تمر هذه الأيام الذكري الرابعة لثورة25 يناير التي حققت نجاحا باهرا في أيامها الأولي حتي صارت نموذجا جيدا للثورات العظيمة.. ثم انتكست بعد ذلك انتكاسة لم يسبق لها مثيل.. فبعد إزالتها حكم الرئيس مبارك في أقل من شهر فشلت فشلا ذريعا في تحقيق أهدافها المعلنة عيش- حرية كرامة إنسانية.. بل وفشلت في إبقاء الوضع الاقتصادي والأمني والمعيشي علي كل ما كان عليه. وأعتقد أن أهم الأسباب التي حالت دون تحقيق الثورة لأهدافها من وجهة نظري الآتي:- 1- نشر ثقافة الانتقام والتشفي بعد نجاح الثورة مباشرة وغياب معاني العفو والصفح.. مع أن آيات القرآن في ذلك زادت عن19 آية. 2- رغبة الجميع في الاستحواذ علي كل شيء وعدم قابلية أي طرف سياسي أو قوي مؤسسية أن يترك شيئا للآخر. 3- إذكاء ثقافة الكراهية للآخر وتعطيل معاني الحب والود. 4- إنزال الصراعات السياسية من عالم النخبة السياسية العاقلة والحكيمة والتي تقبل الحلول الوسط إلي الجماهير العريضة والمليونيات المتعاكسة والمتضادة والتي يغلب علي خطبائها دغدغة العواطف وتهييج النفوس وحشدها للصراع بل والتقاتل.. فلم يعد للحكماء موطن ولا مكان حتي ضاعت مصر كلها بفعل هذا الخطاب وهؤلاء الخطباء. 5- الرغبة في إلغاء كل الماضي وكأن تاريخ مصر بدأ منذ ثورة25 يناير.. وكأنه لم يحدث أي خير في مصر قبل ذلك وكأنه لم يولد في مصر وطني مخلص فيها. 6- ظن الجميع أنه يستطيع حكم مصر دون أي مؤهلات تؤهله لذلك.. وهذا كان واضحا جدا من نوعيات مرشحي الرئاسة لأول انتخابات رئاسية ونوعيات الكثير ممن تولوا مناصب عقب الثورة. 7- رغبة الجميع في أن يبتلع كعكة الحكم في مصر وحده دون الآخرين فأصيب هؤلاء بانسداد معوي حاد أدي إلي وفاتهم وضياع كل شيء. 8- احتكام القوي السياسية إلي الخارج أكثر من احتكامهم إلي مواطنيهم واستلهام قرارهم السياسي من موافقتهم. 9- دخول المال السياسي الحرام في اللعبة السياسية المصرية لأول مرة منذ ثورة23 يوليو.. وعدم إنفاق هذه الأموال في أي شيء يفيد المواطن الغلبان. 10- بداية ثقافة التخوين بعد الثورة مباشرة.. وذلك من أجل أي رأي أو موقف سياسي يتخذه صاحبه. 11- استعجال الثمرة.. فمن استعجل شيئا قبل أوانه عوقب بحرمانه.. فالجميع كان يريد قطف ثمرة الحكم في مصر بسرعة البرق دون تريث أو تمهل أو حتي إعداد جيد. 12- تحول الثورة المصرية من السلمية إلي المولوتوفية والحرق.. وسن سنة الحرق دون نكير شرعي أو قانوني.. وذلك بحرق الأقسام ومقار الحزب الوطني في البداية.. ثم احترقت مصر كلها بعد ذلك بلا استثناء مساجد وكنائس ومقار الإخوان وأقسام الشرطة ونيابات ومحاكم ومحافظات وآلاف السيارات 13- نشر ثقافة تحطيم الآخر بالحق أو الباطل.. بالصدق أو الكذب مع تعميم الأحكام والعقاب أيضا.. ناسين أن القرآن قال عن خصومه ليسوا سواء 14- فشل الثوار في تحويل الثورة إلي دولة.. ورغبة البعض في هدم المؤسسات دون أن تكون له رؤية لبنائها وإصلاحها.. لأنه أضعف من ذلك. 15- فشل بعض الثوار أخلاقيا في التمسك بالقيم النبيلة ودخولهم في مهاترات كلامية وتربح البعض منهم دون عمل. 16- اعتقاد بعض الثوار أنه ينبغي علي المجتمع المصري أن يفوض الثوار في حكم مصر تفويضا كاملا لأن الثائر أولي الناس بالحكم.. وهذا خطأ كبير شرحته مرارا ويضيق المقال عن إعادة شرحه. 17- وقعت مصر بعد الثورة بين سندان الثوار ومطرقة المجلس العسكري ثم بين سندان الإخوان ومطرقة القوي السياسية.. ثم بين سندان الإخوان ومطرقة مؤسسات الدولة.. وكل فريق يري أنه الأجدر والأفضل بالقيادة.. ويريد أن يسوق مصر كلها إلي فصيله دون الآخرين. 18- فشل كل المراحل الانتقالية من بداية الثورة وحتي الآن. 19- قيادة د. مرسي للدولة بعقلية وفكر الجماعة وعدم تفريقه بين فقه الدعوة وفقه الدولة.. ورهن قراره كاملا لمكتب الإرشاد.. وانحيازه للجماعة أكثر من انحيازه لمؤسسات الدولة.