإعلام وبين فريقي التطرف إلحادا وتشددا, حتي لا تبقي الدعوة متكررة دون تنفيذ علي أرض الواقع. //////////// اسألوا أهل الذكر رجال «الأزهر » و «الأوقاف » فى مناظرة من طرف واحد : لا تمر مناسبة دون أن يتردد علي مسامعنا مصطلح تجديد الخطاب الديني, فما أكثر التصريحات التي يدعو الرئيس السيسي فيها الأزهر ورجال الدين للقيام بما وصفه ثورة دينية لتنقية وتجديد وتطويره وانتشاله من جهل التطرف والتعصب والعنف, وأيضا وزير الأوقاف الذي أكد مرارا علي المضي قدما نحو بحث آليات التجديد وكان آخرها عقب خطاب الرئيس أمام القمة العربية حيث أعلن الوزير عن مؤتمر وطني تعقده الأوقاف مطلع مايو المقبل, لافتا أكثر من مرة إلي ضرورة أن يحمل علماء الأزهر لواء هذا التجديد.. ولكن ما المقصود بذلك التجديد ؟ وهل يقتصر علي علماء الأزهر فقط ؟, وهل يدعي البعض تصحيح مسار الخطاب الديني لهدم التراث ؟, ومن المسئول عن فتاوي الفضائيات ؟ وما هي المقترحات التي تفيد بهذا الشأن ؟.. علامات استفهام عديدة يثيرها حديث التجديد كلما تم طرحه علي الساحة خاصة في الآونة الأخيرة التي شهدت ممارسات إعلامية ينتقدها رجال الدين بصفة مستمرة.. في البداية يستشهد عبد الحميد الأطرش- أمين عام الدعوة بالأزهر ورئيس لجنة الفتوي الأسبق بقول الله تعالي ادع إلي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وحديث رسوله صلي الله عليه وسلم العلماء ورثة الأنبياء وقوله( ص) بلغوا عني ولو آية, وكلها إشارات لعلماء ورجال الدين لتداول الخطاب الديني ونقله للاستفادة من أحكام كتاب الله وسنة رسوله. وينتقد الأطرش ما وصفه بالصمت الحكومي عن ممتهني الدعوة الذين يستغلون الدين لأغراض آخري دون الدعوة خاصة وأنهم ليسوا من أهل التخصص قائلا حكومتنا الرشيدة إذا وجدت شخصا يمتهن الطب وهوليس بطبيب فإنه يجرم ويعاقب, أو من ينتحل صفة ضابط شرطة فإنها تجرم وتعاقب وهكذا, إلا من يمتهن مهنة الدعاة فلا يجرم ولا يعاقب ولا يساء إليه وكأن الأمر متاح للجميع مؤكدا أن ذلك أدي إلي ما يحدث الآن من فوضي الفضائيات وفتاوي تصدر عن غير علم. ويطالب الأطرش الدولة أن تفيق من غفلتها وتدعو مع تجديد الخطاب الديني إلي وقف الفوضي الإعلامية التي يستخدم فيها الدين دون علم خاصة من يحاول تفسير آيات القرآن والأحاديث النبوية الشريفة وفق رؤيته الشخصية, خاصة وأن هناك طرفا آخر يستغل الدين ويشوه صورته دون وعي مشيرا إلي الإرهابيين الذين ظهروا في مجتمعاتنا ولا يعرفون شيئا عن دينهم الذي يرفض الفساد وينهي عن الإفساد في الأرض. وعن دور الأزهر في الرد علي هؤلاء يقول: الأزهر الذي نشر علمه في ربوع المعمورة وبه علماء أجلاء غيورين علي دينهم لا يمكن أن يرد عليهم مستندا إلي قول الإمام الشافعي ما جادلني عالم إلا وغلبته وما جادلني جاهل إلا وغلبني. ويؤكد الشيخ فؤاد عبد العظيم وكيل وزارة الأوقاف لشئون المساجد أن التجديد ليس فيما ورد فيه نص لأنها نصوص إلهية لا مجال للتجديد فيها أما ما لم يرد