الفن والفنانون الذين يعملون أو يتعاملون مع الفنون الموسيقية والغنائية والمسرحية والسينمائية والفنون التشكيلية وجميع أشكال الفن إذا لم يكن بداخلهم هدف ورغبة واصرار علي تقديم الجمال والقيمة في أعمالهم فلا داعي لتسميته فنا أو يطلق عليهم فنانون. الفن هو الجمال في كل شيء في الكلمة واللحن والأداء في الأعمال الموسيقية وكذلك في الفنون المسرحية والسينمائية والفنون التشكيلية ونحن المصريون نفتخر ونتباهي بآثارنا الفرعونية والقبطية والاسلامية ويحج إلينا السواح من كل أنحاء العالم ليشاهدوا عظمة قدماء المصريين في فنونهم التشكيلية وقطعا كانت هناك فنون أخري مثل الموسيقي والغناء ولعدم وجود أجهزة تسجيل لم نتمكن من معرفة قيمتها مع العلم بأن إزدهار فن يزدهر بجانبه باقي الفنون والدليل علي ذلك عندما بدأ ازدهار فن الغناء المصري علي يد الشيخ سيد درويش بعد أن كنا نعيش علي الكلمات والانغام العثمانية التركية تغيرت الكلمات والألحان وبدأت من عند سيد درويش وحتي يومنا هذا.. وأصبحت مصر منارة الشرق الأوسط في فن الموسيقي والغناء وقدمت فنا رفيعا انتشر من خلال الاسطوانات ثم بعد ذلك السينما والإذاعة وعرف العالم العربي سيد درويش وأم أكلثوم ومحمد عبد الوهاب والشيخ زكريا أحمد ومحمد القصبجي ورياض السنباطي وتبعهم الجيل الثاني كمال الطويل والموجي وبليغ وليلي مراد وشادية وعبد الحليم حافظ وفايدة كامل وشهرزاد ومحمد قنديل ومحمد عبد المطلب كل هؤلاء وغيرهم قدموا فنا جميلا له قيمة ونتعامل معه حتي الآن ونقول عنه زمن الفن الجميل. وهذا لم يمنع وجود بعض الفنون الرخيصة ولكن كانت الفنون الرفيعة هي الطاغية علي الساحة بعكس ما هو حاصل حاليا من أن الفن الرخيص طغي علي الفن الرفيع وأصبحنا نقف بين أمرين إما أن نرضي بالأمر الواقع أو نحاربه وهذه مهمة الاذاعة والتليفزيون وصوت القاهرة وشركات الانتاج المحترمة أولا فتح باب الانتاج الاذاعي وعندنا أكثر من شبكة اذاعية لو قدمت كل شبكة أغنية أو أغنيتين علي الأكثر في السنة سيكون لدينا حصيلة حوالي عشر أغنيات مختلفة المعني والمضمون وتكون مباراة جميلة بين المؤلفين والملحنين ونخرج من زقاق الأغنية الرخيصة التي جعلت منا فنانين ضعافا أمام الآخرين وأصبح لهم صوت مرتفع وسيطروا علي الساحة الغنائية بدون مقاومة ولا أريد أن أعلن اتهامي للتليفزيون بأنه السبب الرئيسي في هبوط فن الموسيقي والغناء بعد أن كان في بدايته سببا في ظهور وانتشار بعض المطربين والمطربات وكان عنده إدارة موسيقا وغناء واستديوهان في الدور الثالث( استديو التزامن) كل هذا أصبح في خبر كان. وأصبح مستنقعا يقدم فيه كل رخيص من الأغاني وأصبحت البرامج الكلامية تستضيف أصحاب هذه الأغاني الرخيصة وكأنها تنتقدهم ولكن في الواقع أنها تحقق لهم الانتشار. وأصبحت كل المهرجانات الفنية لا تضع في حسابها أي جائزة للغناء ومعهم كل الحق ولكن نريد أن نتدارك هذا الموقف ويكون عندنا أمل في الخروج من شارع الغناء الرخيص ونعيش مرة أخري في ميدان الفن الرفيع والغالي علينا غالي وليسقط الفن الرخيص.