ورحلة مع حكايت الكاريزما هذه.... والكاريزما هي هبة إختص بها الله شخصا.. تخول له الحق في أن يصبح نجما محبوبا ينتظره الجميع ويذهبون إلي دور العرض لمشاهدته.. ولقائه.. وهذه الهبة لاتخص نجوم السينما فقط.. فهي هبة إلهية تخص كثيرا من البشر!!. والكاريزما طبعا غير الموهبة الفنية.. فهناك ممثلون يتمتعون بموهبة التمثيل بشكل كبير.. ولكن ليس لديهم الكاريزما.. وسحرها الطاغي.. فيستقر هذا النوع من الممثلين في منطقة معينة... ممثلا قديرا.. قويا.. يقنع الجمهور بقدراته التمثيلية... وبأدق قواعد التمثيل التي درسها وعاش معها حياته الفنية.. ولكنه لم يستطع أن يقطع حاجز البعد عن النجومية بالكاريزما التي ليست لديه ليصل إلي النجومية!!. وللكاريزما حكايات مع نجوم الفن في كل عناصره.. من جميع العاملين فيه.. من أول العمال العاملين في الإستوديوهات.. خلف أجهزة الإضاءة.. وخلف الكاميرات.. والديكورات.... وأجهزة التقاط أصوات الممثلين.. ومديروا التصوير.. والمخرجون.. والمؤلفون.. والممثلون أنفسهم.. والمطربون.. والموسيقيين.. وباقي عناصر صناعة السينما.. والكاريزما لها دورها أيضا مع الزعماء.. والسياسيين.. والصحفيين وبعض الناس العاديين الذين لايشعرون بها.. ويشعر بها من يراهم!!. والأمثلة كثيرة.. منها مثلا.. حوار مع المخرج الراحل الكبير يوسف شاهين.. به سؤال.. لماذا لم يخرج فيلما عن الزعيم الراحل.. جمال عبدالناصر؟ قال بحماس شديد.. رفضت عمل فيلم عن جمال عبدالناصر لأنني لم أجد الممثل الذي يتميز بكاريزما جمال عبدالناصر.. ولاحتي نظرة عينيه.. فين الممثل اللي عنده عينا عبدالناصر.. ولاحتي نظرة عينيه.. مفيش في الدنيا كلها!! هذه حكاية مع يوسف شاهين.. وقدمت بعد ذلك أفلام عن عبدالناصر.. ومسلسل عن.. عبدالناصر!! ومثلا آخر... عن الكاريزما.. أحيانا وأنت تجلس في مكان ما.. ويدخل فيه شخص لاتعرفه..... ولم تقابله من قبل... ولكنك تفاجأ نفسك بالسؤال مين الشخص ده؟! وتريد أن تتعرف عليه وتبادله الحديث... إنها الكارزما الساحرة تحيط بهذا الشخص الغريب...!! والغريب أيضا أن الكاريزما هذه.. تؤثر أيضا علي عمال الإستوديوهات عندما يشاهدون ممثلا جديدا لأول مرة في فيلم جديد.... فهم يكتشفون أن لدي هذا الممثل الكاريزما التي ترسل إليهم عبر الأثير من خلاله.. ويتنبأ كل منهم بنجومية هذا.. وهم يقولون في حكمهم علي هذا الممثل صاحب الكاريزما العالية أن الكاميرا تحبه أيضا.. وليس الجماهير فقط..!! ومديرو التصوير السينمائي هم أكثر الناس الذين يكتشفون هذه الكاريزما الساحرة.. يحكي واحد من أكبر مصوري السينما المصري... أنه ذات مرة كان يصور مشهدا في فيلم لمعرض الرسام بطل الفيلم.. وتقريبا كل أبطال الفيلم سيظهرون في هذا المشهد... ووضع الكاميرا في مواجهة الباب الذي ستدخل منه مجموعة أبطال الفيلم أو بعضهم.. ووقف معه خلف الكاميرا بطل الفيلم الرسام الذي سيتقدم إلي ضيوفه..... وأصدقائه الممثلين المشتركين في الفيلم عندما يدخلون جميعا.. بإشارة مدير التصوير لبطل الفيلم الواقف جنبه... ودارت الكاميرا... ودخل الممثلون المشتركون في المشهد.. وانتظر البطل إشارة مدير التصوير ليدخل إلي المعرض ليستقبل الزائرين.... ولكن لم تحدث إشارة مدير التصوير.. وبعد فترة قصيرة.... صاح مدير التصوير بكلمة.. إستوب.. وذهب وجلس علي كرسي في البلاتوه.. وذهب إليه البطل يسأل ماسبب إيقاف التصوير؟. وبعد فترة من الصمت.. قال مدير التصوير المخضرم الكبير... بصراحة عيني في الكاميرا وهي تدور لم تر أي فرد من المجموعة التي دخلت الي المعرض.. ليست لهم أي كاريزما أي وجود أمام عدسة الكاميرا.. وترك المشهد لمساعده لكي يصور المشهد بدلا منه!! إلي هذه الدرجة الكاريزما مهمة جدا مع من لايطمع في النجومية!! وكثر الحديث هذه الأيام عن الوجوه الجديدة وأفلامهم