فيه نصا قابل للمناقشة والتجديد ويكون للعلماء رأي فيه, والدليل علي ذلك أن الإمام الشافعي غير مذهبه ولكنه لم يغير الأصول لأنها ثوابت. ويقول عبد العظيم أن ما نحتاج إليه الآن هو فقه الواقع علي حد وصفه, وهو ما يتابع المستجدات التي تطرأ علي العصر وحكم الدين فيها كظهور داعش والإخوان والجهاديين والتكفيريين, أما عن تدخل غير المتخصصين في الفقه الديني يري وكيل وزارة الأوقاف أنها متاجرة وشو إعلامي يقوم به صاحب القناة لتسويقها, لذلك يشير إلي ضرورة تدخل الأزهر لترشيح مجموعة من العلماء ممن لديهم القدرة علي الحديث في الأمور الدينية وذلك لإحكام السيطرة علي فوضي الفضائيات. ويري الدكتور أحمد محمود كريمة- أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر- أن الأداء الدعوي في باب فقه الواقع يفتقر إلي الضبط وتوخي فقه المصالح والمقاصد, كما أنه غير متوفر بصورة كافية, ولا يتبقي أمام العامة سوي بعض المزاعم والإدعاءات والفصائل وأفكار جماعات العنف الفكري والمسلح الذين يستندون إلي بعض الفتاوي والآراء غير الأصيلة, كذلك الأداء الإعلامي الديني في الفترة الماضية حيث تم تحريف الكلم عن مواضعه وبالتالي اختلط الأصيل بالدخيل من خلال عرض مشوه نسب للدين زورا وبهتانا وتطفلا علي العلم الشرعي. ويري كريمة ضرورة مواجهة منابع التطرف المنسوب إلي الدين كالسلفية الوهابية والشيعة, مشيرا إلي أهمية عقد مؤتمر دولي يضم دول العالم الإسلامي لتصويب المفاهيم المغلوطة التي خلفتها هذه المجموعات, وهذه المهمة لابد أن يشترك بها الأزهر الشريف ورابطة العالم الإسلامي والمجامع الفقهية في بعض الدول العربية, ليستطرد حديثه قائلا ومما يؤسف له عدم وجود مجمع فقهي إسلامي في مصر حتي الآن. ويوضح الشيخ علي أبو الحسن- رئيس لجنة الفتوي الأسبق بالأزهر- أن الخلاف لا يتعلق بما هو متفق عليه في أصول وقواعد الشريعة, مشيرا إلي ضرورة وجود خطاب جامع ليس لأحد دون الآخر, مؤكدا أن تجديد وتطويره الخطاب يستلزم توحيده أولا حتي لا يشعر الناس بإختلاف النصوص والأقاويل والفتاوي وتضاربها بين رجال الدين بعضهم البعض. ويشير إلي قول الله تعالي اسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون وتطبيق تلك القاعدة الربانية لأن الخطاب الديني يحتاج إلي فقه بأصول الدين ولا يمكن الحديث عنه دون دراسة خاصة وأن الفقه يتطلب مراعاة مقتضيات كل بيئة وكل عصر, لذلك فإن التفكير في التطوير لابد أن يسبقه تحقيق الثقافة والوعي الكامل بفقه قضايا العصر. ويشدد أبو الحسن علي أهم آليات تجديد الخطاب الديني هو التواصل مع العامة بقدر عقولهم حيث ينصح الدعاة أن يحدثوا الناس بما يفهمون علي حد قوله, كما يري ضرورة انتهاج سبيل الوسطية التي تتفق مع ثقافة الناس والعصر الذي يعيشون فيه. /////////////////////////// رئيس قسم الشريعة بجامعة حلوان: علماء الدين منشغلون بقضايا هامشية ثورة دينية علي محتويات الخطاب الحالي, وحوار شامل يجتمع مختلف الجهات التي تتصل