ينتمي سامح لعائلة متوسطة الحال ليس لها علاقة بالإجرام من قريب أو بعيد, تكسب رزقها بالحلال, تتمتع بالسمعة الطيبة بين جيرانها أحسنت تربيته في مراحل التعليم المختلفة حتي تخرج في كلية التربية الرياضية وساوره حلمه أن يعمل في المجال الذي تخصص به لكنه لم يجد الوظيفة الحكومية المناسبة, لكي يتزوج ويصبح لديه أسرة صغيرة كباقي الشباب في سنه, واضطر أن يعمل سائقا ووجد انتعاشة مالية لا بأس بها وتخلي نهائيا عن التفكير في الوظيفة الميري ومرت السنوات وأثناء جلوسه علي شبكة التواصل الاجتماعي وجد مجموعة للتسوق الإلكتروني ودعوه للانضمام إليهم واشترطوا عليه منحهم مبلغا ماليا لاستثماره ومنحه فيما بعد40% من جملة ما سدده لهم مع إغرائه بالحصول علي200 دولار, إذا نجح في جلب شخص آخر, وسال لعابه ورحب أن يكون عنصرا فعالا مهما إلا أنه بعد فترة اختفت المجموعة التي تعرف عليها وأغلقت صفحتها, ومنذ ذلك الوقت لعب الشيطان في رأسه وأراد الانتقام وتعويض الخسائر المادية التي لحقت به وبدأ يمارس النشاط غير القانوني الذي تعلمه بمفرده وأتقنه جيدا واتسعت دائرة تعاملاته في محافظات وسط الدلتا والقناة وتوافد عليه الشباب من الجنسين يطلبون وده, وبعد سلب أموالهم يتركهم دون تحديد عنوان له ليتوجه لجهة أخري جديدة يمارس فيها النصب والاحتيال ونظرا لخطورته وضعته مصلحة الأمن العام بوزارة الداخلية علي قائمة المطلوب استهدافهم وتمكن رجال مباحث الإسماعيلية بعد مجهودات مضنية ومراقبة مكثفة من الإمساك به متلبسا عند محاولة إيقاع إحدي ضحاياه في شراك خداعه, وتحرر محضر بالواقعة وتولت النيابة التحقيق. كان اللواء منتصر أبو زيد مدير أمن الإسماعيلية قد عقد اجتماعا مع اللواء محمد جاد مدير إدارة البحث الجنائي لمناقشة المعلومات الواردة لهما بشأن وجود بؤر إجرامية يزاول الخارجون علي القانون من داخلها نشاطهم في مجال النصب والاحتيال بطرق حديثة تساعدهم علي جمع مبالغ مالية كبيرة ينفقونها علي مزاجهم الشخصي ويتركون المجني عليهم يعيشون مشاكل اجتماعية لا حصر لها نتيجة ضياع تحويشة العمر التي أرادوا استثمارها بالطرق غير المشروعة. علي الفور تم تشكيل فريق بحث بإشراف العقيد إيهاب مصطفي رئيس مباحث الأموال العامة ضم وكيله النقيب أحمد إيهاب ودلت تحرياتهم أن سامح30 سنة حاصل علي بكالوريوس تربية رياضية يسكن في دائرة قسم أول المنصورة سبق ضبطه بتهمة نصب ومطلوب للتنفيذ عليه بالحبس لمدة شهر, وتبين أنه يتردد من محل إقامته بالدقهلية للإسماعيلية بين الحين والآخر ويجلس علي الكافيتريات الراقية, يزين ويروج من خلالها للشباب للاستثمار في مجال التسويق الإلكتروني مقابل أرباح يدفعها لهم بالدولار الأمريكي وأضافت التحريات أن المتهم شديد الذكاء ويتمتع بمظهر حسن ولبق في حديثه مع ضحاياه ويمتلك الخبرة في إقناعهم ورسم صورة طيبة لهم أنهم علي أعتاب باب الثراء إذا استمعوا له ونفذوا تعليماته التي تنصب في تدبير المبلغ المالي ودعوة أقاربهم وأصدقائهم لكي ينضموا له في هذا النشاط الاستثماري. وأشارت التحريات إلي أن سامح تعرف علي حسام أمين مخزن بإحدي الشركات الزراعية ويسكن في أبو عطوة واستولي منه علي مبلغ25 ألف جنيه بدعوي استثمارها علي طريقته الخاصة التي تعلمها للاحتيال علي عملائه وأقنعه بتسليمه ربحه المادي بالدولار إلا أنه أغلق هواتفه واختفي كعادته وبعرض التحريات علي النيابة تم استصدار إذن لضبط المتهم وأعد رئيس مباحث الأموال العامة ووكيله خطة أمنية محكمة لاستهدافه اعتمدت علي نصب أكمنة ثابتة ومتحركة في المناطق التي يتردد عليها بدعم ومساندة من رجال الشرطة السريين وأثناء البحث الدءوب عنه وصلتهم معلومة بوجوده في إحدي الكافيتريات الراقية واتجهوا إليه مسرعين وأمروه بمصاحبتهم وسط حراسة مشددة إلي غرفة التحقيقات وبمواجهته بما أسفرت عنه التحريات وأقوال المجني عليه تلعثم ولم يستطع الإجابة سوي أنه يمارس نشاط التسويق الإلكتروني المعروف لدي متصفحي شبكات التواصل الاجتماعي علي الإنترنت وتم تحرير المحضر اللازم له واتهامه بالنصب والاحتيال وبعرضه علي أحمد الفرارجي وكيل النيابة العامة باشر التحقيق معه تحت إشراف هشام طلال رئيس نيابة أول الذي أمر بحبسه أربعة أيام علي ذمة التحقيق ومراعاة التجديد له في الميعاد.