لم يكن بالإمكان أفضل مما كان.... هذا ملخص ما يمكن رصده عن مباراة منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم الودية مع منتخب غينيا الاستوائية في بداية ولاية الأرجنتيني هيكتور كوبر مع الكرة المصرية, وذلك بعد أن استطاع الجهاز الفني التعرف علي أرض الواقع علي إمكانات معظم العناصر المتوقع لها دور مع الفراعنة في المستقبل القريب, بالإضافة للخروج فائزا بهدفين نظيفين من المؤكد أنهما سيدفعان بالمنتخب الوطني للتقدم أكثر من مركز في تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم, الأمر الذي من شأنه أن يضع الفراعنة تصنيفا ثانيا وليس ثالثا في قرعة التصفيات الإفريقية المؤهلة لنهائيات كأس الأمم الإفريقية المقبلة بالجزائر.2017 فبعيدا عن أن المستوي الفني والخططي لمنتخبنا الوطني لا يمنحنا أي أمل في مستقبل أفضل للفراعنة, عن الذي كانوا عليه خلال ولاية شوقي غريب السابقة والتي كانت نتاجها ما وصلنا إليه في تصنيف الفيفا والتراجع أمام منتخبات القارة السمراء, ولعل هذا أمر طبيعي لأن الجهاز الفني الحالي تسلم المهمة من أسبوعين ولم تكن أمامه الفرصة لاختيار عناصر هذا المعسكر المغلق, والذي انتهي بلقاء غينيا الاستوائية الودي, تاركا الأمر برمته لأسامة نبيه المدرب المساعد, فإن أهداف هيكتور كوبر تحققت علي أرض الواقع بعد مواجهة منتخب أقل ما يقال عنه بأنه منتخب مزعج يملك مقومات الأداء الجيد دفاعا وهجوما وكذا القدرات البدنية التي تساعده علي الأداء بكل قوة حتي الدقيقة الأخيرة من المباراة, ولعل هذا كان السبب المباشر في تأخر تحقيق منتخبنا الوطني للفوز من خلال هدفي باسم مرسي ومحمود حسن تريزيجيه اللذين تم تسجيلهما في الدقيقتين86 و90 من اللقاء الذي أداره الحكم الدولي المصري محمود البنا, وظهر خلاله بشكل جيد للغاية رغم أنه هو الآخر بات له أكثر من شهر بعيدا عن الاحتكاك لإيقاف النشاط المحلي في مصر. تشكيل المنتخب الوطني في بداية اللقاء وكذا التغييرات التي قام بها الجهاز الفني خلال أحداث الشوط الثاني كشفا أن الخواجة كوبر لديه ثقة كبيرة علي الأقل في الوقت الحالي في اللاعبين المحترفين في الأندية الأوروبية بعيدا عن مستواهم أو الفرق التي يلعبون باسمها أو حتي عنصر المشاركة بشكل دائم أو الجلوس بشكل مستمر علي دكة البدلاء, فالبداية ضمت كل العناصر المحترفة أوروبيا بل إن التغييرات خلال أحداث الشوط الثاني كانت تقترب أكثر من اللاعبين المحليين الذين كانوا في بداية اللقاء. أحداث المباراة لا تخرج عن محاولات دائمة من منتخبنا الوطني لتهديد مرمي منتخب غينيا الاستوائية وتحقيق التقدم مبكرا من خلال أداء أقل ما يقال عنه أنه عشوائي يميل من بعض اللاعبين للاستعراض من باب أن المنافس في لقاء الأمس ليس من المنتخبات المرعبة علي مستوي قارة إفريقيا, حتي إن المركز الرابع الذي حصل عليه في منافسات بطولة كأس الأمم الإفريقية الأخيرة كان من باب المجاملة التحكيمية في لقاء دور الثمانية أمام تونس. في المقابل كان أداء منتخب غينيا الاستوائية كما هو متوقع يميل إلي الالتزام الدفاعي من وسط الملعب مع الاعتماد هجوميا علي الهجمات المرتدة للتسجيل في مرمي المنتخب الوطني. الفرص التي أتيحت للمنتخب الوطني طوال شوطي المباراة لم يكن الكثير منها من جمل تكتيكية بل كانت من مهارات فردية وتحركات واعية بدون كرة لبعض اللاعبين والتي كان أخطرها انفراد محمد صلاح في الشوط الثاني والتسديد في قدم الحارس. لعل أهم ما يحسب للمنتخب الوطني في مباراة الأمس أنها شهدت للمرة الأولي كيفية الاستفادة من قدرات أحمد المحمدي لاعب هال سيتي في الجبهة اليمني مع وجود حازم إمام لاعب الزمالك, حيث لعب الثنائي معا بشكل جيد حتي استبدال المحمدي في الشوط الثاني. أضف إلي ذلك المستوي الجيد لعدد من اللاعبين أبرزهم صالح جمعة رغم الوقت القليل الذي لعبه والذي كانت مهاراته السبب المباشر في تسجيل منتخبنا الوطني لهدفا الفوز, هذا بالإضافة لنجم اللقاء محمود حسن تريزيجيه وباسم مرسي. وأخيرا فقد كشفت المباراة عن أن الجهاز الفني للمنتخب الوطني بقيادة الأرجنتيني هيكتور كوبر يعمل بجدية من أول يوم ورغم ظروف البداية حيث وضح اختلاف طرق الأداء لمنتخبنا الوطني خلال شوطي المباراة ومجموعات الأداء الهجومية وكيفية خلق المساحات في منطقة الأداء الهجومي لمنتخبنا الوطني.