بالخطاب الديني للخروج بفقه جديد علي حد وصفه ليتحقق ذلك التجديد الذي يصبو إليه الجميع.. كانت هذه بعض المقترحات التي ساقها الدكتور رشدي أنور شحاته- أستاذ ورئيس قسم الشريعة الإسلامية بكلية الحقوق جامعة حلوان مؤكدا أننا لا نحتاج لتجديد الخطاب الديني بقدر ما نحتاج إلي تجديد الفكر الديني, وقال آن الأوان لتغيير المفاهيم موجها نصيحته للدعاة ورجال الدين الذين ينشغلون بقضايا هامشية علي حد قوله تؤدي إلي تعميق الخلاف وغرق العامة والخاصة في حوارات شكلية وفرعية قد تكون من مباديء الإسلام ولكنها ليست من أصوله وما ينبغي أن يعرف عنه بالضرورة. ويقول أن هناك فقه للأولويات في وقت نؤسس فيه لجيل جديد يحتاج إلي تأسيسه علي القيم الدينية السمحة وليس الاختلاف والأوقاويل المتضاربة, والاستناد إلي النصوص القرآنية والأحاديث النبوية التي تظهر سلالة الإسلام وتركيزه علي دين المعاملة, مؤكدا أن هذا هو الفقه الجديد الذي ينبغي التركيز عليه فالإسلام ليس الصلاة والصوم والزكاة وحج البيت فقط والدليل علي ذلك أن معظم آيات القرآن الكريم تناقش المعاملات الدنيوية مقارنة بعدد آيات العبادات. ويري شحاته أننا نعاني من موروث ثقافي كالجبال بعضه اختلط بالدين, وبات الناس يتعاملون معه علي أنه من صحيح الدين, لذلك فالتجديد يحتاج تضافر جهود الأزهر والتربية والتعليم والتعليم العالي والأوقاف والإذاعة والتليفزيون من خلال لجنة عليا منعقدة بشكل دائم ومكونة من ممثلين عن كل جهة من الجهات سالفة الذكر, نظرا لتأثيرهم علي الخطاب الديني والحاجة إلي تماسكهم وتوحيد خطابهم حتي لا تختلف التوجهات بينهم فيؤدي إلي حالة من الفوضي والتشكيك بين الناس. ويؤكد- رئيس قسم الشريعة الإسلامية بجامعة حلوان- أننا بالفعل نحتاج إلي ثورة دينية ذات أسس وقواعد حتي لا تشوبها الهمجية ويستغلها أحد بشكل سيء. ////////////////////////// .. وعلي مواقع التواصل الاجتماعي: نشطاء يحذرون من أصحاب الفتاوي الفضائية.. وصفحات الإخوان تهاجم التجديد تحت شعار إنهم يتبعون دينا جديدا أثار الحديث عن تجديد الخطاب الديني ودعوة الرئيس السيسي للأزهر لمتابعة الملف ردود فعل متباينة علي مواقع التواصل الإجتماعي( تويتر_ فيسبوك) حيث انقسم المستخدمون لعدة مجموعات, الأولي اقتصر نشاطها علي نشر فيديوهات لأغرب الفتاوي التي أذاعها أحد البرامج في أحد الفضائيات في الآونة الأخيرة حيث طالبوا الأزهر بضرورة التدخل سريعا وعدم السكوت علي رد حق الإسلام خاصة وأن مثل هذه البرامج تثير أزمات وتسبب فتنة بين الناس وتشكك البعض في التراث الديني, فيما عاب البعض الآخر علي الاستسلام وعدم اتخاذ خطوات جادة علي أرض الواقع لمنع أي ممارسات إعلامية تنتهك الدين الإسلامي. أما المجموعة الثانية فتضم بعض النشطاء الذين تداولوا أنباء تجديد الخطاب الديني في إطار بعض المقترحات التي يقدمونها للجهات المسئولة مؤكدين أن المسألة تتطلب تضافر جهود الأزهر والإعلام لتحديد الوجوه الإعلامية المتفق عليها