لا شك أننا ننسي الكثير من منهج النبي صلي الله عليه وسلم في تعامله مع الأحداث ونظرا للظروف التي تمر بها البلاد خاصة في استهداف الفئات الضالة للجنود والضباط من الجيش والشرطة المصرية ومحاولات أفراد عصابات الجماعات الإرهابية الاعتداء شبه اليومي علي الجنود والضباط المصريين, والغريب أنهم يفعلون ذلك باسم الدين ويظنون أنهم علي طريق الحق, فلننظر معا إلي منهج النبي صلي الله عليه وسلم كيف كان يفعل حين يعتدي علي جندي واحد, ومن ناحية أخري ماذا فعل النبي صلي الله عليه وسلم حين ذبح وقتل بعض أتباعه, وسنضرب مجموعة من الأمثلة لأفعال النبي صلي الله عليه وسلم في مثل هذه الأحداث لنري أن النبي صلي الله عليه وسلم شن الحرب من أجل جندي وشن الحرب أيضا من أجل ذبح بعض أتباعه. المثال الأول: قصة العرنيين وهي أن مجموعة من قبيلة عرينة أتت النبي صلي الله عليه وسلم فأسلموا بين يديه وأمر النبي صلي الله عليه وسلم من يعلمهم أمور دينهم ثم بعد ذلك اشتكوا للنبي النبي صلي الله عليه وسلم من أوجاع في بطونهم فأمرهم النبي صلي الله عليه وسلم أن يشربوا من ألبان الإبل, وأبوالها من إبل الصدقة وبعد أن شفوا قتلوا الجندي الذي كان يحرس إبل الصدقة وسرقوا الإبل فلما علم النبي صلي الله عليه وسلم ذلك في الصباح أمر سرية من الجنود أن تذهب خلفهم وتأتي بهم فذهبت السرية وقبضت عليهم وأحضرتهم إلي النبي صلي الله عليه وسلم فأمر النبي صلي الله عليه وسلم فورا: أن يصلبوا وتثمل أعينهم وتقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف وتم التنفيذ فورا وهذا هو حكم النبي صلي الله عليه وسلم فيمن يعتدي علي جندي أو ضابط, فهل نحن نفعل كما كان يفعل النبي صلي الله عليه وسلم فيمن يعتدي علي ضابط أو جندي أم أننا نحاكمهم أشهر وسنوات بسبب قانون الإجراءات الجنائية الجاسم فوق صدورنا ويسبب هذا القانون بإجراءاته في بطء القصاص ممن يستحلون دماء جنودنا. ولتنظر معي أخي القارئ لملابسات هذه القصة وهي أن هؤلاء العرنيين يعدون صحابة لأنهم أسلموا بين يدي النبي صلي الله عليه وسلم ورأوا النبي صلي الله عليه وسلم وتلك شروط الصحبة ثم فعلوا ما فعلوا فكان حكم النبي صلي الله عليه وسلم عليهم بهذا الحكم الصارم ليبين للأمة من بعده أن الاعتداء علي حماة الأوطان عقوبته من أغلظ العقوبات فلماذا لا تطبق الدولة علي أدعياء الدين الذين يعتدون علي جنودنا وضباطنا ذلك ؟. المثال الثاني: نعلم جميعا قصة صلح الحديبية بين النبي صلي الله عليه وسلم وقريش ومن شروط هذا الصلح أن القبائل التي أسلمت لا يجوز الاعتداء عليها ومن هذه القبائل قبيلة خزاعة ولم يمض عام حتي اعتدت مجموعة قريش علي عدد من أهل خزاعة قتلوا البعض منهم وذبحوا البعض الآخر فلما علم النبي صلي الله عليه وسلم بذلك أمر بتجهيز الجيش وكان فتح مكة فمن أجل مجموعة من حلفاء النبي صلي الله عليه وسلم قتلوا وذبحوا فخرج الجيش الإسلامي كاملا لمعاقبة قريش وكان فتح مكة. وهناك أمثلة أخري كثيرة لا يتسع المقام لذكرها ولكن علينا أن ندرك حقيقة منهج النبي صلي الله عليه وسلم في تعامله مع من يعتدي علي حماة الأوطان أو أفراد المجتمع. ومن ناحية أخري: فإن عتابي في الأساس علي وزراء التعليم في مصر كيف أهملوا تعليم الأطفال في المدارس والطلاب في الجامعات قيمة الجندي وشرف الانتماء لحماة الأوطان فهل يوجد في مناهج التعليم شئ يذكر عن قيمة الجندي والضابط وهم حماة الأوطان, فالواجب علينا أن نزرع ذلك في عقول أطفالنا وطلابنا وعلي أئمة المساجد والكنائس أن يزرعوا قيمة وشرف الانتماء لحماة الأوطان, فهل نري ذلك يتحقق ؟. وللحديث بقية. بقلم: عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية بكفر الشيخ سابقا