وصاح المأمور مناديا.. عبدالمعطي.. خذ هذا الشاعر.. ونسيه اسمه.. وأخذ عبدالمعطي.. الشاب الشاعر.. الصامت وهو يقاوم آلامه من العذاب والكرباج الذي يضرب بجراحه من عبدالمعطي.. ولم يقم بضرب الشاب الشاعر أمام المأمور.. دون أن يضربه بقوة.. وانصرف معه عبدالمعطي.. بهدوء وحنان من مكتب المأمور.. الذي كان بريق عينيه تكشف عن قسوة المأمور الذي يحاول أن يخفيها بهدوئه الغريب!, وفي اليوم التالي.. لم يكن لي في هذا اليوم أمر عمل.. وكنت حرا في حركتي.. وخرجت من جريدة الأهرام التي أعمل بها حتي الآن.. وقررت أن أذهب إلي استوديو التصوير استوديو نحاس.. وكنت ارتدي ملابس بيضاء اسبور ودخلت إلي الاستوديو.. وفوجيء بي المخرج الصديق.. حسين كمال.. وأنا بملابسي البيضاء الاسبور.. وقال لي.. يا سلام انت بملابسك دي.. كأنك قادم من النادي الرياضي الذي تذهب إليه.. علي فكرة يوجد مشهدان مع كل من المتهمين.. جابر.. النجم عادل إمام.. ومرزوق الأستاذ عبدالمنعم مدبولي.. وهما يتم تعذيبهما.. وبوجودي في المشهد.. وبسرعة تم تجهيز المشهد.. وأنا جالس علي كرسي.. وأمام عبدالمعطي. وبعض من جنود السجن.. وبدأ تصوير تعذيب الاثنين.. مرزوق.. الأستاذ عبدالمنعم مدبولي.. وهو يعذب بحبل علي رقبته.. وكأنه كلب.. وأنا المأمور أقول له بمرح وضحك.. الكلب بيعمل ازاي.. وبيقول ايه يا مرزوق.. فيرد مرزوق.. ويقول.. الكلب بيقول.. هو.. هو مثل الكلب يا رمزي بك.. هو.. هو وهو يسير علي ركبه.. ويوجه لي كلمة الكلب يا رمزي بك.. هو.. هو.. وأنا أصرخ بضحكاتي علي تمثيله دور الكلب.. وهو يدور في مكان عرض التعذيب.. ويأتي دور المتهم الثاني النجم عادل إمام.. جابر.. ليقف علي قطعة من باب الجراجات.. ومتصل به سلك كهرباء.. وجابر حافي القدمين.. وهو يرفع قدميه بألم من لمسات الكهرباء بصوته الذي ينافس صوت المأمور وهو يضحك.. ثم يرتمي جابر علي الأرض بعيدا عن مصدر الكهرباء.. ويصيح عليه المأمور.. اعمل عجين الفلاحة الطيبة.. وهي تعجن عجينها.. فيقوم جابر بحركة العجين.. مع صرخات ضحك المأمور.. ومن حوله.. لهذا المنظر الذي يقدم فيه جابر شخصية من يعجن العجين.. وصوت الضحكات.. تملأ المكان.. ممزوجة بصوت آلام المتهم البريء.. بتاع احنا الأتوبيس. وينتهي المشهد بالتصفيق لكل من قام في هذا المشهد من أبطال الفيلم عادل.. ومدبولي.. وأنا أصفق لهما.. وعلي قيامهما بهذا المشهد الصعب.. وأحضن كل منهما كصديق لهما بالفعل.. ولبراعتهما في تقديم هذا المشهد الصعب.. مع تصفيق المخرج.. وسلامه لكل منهما لعظمة الأداء!!. وجلسنا معا.. نضحك.. ونرتاح من المشهد.. وهناك في حجرات السجن آخرون من النجوم يقدمون أروع آلامهم من التعذيب الذي أصيبوا به.. ومعهم زملاؤهم من الممثلين الكبار وهم يشرحون لهم تعذيباتهم.. ونتائجها علي أجسادهم.. بأسلوب الكوميديا السوداء. ونحن نجلس معا.. وبعد انصراف كل منا إلي مكانه في الاستوديو.. ينتقل كل منا إلي حيث مشاهدهم في حجرات السجن.. مشاهد تفاجيء كل من هو مجرد في السجن بخبر خطير.. يعلن عن وفاة الطالب الشاعر.. وهو في حجرته مع مدبولي.. ونجوم آخرين ويملأ صوتهم جنبات السجن.. وهم يصرخون.. قتلوا الطالب.. قتلوا الشاعر.. ويبلغون كل المساجين من خلال شباك الحجرة وأسلاكها عن قتل الطالب الشاعر.. الذي مات قتيلا من التعذيب!! الذي يقوم بدوره النجم وجدي العربي.. وبدأت أحداث نهاية الفيلم!!. وإلي لقاء.