حيث أشاروا لبعض الدعاة ووصفوهم بالمجددين الوسطيين. لتأتي المجموعة الثالثة والأخيرة في ذيل القائمة علي صفحات الإخوان من خلال مجموعة من المستخدمين الذين يخلطون بين الإخوان والدين, ويرون أن أي خطوة تتم حاليا ضد الدين حيث استخدم بعضهم تعبير ثورة ضد الدين وليس للدين, وأكد آخرون أن التجديد يستهدف التبديد, فيما سخر فريق ثالث قائلين إنهم يتبعون دين جديد. ///////////////////////// في تحليل نفسي للشعب المتدين بطبعه د. نادر قاسم: الوازع الديني يتشكل مع الشخصية المصرية.. ونسبة كبيرة تعاني الأمية الدينية ينبغي تأهيل الدعاة نفسيا وتربويا لأننا نقدس من يعتلي المنبر.. و أقول لعالم الدين: انت في إيدك حاجة يا تطلع الناس السما يا تنزلهم أسفل سافلين /////////////////// .. والإعلام متهم حتي تثبت براءته د. بركات عبد العزيز: تجديد الخطاب الديني يستلزم تفعيل الرقابة من خلال مواثيق شرف للقنوات الخاصة قبل الحكومية هناك علماء ليسوا علي مستوي الثقة للحديث التليفزيوني.. ويحكمهم الجهل أو المصالح الشخصية فتاوي مثيرة للجدل, وآراء تتحدث عن نفسها كحقائق مؤكدة لا تقبل احتمالات الصواب والخطأ, وانتقاء بعض النصوص دون غيرها, وبرامج تليفزيونية ترد علي بعضها البعض دون مواجهة مباشرة.. هذا هو ملخص ما يحدث علي الساحة الإعلامية الآن بخصوص الأمور الدينية التي أصبحت مادة دسمة لبعض البرامج. قال عنها البعض فوضي وأطلق عليها آخرون حرية, ما بين هذا وذاك يقف الدين كمادة مستهلكة يستغلها الطرفان في منابر إعلامية يديرونها دون تدخل أو رقابة, علامات استفهام عديدة تثيرها مسألة تجديد الخطاب الديني كلما تم الدعوة إليها خاصة وأن الأداة الإعلامية تتحكم بشكل كبير في آليات ودور وتأثير الخطاب الديني.. يقول الدكتور بركات عبد العزيز- أستاذ الإعلام ووكيل الكلية للدراسات العليا ومدير مركز الإعلام والرأي العام بجامعة القاهرة أنه لا يوجد ما يسمي بالإعلام الديني, ولكن قد يطلقه البعض كمصطلح غير دقيق علي القنوات التي أنشئت خصيصا لهذا الهدف مثلما هو الحال مع أي قناة متخصصة في مجال ما, لذلك فإنه قد يندرج تحت تلك الممارسات المعنية بالدين بشكل مباشر رغم أن القنوات الدينية لا تنفصل عن الحياة بل تناقش قضايا عديدة ذات أبعاد دنيوية ودينية معا, ويري ضرورة أن تكون لدي القنوات المتنوعة وجود المادة الدينية بشكل ثابت شرط مراعاة الجمهور المستهدف والتوقيت المناسب للعرض. ليؤكد عبد العزيز أن هذا لا يعني أن تترك الأمور الدينية والفقهية بشكل أكثر تحديدا في أيدي غير المتخصصين, واصفا إياهم بأنهم أساس البلاء مشيرا إلي بعض الإعلاميين ومقدمي البرامج الذين يتخذون من الدين مادة أساسية لبرامجهم التي لا علاقة لها بمحتوي البرامج الدينية بل هي مجرد برامج توك شو. ويتساءل: ألا يكفينا بعض المتخصصين من رجال الدين الذين يشتتون المشاهدين بسبب الاختلاف بين الرأي ونقيضه في مناسبات مختلفة والتناقض بين الأقوال والأفعال وبعض المهاترات