بعد مرور أقل من شهر علي اتهام الرئيس الشرفي لمجلس العلاقات الخارجية ليسلي جليب للرئيس الأمريكي باراك أوباما بالفشل في إدارة الملف القومي الأمريكي وأن أوباما وإدارته يفتقدون الحكمة والحنكة الضروريتين لإدارة شئون البلاد, أصدر مركز هريتاج فونديشن للأبحاث الإستراتيجية تقريرا أشار فيه إلي عدم جاهزية الولاياتالمتحدةالأمريكية لخوض أكثر من حربين في آن واحد لضعف قدرتها العسكرية خلال السنوات القليلة الماضية. وأشار التقرير, الذي جاء تحت عنوان مؤشر القوة العسكرية الأمريكية لعام2015, إلي أن الجيش الأمريكي لن يكون له أي وزن حال نشوب حرب متعددة الأطراف, وأن استعدادات الجيش الأمريكي لا ترتقي إلي المستوي الذي يمكنها من فتح أكثر من جبهة, بعد أن كانت نموذجا للعديد من بلدان العالم منذ الحرب الباردة. وأشار معدو التقرير إلي أن الولاياتالمتحدة اعتادت علي شن حملة عسكرية كبري كل15 أو20 عاما, وأن تسليحها يفوق تسليح بلدان العالم مجتمعة, وهو ما مكنها من إحراز انتصار بعد آخر. ولأن دوام الحال من المحال, فقد اضطرت الولاياتالمتحدة,خلال السنوات القليلة الماضية, إلي تقليص مخصصاتها الدفاعية, مما أدي إلي إضعاف وجودها العسكري في العديد من مناطق العالم, حيث يتم الآن الاعتماد علي أسلحة وعتاد متهالكة وتم إرجاء صيانة وتحديث العديد منها وجميعها في الخدمة وليست في المخازن, أو بمعني آخر يعتمد عليها الجنود الأمريكيون في عملياتهم الخارجية حاليا, حسبما جاء في التقرير. وأوضح معدو التقرير أن الترسانة النووية الأمريكية لم يتم تحديثها وأن سلاح المشاة يقتصر علي اثني عشر لواء عسكريا, بينما كانت مكونة من خمسة وأربعين لواء عام2010, وتخفيض عدد الجنود من520 الف جندي إلي450 بحلول عام2019, وفيما يتعلق بالقوات البحرية, فسوف يتم تخفيض عدد الجنود من190 ألفا إلي182 الفا فقد كانت مؤلفة من أربعة وعشرين سفينة, وهي أقل مما طلبته القيادة البحرية عام2013, ومن المنتظر أن تخفض هذه القوات عدد جنودها بنسبة(8%) خلال العامين المقبلين. وقدر خبراء المركز الأمريكي أن الإنفاق العسكري الأمريكي الحالي هو بمثابة حد الكفاف الذي يكفي فقط لتغطية الاحتياجات الحيوية للجيش الأمريكي, وأن مستوي وحجم قوات الجيش يتأكل وقت الأزمات التي تحدث خاصة في إيران والصين وكوريا الشمالية وروسيا والشرق الأوسط. وانتهي التقرير إلي انه إذا ما واصل البنتاجون سياسته التقشفية فإنه في غضون عشرة أعوام سيكون البنتاجون في حاجة إلي مئات المليارات من الدولارات. وقد حذر معهد بروكينجز من الانخراط في تقليص عدد الجيش الأمريكي أو ميزانيته لأن المرحلة المقبلة قد تستدعي تدخل الجيش الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط وبالتحديد منطقة الخليج. لقد اعتاد البنتاجون أن يدعم ميزانيته العسكرية خلال السبعين عاما الماضية, فيما عدا الفترة من عام1991 وحتي1995, وهي الفترة التي غزت فيها واشنطن العالم اقتصاديا, و حقيقة الأمر انه كلما عززت واشنطن ميزانيتها العسكرية قلت قدرتها وكفاءتها القتالية, ولم ينجح أحد في إعادة الأمور إلي نصابها, سواء كان دونالد رامسفيلد أو تشاك هيجل.