قال د. صلاح محمد محمود رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية: إن المعهد استعد لرصد أول كسوف للشمس في العام الميلادي الحالي, والذي سيحدث اليوم بصورة جزئية ويبدأ في شمال الجزائر وينتهي في شمال غرب الصين, وتشاهده مدينة القاهرة من الساعة التاسعة ودقيقتين صباحاوحتي الساعة الثانية عشرة و6 دقائق ظهرا بالتوقيت المحلي, وستكون ذروته في العاشرة و31 دقيقة, حيث سيحجب القمر55% من الشمس. وأضاف محمود أن هذا الكسوف سيكون الوحيد الذي ستتمكن من مشاهدته مصر والدول العربية خلال العام الجديد, إذ إن الكسوفات الثلاثة الأخري التي ستحدث علي مدي العام الحالي ستكون غير مرئية في الدول العربية. وحذر محمود: المواطنين من النظر إلي قرص الشمس مباشرة وقت حدوث الكسوف الجزئي للشمس, حيث يتسبب النظر إليه في إحداث أضرار بالعين قد تصل إلي درجة العمي المؤقت. وقال محمود إن الكسوف سيبدأ عامة في شمال الجزائر عند الساعة السادسة و40 دقيقة و11 ثانية صباحا بالتوقيت العالمي, وستكون فرصة جيدة لتصويره أثناء شروق الشمس في مدن غرب أوروبا مثل مدريد وباريس ولندن وكوبنهاجن, وتبلغ أكبر نسبة للكسوف في شمال السويد في الساعة8 و5 دقائق و35 ثانية صباحا بالتوقيت العالمي, حيث تصل إلي85.8% وينتهي الكسوف عند الساعة11 و54 ثانية صباحا بالتوقيت العالمي في شمال غرب الصين. وينظم مركز القبة السماوية العلمي بمكتبة الإسكندرية رصدا لكسوف الشمس من ساحة الحضارات بالمكتبة( البلازا) للطلبة وكل المهتمين بالظواهر الفلكية, وذلك في تمام الساعة الثامنة والنصف صباحا, وحتي الساعة الثانية عشرة ظهرا. ويمكن للجمهور مشاهدة هذه الظاهرة من خلال أجهزة خاصة برصدالشمس وبمساعدة فلكيين متخصصين وبإشراف فلكيين متخصصين من المركز. وتعقب ذلك محاضرة يلقيها الفلكي أيمن إبراهيم لطلاب المدارس بعنوان كسوف الشمس والقمر, وذلك بقاعة المحاضرات بمركز المؤتمرات بالمكتبة, ويعرض فيها حقائق مذهلة حول الكسوف وخواص الشمس والقمر. وأوضح رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية أن ظاهرة الكسوف تحدث نهاية الشهر الهجري وعند اقترانه بالشهر الهجري الجديد, موضحا أن ذلك يعني حدوث الكسوف عادة حينما يكون القمر أثناء دورته الشهرية حول الأرض في طور المحاق في نهاية الشهر القمري, وقبل ولادة الهلال الجديد مباشرة, حيث يقع القمر بين الأرض والشمس علي خط الاقتران وهو الخط الواصل بين مركزي الأرض والشمس. علي صعيد متصل, دعت مبادرة العلم والمجتمع وبرنامج التوعية العلمية وخدمة المجتمع بكلية العلوم والهندسة وقسم الفيزياء بالجامعة الأمريكيةبالقاهرة طلاب المدارس والجامعات وأفراد المجتمع لمشاهدة الكسوف بمقر الجامعة بالتحرير, وذلك من خلال نظارات وأجهزة فلكية خاصة برصد الشمس تتضمن تلسكوبا متطورا يتيح رؤية سطح الشمس مباشرة ومتابعة الانفجارات والتوهجات الشمسية وذلك تحت إشراف أعضاء هيئة التدريس بالجامعة. يشهد الاحتفالية د. مدحت هارون المدير الجديد للجامعة الأمريكية وتتخلل رصد الكسوف محاضرة عامة للدكتور علاء إبراهيم, أستاذ مساعد فيزياء الفضاء بالجامعة وعرض لأفلام علمية حول الشمس والمجموعة الشمسية بقاعة إيوارت وتجارب علمية ترفيهية بمعمل المسرح. وأكد د. علاء إبراهيم أستاذ مساعد فيزياء الفضاء بالجامعة عدم وجود أي تأثير ضار علي الأرض أو الإنسان من هذه الظاهرة, وأنه يجب عدم النظر مباشرة للشمس خلال الكسوف إلا من خلال النظارات الخاصة, وأن كسوف الشمس فرصة مهمة لدراسة الشمس ولفهم الكون, مدللا علي ذلك بالكسوف الكلي عام1919 الذي أثبت صحة نظرية النسبية العامة لأينيشتين والتي يتم الاعتماد علي نتائجها اليوم في التطبيقات التكنولوجية الحديثة مثل استخدامنا لأجهزة تحديد المواقع والملاحة.