علي عكس المأمول منها, جاءت مبادرة مشروعك للمشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر لتضع شروطا شبه تعجيزية للشباب في أسوان, حيث اصطدم المتقدمون للحصول علي أي من هذه المشروعات بالاشتراطات البنكية الخاصة بتمويلها مما جعل معظمهم يعزفون عن الدخول في هذه المخاطرة. وعلي الرغم من أنوزارة التنمية المحلية التي تتبني هذه المبادرة قد أعلنت عن أن القروض التي ستقدمها البنوك ستبدأ من25 ألفوحتي مليوني جنيهبشروط ميسرة, إلا أن الواقع جاء علي خلاف ذلك حيث ستصل فائدة القرض الواحد إلي نحو5,13% وهو أمر بالغ الصعوبة ولا يتحمله شاب مقدم علي حياة عملية جديدة بعيدا عن الوظيفة الميري. في داخل فرع المشروع القومي للتنمية المجتمعية والبشرية المحلية الذي تم افتتاحه كأول فرع للمبادرةفي الصعيد, حكيأحمد صالح مكي تجربته قائلا:إنه كان يعمل في مجال السياحة التي توقفت حركتها تماما في أسوان منذ ثورة يناير, وعندما سمععن هذه المبادرة استبشر مع الشبابخيرا وتوقعأن تساندالدولة هؤلاء الشبابمن خلال تيسير الإجراءات حتي يبدأونمرحلة جديدة من العمل,ولكن للأسففوجئنا بأن المطلوب من كل شاب أن يكون لديه محلا تجاريا خاصا بمشروعه الذي لم يبدأ بعدكما فوجئنا بأن القرض الذي سيحصل عليه الشاب المتقدم وليكن50 ألف جنيه سيتم خصم5 آلاف جنيه منه قبل بدء المشروع بالإضافة إلي أنه سيصل إلي80 ألف جنيه خلال مدته التي تصل إلي60 شهرا, فمن أين لشاب في مقتبل حياته أن يكون لديه محلا من الأساس؟! وطالب مكي بأن يكون لأبناء أسوان خصوصية متفردة في هذه المبادرة باعتبار أن90% من العاملين في مجال السياحة قد تضرروا من توقفها علي مدي4 سنوات ويعانون أشد المعاناة, بالإضافة إلي أن نسبة البطالة في المحافظة تعد هيالأعلي بين محافظات الجمهورية. ويتدخل محمد عبد المنعم حاصل علي بكالوريوس السياحة والفنادق قسم مخبوزات قائلا أنه قرأ تصريحات للمسئولين في أسوان بأنه سيتم تخصيص بعض الأماكن للشباب في مناطق مميزة لبعض المشروعات فتوجه إلي مقرالمشروع ليصطدمبالشروط التعجيزية القاسيةالتي تفوق قدرات كل شاب, وكأن هذا المشروع قد خصص للمشروعات القائمة فعليا وليس للشباب. وطالب عبدالمنعم بأن تكون هناك مرونة في التعامل مع الشباب من خلالتيسير الإجراءات وإلغاء تدخل البنوك للتعامل مع الشباب مباشرة, علي أن تتولي المحافظة هذا الأمر مقابل الضمانات الكافية وبحيث تبدأ مرحلة سداد الأقساط الشهرية بعد مرور فترة معينة تكون كفيلة بأن تقف المشروعات علي أرض صلبة حتي يلتزم المنتفع بسداد ماعليه من مستحقات. من جانبه أوضح محمد الحسيني مدير إدارة تشغيل الشباب بالمحافظة بأن مشروعات المبادرة مفتوحة للجميع دون التقيد بسن محددة, وقال إن التمويل البنكي لاغني عنه حيث إن هناك بروتوكولا موقعا مابين وزارة التنمية المحلية وعدد من البنوك في هذا الشأن,وبطبيعة الحال فإن القروض البنكية تخضع لإجراءات محددة لضمان الجدية. وأضاف الحسيني بأن جميع دراسات الجدوي للمشروعات معدة وجاهزة, مشيرا إلي أن المبادرة تختلف شكلا وموضوعا عن المشروعات التي يمولها الصندوق الإجتماعي الذي يساهم بنحو60% فقط في تمويل مشروعاته فيما تتولي المبادرة تمويل أي مشروع بالكامل. ودعا مدير إدارة تشغيل الشباب بمحافظة أسوان الراغبين في الحصول علي أي مشروع للإقدام بجرأة ودون خوف علي هذه المبادرةللعمل تحت مظلتهاالتي تعد الأولي من نوعها من حيث فكرةتبني الدولة لها. أما المحافظ اللواء مصطفي يسري فقد أكد أن مبادرة مشروعك تعد واحدة من المشروعاتالقوميةالكبيرة التيتهدفإلي تحقيق تنمية مجتمعية في جميع محافظات ومراكز وقري ونجوع مصر من خلال خلق فرص عمل وتشغيل لجميع المواطنين خاصة الشباب والمرأة, وذلكمن خلال منحهم قروضا ميسرة لإنشاء مشروعات صغيرة أو متناهية الصغر في جميع المجالات سواء كانت صناعية أو زراعية أو سياحية. وأشار المحافظ إليأن هذه المشروعات يتم تنفيذها بالتعاون بين وزارة التنمية المحلية والبنوك المصرية, حيث يقومفرع أسوانبتلقي طلبات الشباب في جميع مقرات الوحدات المحلية وفحصها وتحديد نوعيتها, وذلك بالتوازي مع قيام البنوك المشاركة في المشروع بإعداد دراسات الجدوي للمشروعات المقدمة وتوفير قروض ميسرةتبدأ من25 ألفاوحتي2 مليون جنيه ضمن3 مليارات جنيهتمرصدها للمرحلة الأولي من المبادرةعلي مستوي محافظات الصعيد. وشددالمحافظ مصطفي يسري علي المشاركين في المبادرة بضرورةتبسيط الإجراءات علي الشباب معسرعة التعامل معهموإنهاء الإجراءات بعيدا عن التعقيدات الروتينية, لفتح الباب أمام تنفيذ أكبر عدد من هذه المشروعات التي ستساهم في خفض نسب البطالة والفقر بالمحافظة, وقال يسري إن مبادرةمشروعك تعتمد أساساعلي ترسيخ مبدأ التنمية بالمشاركة بين المواطنينوالدولة عن طريق إتاحة الفرصة لمشاركة الأفراد والمجتمع المدني فيها, وذلكلتحديد احتياجات كلمجتمعمحيط وأولوياتهسواء الاجتماعية أو الإقتصادية للعمل عليكيفية تحقيقها.