حصلت الأهرام المسائي علي مستندات تكشف تورط وزارة التعليم العالي في فضيحة شهادات الجامعات الوهمية التي حذرت قبل أيام من التحاق الطلاب بها. وعلمت الأهرام المسائي أن الفضيحة التي كشفت عدم علم وزير التعليم العالي الدكتور السيد عبدالخالق بما يحدث في وزارته قد بدأت عندما توجه مجموعة من خريجي الدفعة الأولي لبرنامج جامعة كاليفورنيا بالقاهرة إلي المجلس الأعلي للجامعات لمعادلة شهادتهم ليكتشفوا أنها غير معادلة من أية جهة رغم وجود جميع أختام وزارة التعليم العالي علي أوراق التحاقهم بها الأمر الذي تم تصعيده إلي جهات عليا بالدولة طلبت فتح تحقيق موسع حول الموضوع. وتكشف المستندات أن قطاع التمثيل الثقافي والبعثات بوزارة التعليم العالي اعتمد الشهادات الصادرة للطلاب باعتبارهم تحت إشرافه حيث تظهر أختام القطاع ووزارة التعليم العالي علي مستندات طلبات تأجيل تجنيد الطلاب وطلبات استخراج جوازت السفر إلي الولاياتالمتحدةالأمريكية لهؤلاء الطلاب بالرغم من أن البرنامج الدراسي الذي يدرسه الطلاب يتم عن طريق الإنترنت فقط وتخضع لنظام التعليم عن بعد. وتتضمن المستندات تزويرا واضحا حيث تنص الشهادات المدنية التي تحمل أختام النسر الخاصة بالوزارة أن الطلاب يدرسون تحت الإشراف العلمي للبعثات رغم أن الطلاب المبعوثين من الجامعات المصرية للخارج هم فقط الذين تنطبق عليهم تلك الصفة فضلا عن أن هؤلاء الطلاب تم تأجيل تجنيدهم وإعفاؤهم من الخدمة العسكرية بعد بلوغ سن الثلاثين وفقا لتلك الاعتمادات الرسمية التي صدرت في عهد الوزير الحالي الدكتور السيد عبدالخالق الذي اضطر إلي فتح تحقيق أمس في الوقائع المتعلقة بجامعة كاليفورنيا ميرامار وجامعة السويسرية وجامعةسمارت. ويوضح مستند آخر اعتماد المكتب الثقافي المصري في السفارة الأمريكية تلك الشهادات رغم أن الطلاب لم يتلقوا دراستهم هناك ولايمكن ختم أوراق طالب درس في مصر بخاتم المكاتب الثقافية التابعة لإشراف وزارة التعليم العالي والوزير. وأكدت مصادر مسئولة بوزارة التعليم العالي أن عددا من أبناء شخصيات شهيرة وقعوا ضحية تلك البرامج التي تمت بمباركة وزارة التعليم العالي, علي مدي الشهور الماضية علي مرأي ومسمع من جميع قيادات الوزارة بما يطرح تساؤلا مهما: هل كان الوزير الذي أصدر تحذيرات علي مدي الشهور الماضية من الجامعات والمعاهد الوهمية علي علم بتلك البرامج وتحرك مؤخرا بعد طلب جهات عليا التحقيق في تلك الوقائع أم أنه لم يكن يعلم كل ذلك رغم إثارة الموضوع قبل شهور بما يعني أنه غير ملم تماما بأمور وزارته وغير مطلع علي الملفات التي يفترض أنه فحصها بعناية قبل ذلك وآصدر حكمه بأن تلك الكيانات وفي مقدمتها كاليفورنيا ميرامار غير رسمية ولم تحصل علي تراخيص من الوزارة للدراسة. وتصل تكلفة الدراسة بتلك البرامج الدراسية التي تمت برعاية عدد كبير من مسؤلي التعليم العالي وفي مقدمتهم قطاع البعثات والمجلس العربي للجامعات العربية40 الف جنيه في الفصل الدراسي الواحد حيث أوهمت تلك الجهات الطلاب بمنحهم شهادات دولية معادلة داخل مصر وفي الولاياتالمتحدة وغيرها من البلدان مع الحصول علي كافة المميزات التي يحصل عليها الطالب في الجامعات المعتمدة من المجلس الأعلي للجامعات.