الدعوية كبعض الفتاوي المثيرة للجدل علي حد قوله حتي يظهر لنا غير المتخصصين في دور المفتي ورجل الدين الذي يجيز وينهي ؟!, ليرد عبد العزيز مؤكدا أن المشاهدين وصلوا لدرجة من النضج يستطيعون معها أن يلفظوا هذه الممارسات ويرفضونها ويكشفون حالة الفصام التي تلازم بعض الدعاة, ولكن هناك فئات بسيطة قد تتشكك أو تتأثر وأحيانا تنفر من الدين. ويشير إلي أن مواقف الدعاة وظهورهم علي شاشات التليفزيون محسوب عليهم ويجعل البعض في حالة عدم ثبات رؤيتهم أو أقوالهم إلي عدم تصديقهم وفقدان الثقة في حديثهم أيا كان خاصة أصحاب الآراء الشاذة الغريبة هواة الشهرة علي حد وصفه. وينتقد عدم الرقابة علي ضيوف الفضائيات المتحدثين في المسائل الدينية حتي وإن كانوا ينتمون للأزهر أو الأوقاف قائلا للأسف نسبة كبيرة من مؤيدي جماعات التطرف والتشدد يخرج من بين دارسي الشريعة والعلوم الدينية ولكن يضل طريقه أو لا يقتنع بالمنهج الوسطي ويحاول أو يمرر أفكاره لمن حوله وهو من وجهة نظري انفصام بين القول والفعل. ويشدد علي ضرورة ترك الأمور الفقهية للمتخصصين من رجال الدين أما الأمور الدينية العامة يمكن لأي إعلامي الحديث فيها والاستشهاد بها طالما لن يثير حديثه فتنة أو يتسبب في التضليل, وضرب مثلا بطبيب يشرح الإعجاز العلمي في القرآن الكريم فهو بذلك يتحدث في إطار تخصصه ويفسر من القرآن ما يستطيع تفسيره فقط إنما لا يفتي أو يشرح في غير تخصصه. ويؤكد عبد العزيز أن الشخصية المصرية تلفظ بطبيعتها الإلحاد والتشدد وبالتالي فإن المشاهد لن يستمع لأي حديث تليفزيوني يحتوي علي ذلك وإن تابعها سيكون بدافع السخرية أو التهكم ولن يشكل في مجري حياتهم أي اختلاف, خاصة وأنهم يعلمون أن معظم القنوات التي تعرض هذه المواد تكون بهدف الإثارة وفرض حالة من الجدل يذكر معها اسم القناة والبرنامج قدر الإمكان, والأمر نفسه ينطبق علي الجانب الآخر الخاص بالتشدد الفكري حيث تستضيف بعض القنوات أصحاب الأفكار المتطرفة أو الغريبة لزيادة نسبة المشاهدة, وفي الحالتين لا يخرج الأمر برمته عن المصالح الشخصية أو الجهل. ويوضح أن الحديث عن الخطاب الديني يستلزم تحديد شكل الخطاب المطلوب أولا وضمان اعتداله ثم وضع مواثيق شرف ملزمة يضمن تنفيذها القانون وكذلك يعاقب علي عدم تنفيذها حتي يتم إحكام السيطرة عليها سواء كانت قنوات حكومية أو خاصة لأنها بدأت بموجب تصريح من سلطات الدولة أي أنها لابد ألا تخرج عن سيطرتها بعد إنطلاقها خاصة إذا كانت تعرض مادة مثيرة للفتنة كالتي نراها في بعض القنوات, علاوة علي إلزام الإعلاميين بعدم التطرق للأمور الدينية الفقهية لأنها في غير مجاله, قائلا: لا يجوز أن يكون الدين رهن المنافع الخاصة أو توجهات مالك القناة أو تحقيق شهرة مفاجئة ويؤكد عبد العزيز أن تجديد الخطاب الديني التليفزيوني بشكل خاص ضرورة ملحة لأنه يصل لشرائح كبيرة من الناس داخل منازلهم لذلك لا ينبغي أن يروج أحدهم لأفكار غامضة أو غريبة وينسبها للإسلام دون التأكد من أهل العلم.