يقف شارع السكة الجديدة التجاري بالدقهلية والذى تحول إلى كرنفال شاهداً على مصر الأصيلة حيث لم تفلح جهود التطرف ومساعى التحول وسنوات الإهمال فى القضاء على أبرز ملامحه وأجمل معالمه حيث عروس المولد جنباً إلى جنب مع «بابا نويل»، وبينهما شجرة الميلاد مكتوب عليها كل عام وأنتم بخير وعلى الرغم من مرور عام صعب شأنه شأن ثلاثة أعوام سبقته أصابت الاقتصاد المصرى فى مقتل، لكنها لم تنل من ميل فطرى للبهجة وعلى الرغم من أن العروس لم تعد حلاوة والحصان لم يعد حكراً على الأولاد،و أن «بابا نويل» يأتى هذه الأيام حاملاً حقيبة مليئة بحلوى المولد، إلا أن شعوراً شعبياً عارماً باحتفالات نهاية العام ومولد النبى محمد (صلى الله عليه وسلم) وعيد الميلاد المجيد، يوحد بين الغالبية و حيث يحرص كل من يزور المركز التجاري المتواضع بالمنصورة على التقاط صورة فوتوغرافية مع شجرة الميلاد الضخمة فقد بات مشهد سيدة منقّبة تحمل طفلتها ويلتقط الزوج صور لهما، مع خلفية شجرة عيد الميلاد، مشهداً عادياً، أو قد لا يبدو مستغرباً مثلاً أما دمية »بابا نويل« الموضوعة فى واجهة العرض فى محل الحلويات الشهير فى منطقه المشاية ، فلا تجد من يلتقط الصور معها بحكم الزحام الشديد . ينادي احد العمال فى قسم الحلويات الغربية المقسوم نصفين، «غاتوه صيامي» والآخر »بالزبدة البلدي« . . أحمد مسئول قسم حلوى المولد قال: المدام تريد عروسة مولد و المدام التى اشترت لتوها »تورتة صيامي« لعيد ميلاد ابنتها الصغيرة، امتثلت لبكائها واشترت لها »عروسة« المولد . ووسط هذا الزحام وعندما توجهنا الى محمد سعد صاحب أحد المحال و الذى صار يستنكر ويندد بتلك الفتاوى الموسمية التى دأب على إصدارها مشايخ الفتنة والتطرف والتى تحرم على المسلمين توجيه التهنئة للمسيحيين، قال العبرة بالواقع . ها هم المسلمون يشترون كعك عيد الميلاد وشجرته، والمسيحيون يشترون حلوى المولد وعروسه وكما أن المياه تكذب الغطاس، فإن المشتريات تكذب الفتاوى الضالة وتلتقط سيدة أنيقة طرف الحديث كانت تشترى حلوى المولد وكعك عيد الميلاد، قائلة أتذكر فتوى عجيبة خرج بها أحدهم قائلاً للمسلمين الذين يعيشون فى الغرب، لو تحتمت عليكم تهنئة المسيحيين بعيدهم فقولوا لهم »هابى هوليدايز« (إجازات سعيدة) ولا تقولوا لهم »ميرى كريسماس« ميلاد مجيد واختارت غالبية المصريين قول »كل عام وأنت بخير« من دون تحديد هوية الاحتفال أو نوع الخير أو شخصية أنتم، وهو ما يتجلى واضحاً فى شوارع القاهرة التى تطغى عليها مظاهر الاحتفال . يقول محمد فوزى محاسب المهم هو أنه »فى مصر: بيت واحد فيه حلاوة المولد وشجرة الميلاد، هى العبارة الأعلى رواجاً على الإنترنت والأكثر تفعيلاً فى بيوت المصريين . و فى المناطق الشعبيه وتحديدا بمنطقة العباسى تعالت الصيحات عروسة و حصان و ملبن و سمسمية هنا الحلوى الطازجة وذلك لجذب الزبون للشراء و توجهنا إلى أحد الباعة بعد رؤية الإقبال على بضاعته ، قابلنا مبتسماً ظناً منه اننا سنقوم بالشراء، الا انه بعد فهمه للموقف قال والضحكة تعلو وجهه »صورونا دى بضاعتنا أحلى بضاعة ومش هتلاقوا ارخص مننا فى السوق فأنا بائع حلوى منذ 15 عاما، وتوارثت مهنة العمل فى حلوى المولد من والدى وجدي . .أكرم محمد بائع يفترش عدة امتارعلى جانب الطريق ، ليبيع الحلوى ، وعند سؤاله عن نوعية الحلوى قال نحن لا نتعامل الا فى البضاعة الشعبية ، التى يستطيع الموظف البسيط والعامل الكادح شراءها لأطفاله ، فالحمصية والسمسمية والملبن والهريسة ، مجموعة من الحلوى التى اعتدنا عليها ، ونقوم كل عام بشرائها لأطفالنا ، بالرغم من وجود انواع مختلفة وجديدة بالأسواق . أما عن الأسعار والإقبال قال محمد السيد: الأسعار بسيطة، ولم تزد على العام الماضى الا القليل، بسبب غلاء الشحن والمواصلات ، فالكيلو يتراوح ما بين 20 و25 جنيهاً وهو سعر جيد جدا لأى موظف او عامل بسيط ، كما اننا نوفر حلوى معلبة وجاهزة يتراوح سعرها من 15 جنيهاً إلى عشرين جنيها شريف مهني يعمل بالمهنة منذ اكثر من 20 عاماً وعند سؤاله عن مدى اقبال المواطن على الشراء وعن الحلوى الجديدة قال: الآن ظهرت العرائس ذات الملابس الشيفون والستان والتى تبهر الأطفال، الا أنه بسبب ارتفاع سعرها عن كيلو الحلوى ، فلا يوجد اقبال كبيرعليها، لأن المواطن يفضل شراء كيلو الحلوى ب10 جنيهات ، على ان يشترى لأطفاله عرائس ب50 جنيهاً . وأضاف ممدوح سيد بائع لكل زبون نوع خاص من الحلوى فمنهم من يفضل الملبن والمشبك ،ومنهم من يفضل السكرية والفول السودانى ، وهناك من يشترى الحمصية والسمسمية . فيما قالت شوقية السيد، ربة منزل، عادة ربنا مايقطعها« مضيفة لازم اشترى حلوى المولد عشان أوديها لبنتى المتزوجة، وإحنا اتعودنا على شرائها كل عام وماينفعش أقطع العادة« . وفى ذات الإطار، قال محمد مصباح، موظف: جئت لأشترى الحلوى التى يحبها أطفالى فضلاً على أهلى وزوجتي، مضيفاً أن موسم »مولد النبي« يعد من أهم المواسم التى ينتظرها الأهالى كل عام، لشراء الحلوي، وتقديمها لذويهم، مؤكداً أن الأسعار »كويسة« وفى متناول الجميع .