وكأننا لم نتغير ولم نتعظ من دروس الماضى القريب قبل ثورة 25 يناير، فماحدث فى أسوان على مدار اليومين الماضين يؤكد أن هناك بعض الأجهزة والشركات لا تزال تسير على نفس النهج، ومن هذه الشركات شركة مياه الشرب والصرف الصحى بأسوان التى دأبت على تعذيب المواطنين، سواء من خلال مصرف السيل القاتل الذى يلقى بسمومه فى النيل أو من خلال الانفجارات المستمرة فى الخطوط داخل الشوارع والأحياء، فقبل يومين تم الإعلان عن زيارة الدكتور خالد فهمى وزير الدولة لشئون البيئة للوقوف على بؤر تلوث مياه النيل، وقد اهتدى فكر مسئولى شركة مياه الشرب والصرف الصحى إلى حيلة جديدة لخداع وزير البيئة الذى كان من ضمن برنامج زيارته تفقد أعمال الإحلال والتجديد لمحطتى المعالجة كيما 1و2 ولأن المحطتين متوقفتان تماما عن العمل، فإن مياه الصرف الصحى لجميع أحياء المدينة تخرج من محطات الرفع سعد زغلول والجزيرة وبركة الدماس والبشارية إلى كيما فى رحلة طويلة ،ثم تعود من خلال مصرف السيل بدون معالجة لتصل فى النيل مباشرة بنحو 70 ألف متر مكعب يوميا وحتى لاتصل هذه المياه بكمياتها الرهيبة أمام الوزير ويفتضح أمرها، لجأت الشركة إلى تهدئة اندفاع مياه الشرب إلى العديد من المناطق السكنية، الأمر الذى عانى معه المواطنون معاناة شديدة فى اليومين الماضيين، خاصة الأحياء التى تقع فى مناطق مرتفعة، حتى انتهت الزيارة وعادت المياه إلى طبيعتها. وبعيدا عن هذه الخدعة فقد تفقد الدكتور خالد فهمى وزير البيئة يرافقه محافظ أسوان مصطفى يسرى مصنعى لب الورق والسكر بمدينة إدفو، حيث قاما بافتتاح محطة الغاز وبعض محطات المعالجة لمياه الصرف الصناعى بالمصنعين، كما تفقد أحواض التبخير والغابة الشجرية بطريق وادى العلاقى وأخيرا محطتى معالجة الصرف الصحى (كيما1، كيما2) اللتين تشهدا أعمال التطوير بتكلفة 60 مليون جنيه.