لا شك أن أحد أهم عناصر قوة الدولة وسيادتها تتبع من توفير القوة العسكرية الرادعة والقادرة ومواكبة أحدث ما أنتجته التكنولوجيا العسكرية. وبالنسبة لمصر بتاريخها وموقعها وحجم التحديات على حدودها المختلفة بالإضافة لمواجهتها الإرهاب الآن، فإن جاهزية قواتنا المسلحة تأتى فى المقام الأول ضمن أولويات الدولة. وأهم عناصر هذه الجاهزية هى توفير جميع أنواع الأسلحة والمعدات التى تحتاجها قواتنا المسلحة فى التوقيت التى تريده مع توفير قطع الغيار اللازمة لهذه الأسلحة والمعدات وعدم الخضوع لإبتزاز أى دولة تحتكر تصدير السلاح لنا وتصبح إرادتنا مرهونة بمدى استجابتها لتوريد الأسلحة التى نريد الحصول عليها. وهما نبرز أهمية الجهود الجبارة التى بذلها الرئيس السيسى لكسر احتكار الولاياتالمتحدة تصدير الأسلحة لمصر ولاسيما بعد مواقفها المخزية منذ ثورة 30 يونيو وحتى الآن ووقوفها إلى جانب جماعة الإخوان الإرهابية بل ودعمها الواضح الإرهاب فى مصر عن طريق منع تزويد قواتنا المسلحة بالمعدات والأسلحة والأجهزة اللازمة لمواجهة الإرهاب وما حدث مع طائرات الأباتشى خير مثال السيسى قرر ألا تخضع مصر وقواتها المسلحة لابتزاز أى دولة مهما كانت ووضع خطته لتنويع مصادر السلاح حتى تبقى لمصر الحرية الكاملة فى الحصول على أحدث الأسلحة التى تحتاجها من أى مكان فى العالم بما يحقق مصلحة الوطن ومصلحة القوات المسلحة. ومن هنا جاءت تحركات السيسى لإعادة بناء العلاقات المصرية الروسية وهى علاقات تاريخية عميقة شهدت فى الخمسينيات والستينيات أفضل تعاون عسكرى بين البلدين حصلت مصر خلالها على أحدث ما فى الترسانة العسكرية السوفيتية من أسلحة وطائرات ومنظومات الدفاع الجوى التى أهلت قواتنا المسلحة لبناء حائط الصواريخ على امتداد قناة السويس قبل حرب أكتوبر والذى كان أحد أسباب نصر أكتوبر بما شكله من تهديد لسلاح الطيران الصهيونى. ورغم أنه لم يعلن رسميا عن تفاصيل محددة لصفقات أسلحة روسية لمصر إلا أنها لاشك سوف تشمل أحدث ما أنتجته التكنولوجيا الروسية سواء فى الطائرات المقاتلة أو الطائرات الهليكوبتر الهجومية التى تستخدم فى مواجهة الإرهاب بسيناء، بالإضافة لمنظومة الدفاع الجوى الروسى الشهيرة والصواريخ أرض أرض. ولا يقل أهمية عن الصفقة الروسية ما تم الإعلان عنه من صفقة الطائرات والأسلحة الفرنسية والتى تتجاوز 5 مليارات يورو، وتشمل الصفقة 24 طائرة مقاتلة من طراز رافال وهى أحدث طائرة فى الترسانة العسكرية الأوروبية، هذه الصفقة بالإضافة لأهميتها العسكرية لها مغزى سياسى وإستراتيجى لمن يهمه الأمر بأن مصر سوف تسعى لتحقيق مصالحها والحصول على ما تريده من سلاح ومعدات من أى مكان فى العالم ولن تخضع لابتزاز طرف بعينه. وهذا لا يعنى تحديا لدولة بعينها أو إعلانا لمقاطعة التعاون العسكرى مع الولاياتالمتحدة ولكن هو مجرد ممارسة حق مصر فى الحصول على كل ما تريده من سلاح يمكنها من الحفاظ على التوازن العسكرى والإستراتيجى بالمنطقة ومواجهة الإرهاب فى سيناء وعلى الحدود الغربية. والمغزى الذى لا يقل أهمية فى التعاون العسكرى بين مصر وروسيا وفرنسا أن مصر بعد ثورتها العظيمة فى 30 يونيو تعطى وضعا خاصا للدول التى وقفت معها فى حربها ضد الإرهاب وضد الجماعات التكفيرية المسلحة المرتبطة بجماعة الإخوان الإرهابية فى الوقت الذى تأمل فيه أن تراجع بعض الدول- وفى مقدمتها الولاياتالمتحدة- مواقفها المخزية وتعيد النظر فى سياساتها المعادية لإرادة الشعب المصرى الذى فرضها فى 30 يونيو.