نعيش قمة التناقض. حيث أقوالنا فى وادٍ وأفعالنا فى وادٍ آخر. وأصبحنا "أسطوات" كلام وكأننا نعيش فى مكمله والكل أصبح واعظا على طريقة الشيطان يعظ وأما أفعالنا الحميدة والطيبة فقليلة بالنسبة لكل منا وكما يقول المثل الشعبى اسمع كلامك أصدقك أشوف أمورك أستعجب وهذه الحقيقة أوضحها القرآن الكريم. قال تعالى كبر مقتاً عند الله أن تقولوا مالا تفعلون والقول مع الفعل يكون الناتج عملاً. ولذا ترى فى القرآن الكريم الذين آمنوا وعملوا الصالحات. ولذا يجب أن تكون أقوالنا متطابقة مع أفعالنا. - ودائما الأفعال أكثر تأثيراً من الأقوال. أى أن لغة الحال يكون لها بالغ الأثر فى الناس، وهو ما يعرف بالدعوة الصامتة التى انتشر بها الإسلام فى أرجاء الدنيا كلها. ولذلك قالوا عمل رجل يؤثر فى ألف رجل وقول ألف رجل لا يؤثر فى رجل . - والمسلم بتناقضه هذا كالحية التى تجلس على كنز لا هى استفادت منه ولا تركت غيره يستفيد. - هب أن إنسانا سمع عن الإسلام وعرف فضله. وأن الإيمان بضع وسبعون شعبة كما ورد فى الحديث الشريف. من تواضع وبر وصلة أرحام. وذكر ورحمة وصبر وحياء إلى آخر هذه الصفات الطيبة، التى يسألنا عنها ربنا تبارك وتعالى يوم القيامة، وطالب بأن يرى هذه الصفات فى حياة المسلمين قبل أن يشهر إسلامه. - فى أى مدينة أو قرية أو شارع وأوحى يمكن أن يراها. - ألم أقل لكم إن المسلمين هم الذين يصدون عن دين الله! ومن ثم وجب علينا الاهتمام بقلوبنا بتطهيرها من أمراضها وزيادة الإيمان بها، وكما يقولون تخليه من لا إله ثم تحليه بإلا الله كما نهتم بتحسين أحوالنا المعيشية. - ولذا قال الصحابة رضى الله عنهم تعلمنا الإيمان ثم تعلمنا القرآن فازددنا بالقرآن إيمانا . - والسؤال. ألسنا بمؤمنين؟ - والإجابة. أن هناك نوعين من الإيمان موجوداً ومطلوباً قال تعالى يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذى أنزل من قبل (135) النساء. - والسؤال. كيف يأمر الله تبارك وتعالى المؤمنين بأن يؤمنوا بالله ورسوله والكتاب الذى أنزل من قبل؟ - هب أن صديقاً لك سألك هل يوجد مال معك؟ الإجابة. نعم معى مبلغ مقداره مثلا مائة جنيه. السؤال. هل تستطيع أن تشترى بدلة قيمة بذات المبلغ؟ الإجابة. لا لأن المبلغ المطلوب للشراء (مثلا) ألف جنيه أى أن هناك مالا موجودا. وآخر مطلوبا. وإذا كان الإنسان وليد البيئة التى يعيش فيها كذلك قلب المؤمن حيث ينقص الإيمان ويزداد حسب البيئة التى يعيش فيها. حتى الصحابة رضى الله عنهم كانت قلوبهم تتأثر بذلك، وكما ورد عن سيدنا حنظله الأسيدى، وكان من كتاب النبى عليه الصلاة والسلام أنه مر بسيدنا أبى بكر رضى الله عنه وهو يبكى فسأله مالك حنظلة؟ قال، نافق حنظلة يا أبا بكر. وقال نكون عند رسول الله عليه الصلاة والسلام يذكرنا بالنار والجنة كأنه رأى عين فإذا رجعنا إلى الأزواج والضيعة نسينا كثيرا. قال سيدنا أبى بكر رضى الله عنه. فوالله إنا لكذلك. انطلق بنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلما رآه الرسول. قال مالك يا حنظلة. قال: نافق حنظلة يا رسول الله نكون عندك تذكرنا بالنار والجنة كأنه رأى عين. فإذا رجعنا عافسنا الأزواج والضيعة ونسينا كثيرا. فقال عليه الصلاة والسلام لو تدومون على الحال التى تقومون بها من عندى لصافحتكم الملائكة فى مجالسكم، وفى طرقكم وعلى فراشكم. ولكن يا حنظلة ساعة وساعة. - وإذا كانت الدنيا أثرت فى إيمان الصحابة رضى الله عنهم. - وماذا كان عندهم من متاعها؟ فما بالكم بقلوبنا؟ وعن مظاهر الدنيا التى نعيشها؟ - وقد ورد عن عبدالله بن رواحة رضى الله عنه. قال لصاحب له. تعال حتى نؤمن ساعة. قال أولسنا بمؤمنين؟ قال عبدالله بن رواحة: بلى ولكنا نذكر الله فنزداد إيمانا.