ومسلسلاتهم التي ظهرت علي شاشات السينما.. والتليفزيون.. والإعلانات في معظم الجرائد والصحف.. والتليفزيونات.. إلي أين يعثرون علي هذه الكاريزما التي تحقق لهم النجومية.. وكيف الوصول إليها؟! وهل سيعثرون علي النجاح والإستمرار أم سيكون ظهورهم في الأعمال التي قدموها مجرد رحلة جميلة علي شاشات السينما.. في دور العرض.. وشاشات التليفزيون المصري.. والفضائيات العديدة!! والواجب أ نعتني بهذه الوجوه الجديدة من الشباب والشابات ونقدم لهم النصيحة.. وكل المعونة الفنية.. ولانحملهم فوق طاقاتهم مسئولية نجاح أو سقوط أعمالهم... لابد من الصبر معهم.. وإرشادهم من خلال كل الأجهزة السينمائة... والورش الفنية.. المسرحية.. والسينمائية.. والتليفزيونية التي يعلن عنها في كثير من المؤسسات الفنية.. ومنها المهرجانات العديدة التي وصلت في مصر إلي أكثر من15 مهرجانا سينمائيا.. وبضرورة استمرار عمل هذه الورش الفنية.. بأعمال جادة... وبأساليب فنية حديثة... وتحمل التطور العالمي في الحياة الفنية بكل فروعها والإهتمام الدائم بالتأكد المستمر من الأجهزة المسئولة في عالم الفن المصري.. عمليا.. وليست مجرد تصريحات جوفاء.. ووثرات كلامية.. ومن خلال هذا الاهتمام العملي نطلب منهم الصبر وأسلوب التعامل مع الفن بشكل تدريجي حتي تنمو موهبتهم... وتتعرف عليهم الجماهير.. ونجوم الفن الصادقون المحبون للفن عليهم احتضان هذه المواهب ومساعدتهم.. حتي تتعرف عليهم وعلي قدراتهم... وتأنس لهم ثم تحبهم... ثم أكثر من عمل تستجيب لهم الكاريزما الساحرة.. والتي يمكن أن تكون في أعماقهم.. والحمل الفني الثقيل بالبطولات المطلقة.. أخفتها عن الجماهير!!. ولنا أمثلة كثيرة من نجومنا الشباب الذين وصلوا عن طريق معرفة أسرار الوصول إلي الكاريزما.. والتي أولها أن الكاريزما لها أسلوب للوصول إليها.. عندما يشعر الممثل في داخله بأنه قادر علي جذبها لشعوره بها.. وكيف يحقق لها الطريق للوصول إليه.. بكل وسائل الحب والثقة بنفسه.. وتقوية ذاته بالثقافة الفنية بكل عناصرها... والمداومة علي أصرار الوصول إليها.... بالعمل الصادق.. والذي يمكن أن يبدأ بمشاهد قصيرة.. ولكنها بقوة وبإبداع فني مستمر.. وكأنه دعوة لكلاريزما بأنه لها.... وفي انتظار وصولها بمزاولة أعماله التي تؤشر لها.... بأن هذا الفنان بصدقه له الحق في أن يحصل علي الكاريزما.. الهبة الالاهية... ومن أهم النماذج التي حصلت علي النجومية.... والكاريزما.. تحبط بهم منذ البداية حتي الآن... منهم محمد هنيدي.. والنجم عادل أدهم.. الذي بدأ حياته الفنية بأداء مشاهد صغيرة جدا.. لايتكلم فيها.. وحتي... فريد شوقي.. في فيلم غزل البنات.. بجملة... بتاع اللي قبلها وقبل قبلها... حتي وصل الي نجومية.. الملك.. فريد شوقي.. ورشدي أباظة صاحب أشهر كاريزما في السينما المصرية.. بدأ بأدوار صغيرة! والنجم الزعيم عادل إمام بدأ بأدوار صغيرة حتي بلد شهادات... وحلق في سماء النجومية... والنجم المسرحي الخطير.... محمود ياسين بدأ بأدوار سينمائية صغيرة جدا.. حتي وصل إلي النجومية وعاشت معه الكاريزما مع نجمية في مشواره مع النجمة بطل فيلم مع الراحلة نجمة مصر(فاتن حمامة)... ويعيش حتي الآن مع نجومية التي يقدم من خلالها رسالة للفن الجميل... ولدينا الآن نماذج كثيرة من الشباب الذين يحملون النجومية.. وتحضنهم الكاريزما بعد مشوار إصرارهم... وتقديم أدوار تحقق لهم... وجود هبة الله الكاريزما... ليصبحوا نجوما.. ونجمات... نعيش معهم.. ومع إبداعهم الفني. وعلنيا بعد هذه الرحلة الطويلة... أن نعتبرها درسا واجب الاهتمام به.. ولانتعجل في الوصول الي النجومية.. لأن الكاريزما موجودة... وفي إنتظار كل من يريد الوصول إليها. إذا استطاع اكتشاف أسرارها وتعامل معها.. بحب.. وبرغبة صادقة للحصول علي هذه الكاريزما... الساحرة..!!.