بعد أربعة أعوام من ثورة25 يناير وأكثر من عام ونصف علي ثورة30 يونيو إلا أن طموحات شباب الثورة تعاني من الإحباط وبرغم التوجه نحو إجراء الانتخابات إلا أن هناك بوادر أمل تفتح الطريق أمام المستقبل إلا أن كوتة الشباب يراها البعض غير كافية لتلبي طموحاتهم..د شادي الغزالي حرب عضو ائتلاف شباب الثورة سابقا وعضو المكتب التنفيذي لتيار الشراكة حاليا والقيادي بتحالف الوفد المصري يطرح في حواره مع الأهرام المسائي رؤيته للمستقبل وملامح خريطة الانتخابات القادمة. هل أنت متفائل بالمستقبل؟ بالطبع متفائل والأمل موجود برغم مرور أربع سنوات شعرنا فيها أحيانا بالإحباط وأحيانا بالاكتئاب وبرغم وجود عدد من شباب الثورة خلف القضبان لكني متفائل لأن الثورة حققت شيئا مهما وهو تغيير الوعي الجمعي لدي الشعب المصري ودائما يحدث بعد الانكسارات حالة صحوة واعتقد أن الشعب الذي ثار وخرج من حالة التفريغ والتنويم أستيقظ ولن يغفو مرة أخري والدليل أن الشعب صبر علي محمد مرسي لمدة عام وتخيل الإخوان أنهم يستطيعون تنويمه مرة أخري وتفاجأوا بالثورة عليهم, لذلك هذا الشعب لا يمكن أن يتوقع أحد رد فعله فهو يتوقع الكثير ويضع آمالا علي المرحلة القادمة وأتمني أن تكون هناك نتائج قريبا وأتوقع ان تتحسن الأوضاع في ظرف5 سنوات علي الأقل ومسئوليتنا ان ننجح هذه الثورة وندعم أي مجهود إيجابي ونقوم ونكشف أي معوقات. في رأيك متي يخرج الشباب من حالة الإحباط التي تحدثت عنها ؟ أعتقد قريبا جدا ولكن يجب أن تكون هناك إجراءات تعيد إليهم الأمل مرة أخري ويشعرون بعدم الإقصاء وأن تنتهي مرحلة التضييق عليهم. ما هو دور الشباب في المرحلة القادمة؟ أولا أن يقاوم عزله وإقصاءه ولا يستسلم أو ينسحب فهناك محاولات كثيرة لتشويه شباب الثورة منها محاولات إعلامية كذلك إقصاؤه من المناصب القيادية داخل الأحزاب ومحاولة عزله عن المشهد السياسي وهذه معركة يجب أن نخوضها بقوة ونضع الدولة والنظام أمام اختبار حقيقي بإصرارنا علي مطالب الثورة وعلي الدولة أن تعيد بناء جسور التواصل مع الشباب مرة أخري ولو اتخذت الدولة والنظام خطوة نحو بناء الثقة مرة أخري أعتقد سيكون هناك اتفاق كبير خاصة أن الخلاف الأساسي متعلق بتعديل قانون التظاهر والإفراج عن المسجونين من شباب الثورة. لكن أيضا هناك هجوم علي شباب الثورة من المواطن العادي فما رآيك ؟ طبعا بعد حملات التشويه هناك هجوم من المواطنين علي الشباب واتهامات كثيرة وأعتقد ان المواطنين يأخذون علي بعض شباب الثورة اهتمامهم بالعمل والمطالب السياسية وإهمالهم لمطالب المواطن الاقتصادية والاجتماعية والتي تستحوذ علي اهتمامه أكثر من قضايا حقوق الإنسان والديمقراطية, وعلي الشباب أن يرفع مطالب المواطنين أولا وأعتقد أن جزءا من الظهير الشعبي الذي تم فقده مع مرور الوقت سيعود للشباب لأنه الأقرب إليهم. هل16 مقعدا في القائمة كافية للشباب ؟ بالطبع غير كاف ولا تمثل نسبة الشباب في المجتمع والتعويل علي نجاح الشباب فرديا في هذه المرحلة يحتاج إمكانيات ضخمة لا يستطيع الشباب اليوم امتلاك ولو جزءا بسيطا منها. ما هي توقعاتك لعدد الشباب في البرلمان القادم ؟ سيكون هناك عدد ضئيل من شباب الثورة المحسوبين علي25 يناير و30 يونيو داخل البرلمان أي أقلية والأغلبية من الشباب ستكون للمدعومين من الدولة بشكل أو بأخر أو المهادنين ليمثلوا صوت شباب الثورة, واعتقد أن الشباب الذي سيدخل البرلمان هو من سيصنع مصداقيته بنفسه فمن سيقول أنه يمثل25 يناير و30 يونيو ويدعم قرارات ضد الثورتين فإن الشعب سيكتشفه, ويمكن أن يدخل البرلمان شباب غير معروف انتماؤه للثورتين ويدعم قوانين وقرارات في صالح الثورتين ويكون إضافة لنا فالعبرة ستكون بالأداء, وأتمني أن لا تراهن الدولة علي صناع جيل المستقبل لأنه رهان خاسر فشل فيه أحمد عز وجمال مبارك وهناك من يدعم كيانات مشابهه بقيادة شخصيات تنتمي لجيل المستقبل وتنوي طرحها لتكون صوت الشباب. ما رأيك في دعوات عدم المشاركة في الانتخابات ؟ هذا ليس حلا وأنا شخصيا أطلب من الجميع أن يشارك ويدعم شباب الثورة الذي سيخوض المعركة ليكون صوتا للثورة حتي لو كان العدد قليلا لكن الانسحاب والتشتت هزيمة للثورة ويجب أن نكون تعلمنا من أخطائنا في السنوات الماضية. هل انتهت الحركات والائتلافات الشبابية؟ أولا ارفض كلمة ائتلافات لأنه كان هناك ائتلاف واحد فقط وعشرات الائتلافات التي ظهرت كانت للقضاء عليه, ووأعتقد أن فكرة الائتلاف لا وقت لها الآن وبرغم حدوث بوادر لها في أزمة براءة مبارك والعادلي إلا أن وجودها صعب الآن ولا يمكن أن تحدث إلا في وقت الأزمات, أما تيار الشراكة فهو كيان فردي يضم أفرادا بأشخاصهم مؤمنين بالثورتين, ويسعون لتحقيق أهدافهم بعيدا عن الأطر التقليدية. متي ستنتهي الخلافات والمعارك بين شباب الثورة ؟ لا توجد معارك لكنها اختلافات في وجهات النظر وطريقة العمل وأعتقد إننا نضجنا بشكل كبير ويجب أن نتقبل الأخر المختلف معنا في الأفكار طالما أن الهدف واحد وهو بناء دولة ديمقراطية حديثة وأعتقد أنه لا يجب علي الشركاء المختفين أن يخونوا بعضهم فلا يجب أن يخون من يرفض دخول الانتخابات من سيخوضها والعكس صحيح فتبادل الاتهامات لن يؤدي إلا الي تعميق الخلافات والتعاون والمشاركة هو السبيل الوحيد لتحقيق أهداف الثورة.