شهد عام2010 حركة مسرحية, تأثرت بالكثير من الأحداث الايجابية والسلبية, فخلال هذا العام تناوب علي رئاسة البيت الفني للمسرح ثلاث رؤساء حيث بدأ العام مع الفنان توفيق عبد الحميد الذي تقدم باستقالته وقرر الانسحاب بعد اصابته بأزمة صحية نتيجة للضغط والمعوقات الادارية التي واجهها في ادارته للبيت الفني, وتولي د.أشرف زكي الاشراف علي هيئة المسرح مرة اخري الي جانب رئاسته لقطاع الانتاج الثقافي في ذلك الوقت وخلال هذه الفترة قام بتعيين الفنان رياض الخولي مديرا للمسرح القومي, وبعد عدة أشهر قام اشرف زكي بترشيح الخولي لرئاسة البيت الفني للمسرح لدي وزير الثقافة فاروق حسني. ولم يقتصر التغيير علي رئاسة البيت الفني للمسرح فقط, وانما ايضا في ادارة المسارح فبعد استقالة الكاتب مدحت يوسف من ادارة المسرح الكوميدي بسبب الخلافات بينه وبين ابطال عرض' الناس بتحب كدة' للمخرج عصام السيد, انتقل الفنان محمد محمود من الطليعة الي الكوميدي وانتقل هشام عطوة من مسرح الشباب الي مسرح الطليعة, وتولي الفنان شادي سرور ادارة مسرح الشباب, ومن جانب اخر اعاد الفنان توفيق عبد الحميد- اثناء رئاسته للبيت الفني- فرقة' المسرح المتجول' للحياة مرة اخري واسند ادارتها للفنان عصام الشويخ, وقدمت الفرقة عرضين خلال عام2010 وهما' درب عسكر' لمحمود الزيات و'لسه في أمل' لعصام سعد. واعيد افتتاح مسرح الطليعة في مارس2010 بعد التجديدات التي استمرت لاكثر من عام اغلقت خلاله قاعات المسرح بينما قدمت الفرقة عروضا للمشاركة في المهرجان القومي للمسرح والتجريبي وهي' حمام روماني' لهشام جمعة و'ارض لاتنبت الزهور' لشادي سرور وافتتح العرضين قاعات المسرح بعد التجديد, بينما مر عام2010 ومازال المسرح القومي مغلقا بعد حادثة الحريق التي تعرض لها في سبتمبر2008 رغم الوعود المتكررة من وزير الثقافة فاروق حسني ورؤساء البيت الفني المتتالين واخرهم الفنان رياض الخولي بإعادة افتتاحه في خلال شهور تحولت الان الي سنوات, وحالة الانشاءات فيه لا توحي بانه من الممكن الانتهاء منه قريبا. وعلي الجانب الاخر يظل مسرح الهناجر مغلقا كذلك مع نهاية2010, رغم ان الشركة القائمة بالتجديدات وعدت د.هدي وصفي رئيسة مركز الهناجر للفنون بتسليمه في ديسمبر2010 الا انها عادت وأجلت الموعد الي مارس2011. من جانب اخر حرصت هدي وصفي علي استمرار نشاط مسرح الهناجر طوال فترة اغلاق المقر من خلال اقامة موسم مسرحي للفرق المستقلة سنويا وشهد عام2010 الموسم الثالث للمستقلين الذي اقيم علي مسرح روابط وتزامن مع احتفال المستقلين بمرور عشرون عاما علي المسرح المستقل وهو التاريخ الذي تأسست فيه مجموعة من الفرق المستقلة الكبيرة والتي حافظت علي وجودها حتي الان. وبهذه المناسبة ايضا اقامت الفرق مؤتمرا علميا بعنوان' عشرين عاما من المسرح المستقل' كان نتاجه صياغة مشروع قانوني ولائحة لمشروع دعم المستقليين و تجتمع تحت مظلته الفرق المستقلة بحيث يكون لها مقر دائم وتدعمها الدولة ممثلة في وزارة الثقافة مع تحديد قواعد لطريقة الدعم ومازالت الفرق الموقعة علي هذا المشروع في انتظار رد وزارة الثقافة ومستشارها القانوني بعد ان حصلوا علي وعد من وزير الثقافة. واستمرارا لسلسلة التجديدات خضع مقر المركز القومي للمسرح والموسيقي والفنون الشعبية للتجديدات ايضا, وحتي الان لم يستلم د.حسين الجندي مدير المركز المقر وهو ما اضطر الموظفين لمتابعة عملهم في اكشاك خشبية تم اقامتها في حديقة المركز, وبسبب هذه التجديدات غابت اصدارات المركز القومي خلال هذا العام من كتب توثيقية ودراسات في مجال المسرح والفنون الشعبية والموسيقي, من جانب اخر زاد اهتمام المركز بتوثيق وتصوير الاعمال المسرحية والمؤتمرات العلمية والندوات المختلفة في مجال المسرح والدراسات الشعبية, بالاضافة الي المشروع الجديد الذي بدأ تنفيذه د.حسين الجندي في2010 وهو اعداد مجموعة من الافلام التسجيلية عن رواد المسرح المصري من كتاب وفنانين ومخرجين امثال نجيب الريحاني ويوسف وهبي وسعد الدين وهبة وزكي طليمات وسعد اردش والسيد راضي وغيرهم. ومن جانب اخر زاد اهتمام التليفزيون المصري خلال هذا العام بالمسرح من جديد, حيث تم تفعيل بروتكول تعاون مشترك بين البيت الفني للمسرح وقطاع القنوات المتخصصة وفي اطار محاولات التطوير التي يعدها القطاع للقناة الثقافية تم تسجيل عدد كبير من العروض المسرحية لعرضها علي الثقافية, كما تم تسجيل بعض عروض مركز الهناجر واخرها' بلاد اضيق من الحب' للمخرج طارق الدويري الذي تم عرضه علي شاشة القناة بعد انتهاء ليالي عرضه علي المسرح بأيام قليلة. ومن سلبيات العام المسرحية استمرار مشاكل الدفاع المدني واغلاق المسارح فمازالت الهيئة العامة لقصور الثقافة تواجه الكثير من الصعوبات في كل مرة تحاول فيها اقامة مهرجان مسرحي في مسرح النيل' العائم سابقا' بشارع البحر الاعظم او في المسرح الصغير بقاعة منف في العجوزة وتحصل في النهاية علي موافقات مشروطة, ونفس الشيء حدث مع مسرح المعهد العالي للفنون المسرحية مؤخرا رغم خضوعه للتجديدات خلال العام الماضي وتنفيذ الاشتراطات الامنية.